تكتسب العلوم الإنسانية أهميتها من عدة عوامل، من بينها ما يلي:
تساعد دراسة العلوم الإنسانية في تشكيل إدراك شامل لما يدور حولنا. من خلال تعزيز التفكير النقدي والإبداعي، يتمكن الأفراد من استخدام عقولهم بفعالية من خلال طرح الأسئلة وعدم الاكتفاء بالأجوبة التقليدية. تتطور هذه المهارات من خلال فحص الفنون، قراءة الشعر، واستكشاف تطور العلوم عبر الزمن.
تقدم تجارب التاريخ المختلفة، سواء في مجالات العلوم أو الثقافة أو الأدب، وسيلة لفهم العالم من حولنا، سواء في الماضي أو الحاضر، وكذلك تصور المستقبل. تتوفر لنا العديد من الإنجازات الأدبية والفنية التي تسهل من هذه الدراسة، مثل الكتب، اللوحات، والنحت.
استمرت العلوم الإنسانية في التطور منذ العصور القديمة وحتى الوقت الحاضر. وقد ساهمت هذه التخصصات التي تعتمد على التجارب في تعليم البشرية الكثير، مثل التمكن من لغات جديدة لفهم الثقافات المختلفة، أو قراءة نصوص سياسية وتاريخية تفيد في تشكيل رؤية واضحة نحو المستقبل.
تسهم العلوم الإنسانية في دراسة تنوع الإنسان من خلال ثقافاته وتاريخه، مما يعزز من فهمنا للآخرين بعيدا عن الفروقات الاجتماعية. هذه الفهم يعزز من تقبل الآخر، ويعمق من التعاطف الإنساني، ويخلق إحساساً أخلاقياً متجذراً في قيم العدالة والمساواة، ويعمل على مكافحة التطرف والعنصرية.
بدأت الجهود لتعزيز مفهوم المواطنة في الحضارة الإغريقية، حيث شجعت المجتمع على ذلك في القرن الخامس قبل الميلاد، وتلاها التعليم المسيحي في العصور الوسطى الذي ارتكز على دراسة العلوم الإنسانية كاللغة، الفلسفة، والأدب. خلال عصر النهضة، أولت الدولة الإيطالية اهتماماً كبيراً لعلوم الإنسانية وخاصة الفلسفة والبلاغة والأدب القديم.
في القرن التاسع عشر، اهتم العلماء بتفصيل العلوم الإنسانية عن باقي العلوم بسبب الأهداف المتباينة لكل منها. فعلى سبيل المثال، تركز فيزياء على دراسة الظواهر بشكل موضوعي مع إغفال الجوانب الإنسانية.
لقد ساهم فلاسفة مثل الألماني ديلثي في تقديم مصطلح “العلوم الروحية” للدلالة على العلوم الإنسانية، مُشيرين إلى أنها تتعلق بدراسة جوانب مختلفة عن الفيزياء. الفيلسوف ريكرت أكد أن الأغلب من العلوم الإنسانية يسعى لإضفاء قيمة خاصة على الثقافة والفنون، في حين أن الفيزياء تهدف إلى تحويل الفرضيات إلى قوانين علمية.
عرفت العلوم الإنسانية سابقاً بمصطلح “العلوم الأخلاقية”، حيث كانت تركز على مبادئ السلوك الإنساني وكيفية تطبيقها بشكل عقلاني للوصول إلى الأهداف المرجوة. يعتقد أن الفعل البشري له مغزى عميق يعتمد على الإرادة الحرة؛ ولا تشمل هذه العلوم دراسة الإنسان من منظور مادي كمثل علم الأحياء بل تركز على الأخلاق والأسس التي تميز بين الصواب والخطأ بعيدا عن الدراسات العلمية التقليدية.
تعتبر العلوم الإنسانية (بالإنجليزية: Humanities) فرعًا رئيسيًا من العلوم المعنية بدراسة كل ما يتعلق بالإنسان من ثقافة، تاريخ، فلسفة، آداب، لغات، وفنون، باستخدام أساليب تحليلية وبحثية لفهم جوانب النفس البشرية والقيم الإنسانية. تُعد هذه العلوم اليوم واحدة من التخصصات الأكاديمية في الجامعات، مما يميزها عن مجالات علوم أخرى مثل علم الفيزياء وعلم الأحياء.
أحدث التعليقات