إن ارتفاع درجة حرارة الطفل يعد من الأمور التي تثير قلق العديد من الأمهات، حيث يمكنهن ملاحظته من خلال الإحساس بدفء غير عادي عند لمس جبين الطفل أو ظهره أو معدته. في بعض الأحيان، يظهر على الطفل علامات مثل الحمى والتعرق واحمرار الخدين. في هذا المقال، سنقدم لكِ كل ما تحتاجين لمعرفته حول ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال، متى تُصبح الحالة خطيرة، وكيف يمكن التعامل معها.
أعراض ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال
هناك عدة أعراض تساعدكِ في التعرف على وجود ارتفاع في درجة حرارة طفلك، ومن أبرزها:
- التعرق، والرعشة، والشعور بالصداع، فضلاً عن فقدان الشهية وآلام العضلات والتهيج والشعور بالضعف العام، بالإضافة إلى قابلية الطفل للجفاف أو الإسهال أو القيء.
- الشعور بالتعب والنعاس لدى الطفل.
- ملاحظة أعراض مرضية أخرى مثل السعال أو التهاب الحلق.
- إذا استمرت الأعراض لأكثر من يومين للأطفال دون سن الثانية، ولفترة تمتد من يومين إلى ثلاثة أيام للأطفال الأكبر سنًا والبالغين.
قياس درجة حرارة الطفل
يمكنكِ قياس درجة حرارة الطفل باستخدام عدة طرق، على النحو التالي:
- إدخال الترمومتر عن طريق الفم تحت اللسان وإغلاق الفم لأخذ القراءة.
- إدخال الترمومتر برفق من خلال فتحة الشرج للحصول على قراءة دقيقة.
- وضع الترمومتر تحت الإبط مع خفض الذراع إلى جانب الجسم أثناء القياس.
- إدخال الترمومتر الرقمي في أذن الطفل لأخذ القراءة.
أسباب ارتفاع درجة حرارة الطفل
تُعتبر ارتفاع درجة حرارة الجسم رد فعل طبيعي يدل على مقاومة الجهاز المناعي لمشكلات مختلفة، مثل العدوى أو الالتهابات. ومع ذلك، عندما تتجاوز درجة الحرارة 42 درجة مئوية، يصبح من الضروري البحث عن الأسباب المحتملة، والتي تشمل:
- الالتهابات، مثل الالتهاب الرئوي ونزلات البرد والإنفلونزا والتهابات الأذن والتهاب الشعب الهوائية.
- التطعيمات الحديثة.
- تسنين الأطفال.
- بعض الأمراض الالتهابية أو المناعية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض كرون.
- سرطانات.
- الجلطات الدموية.
- استخدام بعض الأدوية.
كيفية علاج الحمى في المنزل
ينبغي اتخاذ بعض التدابير لعلاج ارتفاع درجة حرارة الطفل في المنزل، ولا سيما في حالة وجود أعراض مثل التعب العام أو الجفاف أو صعوبة النوم أو القيء. تشمل هذه التدابير:
- عادة ما لا تتطلب الحمى الخفيفة غير المصحوبة بأعراض علاجًا طبيًا، وغالبًا ما يكون شرب الماء والراحة كافيين.
- تأكدي من أن درجة حرارة الغرفة التي يستريح فيها الطفل مريحة.
- أخذ حمام دافئ أو استخدام إسفنجة مبللة بالماء الدافئ.
- زيادة شرب الماء.
- استخدام الماء البارد مع القليل من الخل أو الكحول.
- استخدام منشفة مبللة على البطن والأطراف عدة مرات.
- يمكن وضع الطفل في حوض الاستحمام مع الماء الفاتر وإضافة الماء البارد تدريجياً.
- إذا لم تنجح الطرق السابقة، يمكن استخدام الأدوية الخافضة للحرارة، مثل الباراسيتامول أو الباندول. كما يمكن استخدام التحاميل إذا لم يكن هناك تحسن.
متى يجب زيارة الطبيب
يمكن عادةً علاج الحمى الخفيفة في المنزل، ولكن في بعض الحالات، يجب استشارة الطبيب على الفور، مثل:
- إذا لم تقل الحمى بعد مرور يوم وكانت درجة حرارة الجسم عند قياسها عن طريق المستقيم 38 درجة مئوية أو أكثر (للرضع دون 3 أشهر).
- إذا كانت درجة حرارة الجسم أعلى من 39 درجة مئوية (للأطفال بين 3 أشهر وسنة).
- ارتفاع درجة الحرارة عن 40.5 درجة مئوية، وعدم استجابة العلاج المنزلي (للأطفال الأكبر سنًا والبالغين).
- وجود أعراض مثل الصداع، الطفح الجلدي، التهاب الحلق، أو ألم الأذن.
- وجود صعوبة في التنفس عند الطفل.
- تغير لون وجه الطفل أو زرقة الأظافر أو اللسان أو الشفاه.
- رفض الطفل تناول السوائل مع ظهور علامات الجفاف.
- الإصابة بالإسهال أو القيء المتكرر.
- وجود مشاكل صحية مزمنة مثل فقر الدم المنجلي أو الذئبة أو السرطان أو أمراض القلب.
- إذا كان هناك ألم أثناء التبول.
- وجود تصلب في الرقبة.
- تلقي الطفل مؤخرًا تطعيمًا واحدًا أو أكثر.
- إذا استمرت الحمى لأكثر من أسبوع.
- ظهور حالات جديدة من الطفح الجلدي أو الكدمات.
- الشعور بالألم أثناء التبول.
متى يتم استشارة الطبيب
إذا كان الطفل يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة مع ظهور أعراض أخرى، يُنصح باستشارة الطبيب بشكل عاجل، مثل:
- البكاء المستمر.
- عدم القدرة على الحركة.
- مشاكل في التنفس.
- صداع حاد.
- تصلب الرقبة.
- نوبات متشنجة.
- شحوب في الجلد أو الشفتين أو اللسان.
- عدم استجابة الطفل بشكل طبيعي.
- إذا كان يستيقظ بصعوبة.
- عدم الرغبة في فعل أي شيء.
- جفاف الفم والشفتين.
- قلة الحفاضات المبللة المستخدمة.
- وجود رجفة أو تورم في الأطراف أو المفاصل.
- عدم القدرة على استخدام أحد الأطراف أو وضع أي وزن على الساق.
أدوية خفض درجة حرارة الطفل
تتوافر مجموعة من الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية لخفض درجة حرارة الطفل، ومنها:
- الإيبوبروفين: يُستخدم للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الستة أشهر، والجرعة الموصى بها هي 400-600 مليغرام حصراً، كل ست ساعات حسب توجيهات الطبيب.
- البـاراسيتامول: يُعطى بجرعة 1000 ملليجرام كل ست ساعات للبالغين غير المصابين بأمراض الكبد أو بمشاكل صحية أخرى. يمكن استخدام التحاميل إذا كان هناك قيء مستمر.
- النابروكسين: دواء مضاد للالتهابات غير ستيرويدي، تُعطى الجرعة للبالغين قرصين كل 12 ساعة.
- المضادات الحيوية: تستخدم للعلاج عند الإصابة بعدوى بكتيرية تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الجسم.
طرق استخدام الأعشاب لتقليل الحرارة
توجد بعض الأعشاب التي تسهم في خفض درجة الحرارة، ومن بينها:
- قشر البرتقال: كمية من قشر البرتقال، مع السكر والماء، يُغلى ثلاث مرات وتؤخذ الجرعات قبل الأكل، ولكن لا يُستخدم لمرضى السكري.
- البقدونس: يُمكن مضغ البقدونس بعد غسله جيدًا أو إضافته إلى السلطة لتقليل درجة الحرارة.
- مستحلب البنفسج: يُفضل وضع 50 غرامًا من زهور البنفسج وأوراقه في 1.5 لتر من الماء المغلي، ويُترك لمدة 12 ساعة، ويُشرب نصف الكمية بينما تُستخدم النصف الآخر في الكمادات.
- الخيار الطازج: يؤكل الخيار مع قشره بمعدل 1/2 كيلو غرام يوميًا.
- الزنجبيل: يُشرب كمشروب ساخن.
- الزيزفون: ملعقة صغيرة في كوب ماء مغلي محلى بالسكر أو العسل، ويُشرب كوب في اليوم.
- الزعتر والتين: يُشرب شاي الزعتر ويؤكل بالتين والبقدونس الطازج بمعدل ملعقة زعتر مع 3 حبات تين.
- السفرجل: يُصنع منه الشاي ويُشرب.
- العدس والبصل: شوربة العدس بالبصل تساعد في تقليل الحرارة.
طرق الوقاية من ارتفاع درجة الحرارة
للحفاظ على نشاطك وحيويتك خلال الأيام الحارة ولتجنب ارتفاع درجة حرارة الطفل، إليك بعض النصائح:
- غسل اليدين جيدًا قبل الأكل وبعد استخدام المرحاض أو اللعب مع الحيوانات أو بعد استخدام وسائل النقل.
- تغطية الفم عند السعال أو العطس.
- تجنب لمس الأنف أو الفم أو العينين، حيث إنها مناطق سريعة لاختراق الفيروسات والبكتيريا إلى الجسم.
- استخدام معقم اليدين في حالة عدم توفر الماء والصابون.
- تجنب مشاركة الأكواب والعبوات مع الأطفال.
- تجنب الخروج في ساعات النهار الحارة خلال فصل الصيف حرصًا على صحة الأطفال، ولا سيما في الأيام التي تُسجل فيها درجات حرارة مرتفعة، مما يقلل من تعرضهم لمضاعفات.
أحدث التعليقات