تشكل المياه أحد أهم المكونات الطبيعية التي تسهم في إحياء كوكب الأرض. يتكون الماء من عنصري الهيدروجين والأكسجين، ويمتاز بعدم وجود طعم أو رائحة أو لون، ويمتاز بقدرته الفائقة على إذابة العديد من المركبات. على الرغم من تركيبه البسيط، إلا أن الماء يتمتع بخصائص معقدة، ويظهر على سطح الأرض في حالته السائلة بشكل طبيعي، كما يمكن أن يتحول إلى حالة غازية عند التبخر أو إلى جليد عند التجمد. للماء مزايا عديدة تعود بالنفع على الإنسان والحيوانات والبيئة، نستعرض بعضاً منها فيما يلي:
كل كائن حي يحتاج إلى الماء للبقاء على قيد الحياة، حيث تشكل المياه ما بين 50-75% من التركيب الجسدي للحيوانات، وتختلف هذه النسبة قليلاً حسب النوع والعمر والوزن. تستخدم الحيوانات الماء بطرق متنوعة لضمان بقائها وذلك كما يلي:
يحتوي جسم الإنسان على نسبة عالية من الماء، حيث يمثل الماء حوالي 60% من مكونات الجسم. الدماغ يتكون من 73% ماء، والرئتين 83%، بينما الجلد يحتوي على 64%، والعضلات والكلى تحتوي على 79%، بينما يمثل الماء 31% من مكونات العظام. ولذلك، من المهم أن يستهلك الإنسان كميات كافية من الماء يومياً للحفاظ على صحته، حيث يحتاج الرجل إلى حوالي 3 لترات يومياً والمرأة حوالي 2.2 لتر. من أهم فوائد الماء في الجسم:
تلعب المياه دوراً حيوياً في بقاء النباتات وضمان استدامتها. ذلك أن الماء يسهم في امتصاص العناصر الغذائية والسكريات من التربة، حيث يشير جفاف النبات إلى تعرضه للآفات والمخاطر مما قد يهدد حياته.
تشمل النباتات ما بين 80-95% من الماء، والذي يستخدم في عمليات التمثيل الضوئي، تبريد النبات، ونقل المعادن والغذاء من التربة إلى أجزاء النبات المختلفة. تعتبر عملية النتح، التي تتمثل في انتقال الماء من الجذور إلى الأوراق وتبخره، عملية أساسية لنمو النبات وتطوره، فضلاً عن كونها ضرورية لعملية البناء الضوئي.
تعد المياه عنصراً أساسياً في قطاع الزراعة، حيث تسهم في إنتاج محاصيل يتغذى عليها الإنسان والحيوانات. تُستهلك حوالي 70% من المياه في الزراعة، سواء كانت مياه أمطار أو مياه سطحية أو جوفية. فيما يلي أبرز فوائد الماء في مجال الزراعة:
تستخدم المياه بشكل واسع في العمليات الصناعية في المصانع، حيث تُستخدم في الإنتاج والتبريد. هذا الاستخدام يعزز الكفاءة التشغيلية ويقلل من الحاجة إلى الصيانة بفعل ارتفاع درجات الحرارة في الآلات. كما تستخدم المياه في تصنيع المنتجات التي تعتمد على الماء كمكون، مثل العصائر، والمشروبات الغازية، والألبان، والسكر، والمنسوجات، والورق، وكذلك في الصناعة النفطية والغازية وصناعة الطائرات.
تعتبر كمية الماء المتوفرة في أي مجتمع أحد معايير نجاحه في الاستفادة من الموارد السابقة. في المقابل، تعاني البلدان التي تعاني من نقص المياه من عواقب اقتصادية واجتماعية خطيرة، خاصة في قطاع الزراعة، مما يعرضها للجفاف وكافة التحديات المرتبطة بالإنتاج الزراعي وتربية الماشية، إضافة إلى المشاكل الصحية الناتجة عن نقص المياه.
تعمل الحكومات حالياً على زيادة الوعي بأهمية المياه، حيث تعاني دول مثل إثيوبيا من درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية، مما يؤدي إلى ظروف معيشية قاسية. وبما أن المياه لها تأثير كبير في جميع جوانب الحياة، فهي تعكس واقع اقتصاد البلاد ونموها واستقرارها.
تشير السنة النبوية إلى أهمية الحفاظ على الماء، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- “ما هذا السرف يا سعد؟” مُشيرًا إلى ضرورة عدم هدر المياه حتى في حالات الوضوء، مُبرزاً قيمة الحفاظ على هذا المورد الحيوي من الفقد والتلوث. يجب استخدام الماء بشكل آمن وسليم لتجنب الأضرار الصحية الناتجة عن تلوث المياه.
يمثل الماء عنصراً أساسياً لبقاء جميع الكائنات الحية، فهو عمدة نجاح الزراعة والصناعة وأساس صحة الإنسان والعندما نشهد شحاً بالمياه، نتعرض لتحديات اقتصادية وصحية خطيرة. ومن هنا يتجلى أهمية الرسائل النبوية في توعية المجتمع حول أهمية الماء وعدم الإسراف فيه، داعين الجميع للمحافظة عليه وترشيد استهلاكه لضمان صحة الأفراد ونمو المجتمعات.
أحدث التعليقات