تُعرّف العقيدة الإسلامية بأنها الإيمان القوي والثابت بما ورد في الكتاب الكريم أو ما أتى به النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من أمور الدين، وهو إيمان لا يشوبه أي شك أو ارتياب.
وفيما يلي، نستعرض أهمية العقيدة:
تُعرّف العقيدة أيضاً بأنها الإيمان الثابت بالله وما جاء به نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم- إيمانًا لا يقبل الشك، حيث تنبع أهمية هذه العقيدة من كونها حجر الزاوية للدين وأساس دعوات الرسل، وهي الغاية الكبرى التي خُلق الإنسان من أجلها، وتطبيقها هو الهدف الأسمى للمسلم في الحياة.
تتجاوز أهمية العقيدة الإسلامية الجوانب المذكورة سابقًا، حيث تظهر آثارها الإيجابية على الفرد من خلال التمسك بها والالتزام بها. وفي هذه الفقرة، سنستعرض بعض الفوائد الإيجابية للعقيدة على الفرد وكيفية تحقيق هذه التأثيرات:
يتمتع الشخص الذي يحمل عقيدة سليمة بالطمأنينة والسلام الداخلي؛ لأن التمسك بالعقيدة الصحيحة يمنح العبد راحة نفسية ورضى، نتيجة الإخلاص لله -تعالى-. كما أن الشعور بالقنوط أو اليأس لا يداهمه، لأنه مؤمن بما قاله الله -عزَّ وجلَّ-: (إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)، مما يجعله مطمئن البال وذا فكر هادئ، غير قلق على المستقبل.
يمتاز صاحب العقيدة السليمة بروح الإيثار والتضحية للآخرين، بعيدًا عن الأنانية وحب الذات، وذلك نابع من إيمانهم بقول الله -تعالى-: (مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ)، حيث يبذل الشخص ما لديه من مال ونفس في سبيل الله ويضع الآخرين في مقدمة اهتماماته، معتقدًا أن ذلك عبادة. يشعر بأن روحه ملك لربه، وتوكل الله عليه يعزز شجاعته، مما يدفعه إلى تقديم المساعدة للآخرين.
إن العقيدة الإسلامية تُنبه المسلم وتوقظ ضميره، مما يجعله يراقب تصرفاته وأفعاله. فهو يبقى حذرًا من وساوس الشيطان ومن نزعات النفس، مؤمنًا بأن جميع أفعاله مُسجلة وأن الله -عزَّ وجلَّ- لا يخفى عليه شيء، كما قال: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ). والذي يجعل صاحب العقيدة يقوم بمحاسبة نفسه مستمراً في تحسين سلوكه الظاهر والباطن.
تُعتبر العقيدة بوصلة تعطي المسلم سلطة حقيقية، حيث تشعره بالعزة عند الالتزام بها. وحسب قوله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)، يكتسب المؤمن حرية في توجيه حياته وتفريق الحق عن الباطل، مما يعزز موقفه الثابت على الحق.
يترجم إيمان المسلم بالله -عزَّ وجلَّ- كونه الرازق والمُغيث، معنى التوكل، وهو ما يجعله حريصًا على العمل بجد. فهو يدرك أهمية السعي ويحمل التزامًا بتحقيق الأهداف مع الأخذ بعين الاعتبار أنه سيُسأل عن عمره وأعماله.
لذا، فإن للعقيدة أثرًا إيجابيًا بارزًا على الفرد، مما يمنحه الاطمئنان والثبات على الحق، ويغرس فيه قيم الإيثار ومراقبة الأفعال.
تتجلى علاقة الفرد بالمجتمع في حقيقة أن الأفراد يشكلون نسيج المجتمع، حيث تؤثر التزام الأفراد بالعقيدة الإسلامية على المجتمع ككل، وفي هذه الفقرة سنستكشف أثر العقيدة على المجتمع وكيفية تجلي ذلك في الحياة اليومية:
أكد الله -عزَّ وجلَّ- في كتابه أن ولاء المسلم هو لله ولرسوله وليس للقبيلة أو العرق. ويظهر ذلك في قوله: (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ). إذا غُرست العقيدة في قلوب المسلمين بشكل صحيح، فإنها تُسهم في توحيد المجتمع ورابطته.
تعمل العقيدة على تعزيز السلوكيات السليمة بين الأفراد وتلعب دورًا رئيسيًا في تحقيق الأمن والأمان، من خلال عدم ارتكاب الأفراد للأفعال المنبوذة أو المحرمة. إن التركيز على تطوير النفس والعمل على تحسين السلوك يُسهم في بناء مجتمع متماسك وآمن.
يجعل الإيمان العميق بعقيدة المسلمين الأفراد يدركون أن ما يحصل عليهم يوتى لهم بفضل الله. حيث قال: (ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ)، وهذا الفهم يُخلص المجتمع من الحسد والكراهية، مما يعزز الوحدة ويمنع انتشار الأحقاد والعنصرية.
إن للعقيدة آثار واضحة على المجتمع تجعل منه مجتمعاً متماسكاً وآمناً ومستقلاً، كما تُبعده عن كل أشكال الكراهية والتمييز.
تتعدد المصادر الشرعية للعقيدة الإسلامية ومنها:
إنَّ كل من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة يشكلان مصدراً موثوقاً للعقيدة الإسلامية.
أحدث التعليقات