مرض السكري
يُعبر مرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes mellitus) عن حالة ارتفاع مستويات سكر الجلوكوز في الدم. وينقسم هذا المرض إلى نوعين رئيسيين؛ الأول والثاني. يتميز النوع الأول بفقدان قدرة الجسم على إنتاج هرمون الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin)، في حين أن النوع الثاني يتسم بعدم القدرة على إنتاج الإنسولين أو استخدامه بشكل فعال. يُعتبر الإنسولين هرمونًا أساسيًا لضمان وصول الجلوكوز إلى خلايا الجسم لنيل احتياجاتها من الطاقة، حيث يبقى مستوى الجلوكوز مرتفعًا في غياب كمية كافية من هذا الهرمون.
الخلايا الجذعية ومرض السكري
على الرغم من أن التعافي التام من مرض السكري ليس ممكنًا، إلا أن العلاجات الحالية تهدف إلى السيطرة على المرض وأعراضه. وقد أظهرت العديد من الدراسات إمكانيات استخدام الخلايا الجذعية في معالجة مرض السكري. تُصنف الخلايا الجذعية (بالإنجليزية: Stem cells) على أنها خلايا لم يُحدَّد لها خصائص معينة بعد، وتمتاز بقدرتها على التحول إلى أنواع خلوية متعددة. يمكن الحصول على هذه الخلايا من مصادر متنوعة، مثل الأجنة، المشيمة، الحبل السري، نخاع العظم، خلايا الدم، أو الأسنان.
تشير بعض البحوث إلى أن تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا بيتا التي تفرز الإنسولين قد يُعتبر أحد الحلول الممكنة لهذه المشكلة. ومع ذلك، تكمن الصعوبة في عدم القدرة على التحكم في كمية الإنسولين الناتجة عن هذه الخلايا. تضمنت الدراسات إنتاج خلايا بيتا أكثر استجابة لمستويات الجلوكوز في الدم. حيث تم زرع الخلايا الجديدة في فئران عجزت عن إنتاج الإنسولين، وقد لوحظ بدء إفراز الهرمون في غضون أيّام قليلة، مما ساعد في التحكم في مستوى السكر في دم الحيوانات لعدة أشهر.
أعراض مرض السكري
تظهر مجموعة من العلامات والأعراض المرتبطة بمرض السكري، وأبرزها:
- ارتفاع مستويات السكر في الدم وفقدان الجلوكوز في البول، مما يمثل الأعراض المبكرة لمرض السكري غير المسيطر عليه، وقد يتسبب ذلك بتكرار التبول والجفاف.
- زيادة الشعور بالعطش واستهلاك كميات أكبر من المياه.
- فقدان الوزن.
- زيادة الشهيّة.
- الإحساس بالتعب.
- الغثيان.
- التقيؤ.
- تكرار التعرض للعدوى، مثل: عدوى المثانة أو الجلد أو المنطقة التناسلية.
- تشوش الرؤية.
- الخمول.
- فقدان الوعي (الغيبوبة).
عوامل خطر مرض السكري
تتعدد العوامل التي تزيد من خطر تطور مرض السكري، ونعرضها حسب النوع كما يلي:
السكري من النوع الأول
تشمل أبرز عوامل خطر السكري من النوع الأول ما يلي:
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض، خاصة إذا كان أحد الوالدين أو الأخوة مصابًا بالنوع الأول من السكري.
- العوامل البيئية، مثل التعرض لعدوى فيروسية معينة.
- وجود أجسام مضادة تدل على السكري في الجسم.
- العيش في مناطق جغرافية معينة، مثل فنلندا والسويد.
السكري من النوع الثاني
يمكن تحديد أبرز العوامل التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني كالتالي:
- السمنة.
- التقدم في العمر، ولا سيما للأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 45 عامًا.
- التاريخ العائلي للإصابة بمرض السكري.
- العرق، مثل الأمريكيين من أصل أفريقي.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، أو انخفاض مستوى البروتين الدهني مرتفع الكثافة (بالإنجليزية: High Density Lipoprotein).
- وجود تاريخ شخصي للإصابة بسكري الحمل.
- ولادة طفل يتجاوز وزنه الأربعة كيلوغرامات.
- قلة النشاط البدني.
- الإصابة السابقة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.
- الإصابة ببعض الحالات مثل الاكتئاب، متلازمة تكيّس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome)، أو الشواك الأسود (بالإنجليزية: Acanthosis nigricans)، والذي يمثل حالة جلدية تنطوي على زيادة التصبغ وسماكة الجلد حول الرقبة أو الإبطين.
تشخيص مرض السكري
يمكن تشخيص مرض السكري من خلال مجموعة من الفحوصات، ومنها:
- تحليل خضاب الدم السكري (بالإنجليزية: Glycosylated hemoglobin): والمعروف اختصارًا (HbA1c)، حيث يعكس قدرة الجسم على التحكم في مستوى سكر الدم خلال الشهرين إلى الثلاثة الماضية. لا يتطلب هذا التحليل صيام الشخص، ويُشخّص مرض السكري إذا كانت قيمة خضاب الدم السكري 6.5% أو أكثر.
- تحليل سكر الدم الصيامي (بالإنجليزية: Fasting blood glucose test): يتطلب هذا الفحص صيامًا لمدة ثماني ساعات على الأقل قبل أخذ عينة الدم. تُشخص حالة السكري إذا بلغت قيمة سكر الدم الصيامي 126 ملجم/ديسيلتر أو أكثر.
- تحليل تحمل الجلوكوز الفموي (بالإنجليزية: Oral glucose tolerance test): يهدف هذا التحليل إلى الكشف عن قدرة الجسم على معالجة كمية محددة من الجلوكوز. يتضمن سحب عينة دم قبل تناول سائل يحتوي على كمية معينة من الجلوكوز، وسحب عينة دم أخرى بعد ساعتين. يُشخّص مرض السكري إذا كانت قيمة سكر الدم خلال هذه الحالة 200 ملجم/ديسيلتر أو أكثر.
مضاعفات مرض السكري
تساهم الإصابة بمرض السكري في زيادة خطر ظهور عدة مضاعفات، وأبرزها:
- أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك أمراض القلب التاجية (بالإنجليزية: Coronary artery disease) والسكتة الدماغية. تُعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة لدى مرضى السكري.
- أمراض الكلى: يمكن أن يؤدي السكري إلى تلف الأوعية الدموية الصغيرة في الكلى مما يؤثر على كفاءتها أو يؤدي إلى فشلها.
- اعتلال الأعصاب السكري: قد يؤدي السكري، مع ارتفاع مستويات السكر وضغط الدم، إلى تلف الأعصاب ويؤثر على الوظائف الجسدية المتنوعة.
- اعتلال الشبكية السكري: قد يؤدي إلى ضعف الرؤية أو العمى.
- مضاعفات الحمل: من بينها ولادة طفل بوزن مرتفع أو مشاكل في الولادة، واحتمالية انخفاض مفاجئ في مستويات السكر لدى الطفل بعد الولادة.
- مضاعفات أخرى: مثل التهاب اللثة أو النزيف عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو انتفاخ اللثة.
أحدث التعليقات