زيادة مستويات الإنسولين في الدم

ارتفاع مستوى الإنسولين في الدم

يُعرَف فرط الإنسولين في الدم، المعروف أيضًا بارتفاع الإنسولين، على أنه زيادة في مستوى الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin) في الدم عن المعدلات الطبيعية. وتجدر الإشارة إلى أنه ليس مرادفًا لمرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes)، ولكنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمرض السكري من النوع الثاني. يُعتبر الإنسولين هرمونًا يُفرز من خلايا بيتا (بالإنجليزية: Beta cells) الموجودة في البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreas)، ويعمل بالتوازي مع هرمون الغلوكاجون (بالإنجليزية: Glucagon) الذي يتم إفرازه من خلايا ألفا (بالإنجليزية: Alpha cells) في البنكرياس أيضًا. يُفرَز كلا الهرمونين استجابةً لمستوى الغلوكوز (بالإنجليزية: Glucose) في الدم، وأي خلل في إفراز هذه الهرمونات سواءً كان بزيادة أو نقصان، يؤثر بشكل مباشر على مستويات السكر في الدم. يُفرز الإنسولين عندما يرتفع مستوى الغلوكوز، بينما الغلوكاجون يُفرز عندما يقل مستوى الغلوكوز في الدم في محاولة لرفع مستواه. وعند وجود مستويات مرتفعة من الغلوكوز، يتم إفراز كميات أكبر من الإنسولين، بينما عند انخفاض مستوى الغلوكوز، ينخفض إفراز الإنسولين. وبالتالي، فإن ارتفاع مستويات الإنسولين يشير إلى وجود مشكلة في تنظيم مستويات سكر الدم، مما يستدعي حاجة البنكرياس لإنتاج المزيد من الإنسولين لتحقيق التوازن.

الأمراض المرتبطة بارتفاع مستوى الإنسولين

يرتبط ارتفاع مستويات الإنسولين في الدم بالعديد من المخاطر الصحية، ويمكن تقليل احتمالية الإصابة بهذه الأمراض من خلال التشخيص المبكر لحالة فرط الإنسولين. وتتضمن هذه المخاطر:

  • ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية (بالإنجليزية: Triglyceride).
  • ارتفاع مستويات حمض اليوريك (بالإنجليزية: Uric acid).
  • تصلب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis).
  • زيادة الوزن.
  • ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension).
  • مرض السكري من النوع الثاني.

أسباب ارتفاع مستوى الإنسولين في الدم

السبب الرئيسي وراء ارتفاع الإنسولين في الدم غالبًا ما يكون حالة تُعرف بمقاومة الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin resistance)، حيث يُنتج الجسم الإنسولين ولكن لا يعمل بفعالية. وفي محاولة لتعويض ذلك، يقوم البنكرياس بإنتاج كميات أكبر من الإنسولين مما يؤدي إلى ارتفاع مستواه في الدم. على الرغم من عدم إمكانية تحديد أسباب واضحة لمقاومة الإنسولين، إلا أن هناك عوامل معينة ترفع من احتمالية الإصابة بها، مثل التاريخ العائلي للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى نمط الحياة الخامل وزيادة الوزن، وخاصة في منطقة الخصر. تجدر الإشارة إلى أن مقاومة الإنسولين قد تتطور لتؤدي إلى مرض السكري عندما يصل البنكرياس إلى مرحلة عدم القدرة على إفراز كمية كافية من الإنسولين للحفاظ على مستويات السكر الطبيعية.

للمزيد من المعلومات حول مرض السكري، يمكن الاطلاع على المقال التالي: (ما هو مرض السكري).

في حالات نادرة، يمكن أن يُعزى فرط الإنسولين في الدم إلى وجود ورم (بالإنجليزية: Tumor) في خلايا بيتا في البنكرياس، والذي يُعرف باسم الورم الإنسوليني (بالإنجليزية: Insulinoma)، أو إلى الزيادة غير الطبيعية في عدد خلايا بيتا، مما يُعرف بورم أرومات الجزر البنكرياسية (بالإنجليزية: Nesidioblastosis)، وتشير الدراسات إلى أن هذا النوع من الورم يؤثر بشكل كبير على الأطفال الرضع بينما ينسب تأثيره على البالغين بنسبة أقل بكثير.

أعراض ارتفاع مستوى الإنسولين في الدم

تشمل أعراض ارتفاع الإنسولين زيادة مستوى سكر الدم الناتج عن مقاومة الإنسولين، وارتفاع مستويات الكوليستيرول والدهون الثلاثية، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة الوزن وصعوبة فقدانه، وأعراض أخرى مثل التعب والرغبة المتزايدة في تناول السكريات والكربوهيدرات. أما الأطفال حديثو الولادة، فقد يواجهون نقص سكر الدم (بالإنجليزية: Hypoglycemia) إذا كانت الأم تعاني من السكري غير المسيطر عليه أثناء الحمل، حيث يتعرض الجنين لمستويات مرتفعة من السكر مما يدفع البنكرياس لإنتاج كميات أكبر من الإنسولين، وبعد الولادة، قد يستمر الرضيع في إنتاج كميات زائدة من الإنسولين مما يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في سكر الدم، والذي يعالج عادةً عن طريق تزويد الطفل بالغلوكوز حتى تعود مستويات الإنسولين إلى طبيعتها. يمكن الكشف عن ارتفاع الإنسولين في الدم من خلال الفحوصات الروتينية الدورية، أو من خلال إجراء اختبارات للإنسولين وسكر الدم.

للحصول على مزيد من التفاصيل حول أعراض ارتفاع الإنسولين، يرجى قراءة المقال التالي: (أعراض مقاومة الجسم للإنسولين).

طرق علاج ارتفاع مستوى الإنسولين في الدم

يحتاج مقدمو الرعاية الصحية إلى وضع خطة شاملة للعلاج تتضمن تغييرات في نمط الحياة مثل تعديل النظام الغذائي وزيادة مستوى النشاط البدني، إضافةً إلى إنقاص الوزن الزائد. وإذا لم تكن هذه التغييرات كافية، فقد تُضاف العلاجات الدوائية. سنتطرق لاحقًا لنصائح تفصيلية للحد من ارتفاع الإنسولين. من المهم الإشارة إلى أن التغييرات في نمط الحياة والعلاجات الدوائية لعلاج ارتفاع الإنسولين تتشابه إلى حد كبير مع تلك المستخدمة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني. أدوية مثل الميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin) تُعتبر الخيار الأول لعلاج السكري من النوع الثاني، حيث تساعد في خفض مستويات السكر في الدم وبالتالي تقليل مستويات الإنسولين. بالإضافة إلى ذلك، تمثل الميتفورمين العلاج الوحيد الذي تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء (بالإنجليزية: Food and Drug Administration) للوقاية من مرض السكري أو للأشخاص المصابين بمتلازمة التمثيل الغذائي (بالإنجليزية: Metabolic syndrome) أو مقدمات السكري (بالإنجليزية: Prediabetes). في حالات نادرة، قد يتطلب ارتفاع مستوى الإنسولين الناتج عن أورام في البنكرياس إجراء العمليات الجراحية لإزالة هذه الأورام.

للمزيد من المعلومات حول علاج ارتفاع الإنسولين في الدم، يمكن الاطلاع على المقال التالي: (كيفية علاج مقاومة الإنسولين).

نصائح للحد من ارتفاع مستوى الإنسولين في الدم

كما تم الإشارة سابقًا، يُعتبر كل من النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني والحفاظ على وزن مثالي من الأمور الحيوية للحد من ارتفاع مستوى الإنسولين. وفيما يلي بعض النصائح المتعلقة بتلك التغييرات في نمط الحياة:

  • اتباع نظام غذائي صحي: يُعتبر تناول نظام غذائي متوازن أساسيًا للحفاظ على الوزن المثالي وصحة الجسم بوجه عام. هناك أنظمة غذائية تهدف إلى تقليل ارتفاع سكر الدم وتنظيم الإنسولين. يُفضل استشارة أخصائي الرعاية الصحية لتحديد الأنظمة الغذائية المناسبة. تُفضل الأنظمة الغذائية الغنية بالكربوهيدرات المعقدة (بالإنجليزية: Complex carbohydrates) وقليلة الكربوهيدرات البسيطة (بالإنجليزية: Simple carbohydrates) لأنها تحتاج لوقت أكبر من الجسم للهضم، مما يساعد في الحفاظ على مستوى الغلوكوز في الدم. إليك بعض النصائح والأطعمة التي يُنصح بتناولها لتحقيق النتائج المرجوة:
    • تجنب تناول النشويات المعالجة والدهون المصنعة أو الدهون المتحولة (بالإنجليزية: Trans fats).
    • تجنب الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات البسيطة كالسكريات، مثل الكعك والمشروبات الغازية والحلويات.
    • تناول كميات كافية من الخضراوات.
    • تناول الفواكه، مع مراعاة عدم تجاوز 2-3 حبات فواكه يوميًا بسبب احتوائها على سكريات.
    • إدخال البقوليات إلى النظام الغذائي.
    • اختيار اللحوم الخالية من الدهون.
    • تناول الألياف في كل وجبة، مثل الفواكه الطازجة (كالتفاح والتوت) والخضروات (كالخضار الورقية والقرع والبازلاء) والمكسرات.
  • ممارسة النشاط البدني: من المستحسن اختيار نشاط رياضي مُفضل للممارسة 3 مرات أسبوعياً. التمارين المعتدلة مثل المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا أو ممارسة اليوغا هي من الخيارات المثلى.

بالإضافة إلى ذلك، يُنبغي مراعاة أن الضغط النفسي المزمن قد يؤدي إلى خلل في توازن مستويات السكر والإنسولين في الدم. لذا ينصح الأفراد الذين يعانون من ضغوط نفسية طويلة الأمد بالسعي للحصول على المساعدة بهدف تقليل هذا الضغط. إليك بعض النصائح المتعلقة بذلك:

  • معرفة محفزات الضغط النفسي والأعراض المرتبطة بها، حيث تختلف هذه النقاط من شخص لآخر. بالرغم من أنه قد يكون من الصعب تجنب المحفزات، إلا أن التعرف عليها يساعد في تطوير آليات التعامل معها.
  • المحافظة على علاقات اجتماعية صحية عبر التواصل مع الأصدقاء والعائلة.
  • ممارسة التمارين الرياضية، حيث أن لها فوائد متعددة بما في ذلك تعزيز إفراز هرمونات الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphins) المسؤولة عن تحسين المزاج وتقليل الضغوط.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم (7-9 ساعات يوميًا) مع الحفاظ على مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ، لأن النوم الجيد يساعد على تجديد الطاقة والتعامل مع التحديات اليومية بشكل أفضل.
Published
Categorized as الصحة والطب