يتميز ارتفاع ضغط الدم الرئوي بأنه يقتصر تأثيره على الأوعية الدموية في الرئتين فقط، على عكس ارتفاع ضغط الدم التقليدي. تؤدي هذه الحالة إلى زيادة الجهد الذي يبذله البطين الأيمن من القلب لضخ الدم إلى الرئتين، مما يساهم في إكمال الدورة الدموية الصغرى. يحدث هذا الارتفاع في ضغط الدم الرئوي نتيجة لتضيّق شديد في الأوعية الدموية الدقيقة داخل الرئة، بالإضافة إلى تضخم العضلات المحيطة بالشرايين وتكوّن ندبات تؤدي إلى زيادة المقاومة أمام تدفق الدم.
تتعدد أسباب ارتفاع ضغط الدم الرئوي، وجميعها تؤدي في النهاية إلى تضيّق الأوعية الدموية الصغيرة في الرئتين. ومن بين هذه الأسباب:
عادةً ما تتأخر ظهور أعراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي حتى تصل الحالة إلى مراحل متقدمة، ومن أبرز هذه الأعراض:
يبدأ الطبيب بمراجعة السيرة المرضية وإجراء الفحص السريري للمريض لاستبعاد الأسباب المحتملة المرتبطة بالقلب أو الرئة، مثل فشل القلب أو التهاب الرئة أو التليف الرئوي المزمن.
قد يُطلب إجراء تخطيط كهربائي للقلب، وصورة بالموجات فوق الصوتية للقلب، بالإضافة إلى أشعة سينية أو أشعة مقطعية على الصدر. كما تُجرى بعض فحوصات الدم للبحث عن أمراض مناعية. وبعد استلام نتائج هذه الفحوصات الأولية، سيطلب الطبيب اختبارات أكثر دقة لتحديد ضغط الدم الرئوي بهدف تأكيد التشخيص والإعداد للعلاج المناسب.
يُعتبر ارتفاع ضغط الدم الرئوي من الحالات التي يصعب علاجها عادةً، حيث لا توجد احتمالية واضحة للشفاء. يتركز العلاج على توسيع شرايين الرئة لتخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة قدر الإمكان. يتم ذلك من خلال مجموعة متنوعة من الأدوية، بما في ذلك ما يتم استنشاقه وما يُؤخذ على شكل أقراص. كما يُعطى المريض من الأكسجين لتحسين حالته وتخفيف معاناته.
الجدير بالذكر أن متوسط العمر المتوقع لمرضى ارتفاع ضغط الدم الرئوي لا يتجاوز عاماً واحداً، حيث يكون غالبًا سبب الوفاة هو الفشل الحاد في البطين الأيمن، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في ضغط الجسم.
أحدث التعليقات