ارتفاع هرم خوفو

يعد هرم خوفو الذي يقع على هضبة الجيزة في مصر أحد عجائب العالم السبع القديمة، وذلك بفضل تصميمه الهندسي الفريد. يبلغ طول ضلع قاعدته 230 متراً، بينما يصل ارتفاعه إلى 146 متراً. وقد تم الاعتراف به كأعلى مبنى شيده الإنسان لأكثر من ثلاثة آلاف سنة، حتى جاء برج إيفل ليحصل على لقب أعلى مبنى في العالم. وفقاً لبعض المؤرخين، يُشير إلى أن كاتدرائية لينكولن في إنجلترا كانت قد تفوقت في الارتفاع على هرم خوفو قبل برج إيفل. يُعرف الهرم أيضاً بلقب “الهرم الأعظم”، حيث يمتد على مساحة تصل إلى 13 فداناً (حوالي 0.053 كم²)، وقد استخدم في بنائه حوالى 2.3 مليون قطعة من الحجارة الثقيلة، بمتوسط وزن يبلغ 2.5 طن، حيث يصل وزن أثقلها إلى 15 طنًا.

بناء هرم خوفو

تم بناء هرم خوفو ليكون مدفنًا لأحد فراعنة مصر القدماء، وهو خوفو، الذي يعتبر الملك الثاني للأسرة الرابعة في الحضارة المصرية. وكان أول فرعون يوجه ببناء هرم ليكون ضريحه بعد وفاته. يُعتبر بناء الهرم أحد التحديات المعقدة التي شغلت بال الباحثين، مما أدى إلى طرح العديد من الفرضيات حول كيفية إنشائه. من بين أكثر النظريات قبولاً، الأفكار التي تشير إلى أن المصريين كانوا يقومون بقطع الحجارة من الضفة الشرقية لنهر النيل، وينقلونها عبر النهر باستخدام المزلقة. ولقد تم استخدام منحدر ترابي عملاق لرفع الحجارة إلى الأعلى، حيث يتم تثبيت الحجر في مكانه ثم يتم بناء منحدر أعلى للوصول إلى الارتفاع المطلوب. بعد الانتهاء من بناء الهرم وإكسائه بالحجر الجيري، تمت إزالة هذه المنحدرات بشكل تدريجي. يُقدر أن مدة بناء الهرم استغرقت حوالي 30 سنة.

وصف هرم خوفو

يوجد باب هرم خوفو في الجهة الشمالية على ارتفاع 18 متراً، ويقود الزائر عبر ممر داخلي مائل يخترق التربة الصخرية التي يرتكز عليها الهرم حتى يصل إلى غرفة تحت الهرم. يمكن للزائر أن يتوجه إما عبر الممر الداخلي الصاعد إلى ممر مستوٍ يؤدي إلى غرفة تعرف باسم “غرفة الملكة”، أو أن يسلك ممرًا صاعدًا آخر مصمم ليكون مائلًا بطول 46 متراً. من هذا الممر، يمكن للزائر الوصول عبر ممر ضيق إلى غرفة الدفن، التي تُعرف أيضًا باسم “غرفة الملك”. هذه الغرفة الفاخرة مكسوة بالجرانيت، وتعلوها خمس حجيرات تفصل بينها ألواح من الجرانيت. وقد تم تخصيص عمودين ضيقين يمتدّان من الغرفة إلى خارج الهرم لأغراض دينية أو للتهوية.