تتجلى أهمية الحديث النبوي الشريف في عدة جوانب، يمكن تلخيصها بالشكل التالي:
تحتل الأحاديث النبوية مكانة رفيعة في الإسلام، إذ تُعتبر إحدى أشكال الوحي الإلهي الذي نُقل على لسان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. يقول الله -عز وجل- في كتابه الكريم: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ).
تكتسب السنة النبوية الأهمية من قدرتها على توضيح المعاني المرادة من آيات القرآن الكريم، وذلك من خلال عدة أوجه، منها:
تضطلع السنة بدور حيوي في توضيح الأحكام المجملة المذكورة في القرآن، مثل الصلاة والزكاة والحج. حيث لم يتم ذكر التفاصيل الدقيقة لهذه العبادات في القرآن، لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- فسرها من خلال سُنَّته الفعلية والقولية، موضحًا عدد الركعات في الصلاة وكيفياتها وكل ما يرتبط بها، وكذلك تفصيل أنواع الأموال التي تجب فيها الزكاة ومقدار ما يجب، بالإضافة إلى أفعال الحج وكيفيته ومناسكه.
توجد بعض النصوص القرآنية التي جاءت عامة، مثل قوله -تعالى- في آية المواريث بسورة النساء: (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ)، وقد قامت السنة بتمييز المطلق من الوصية بأن جعلتها خاصة لغير الورثة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى قد أعطَى كلَّ ذي حقٍّ حقهُ، فلا وصيةَ لوارثٍ).
بعض النصوص القرآنية جاءت عامة وقامت السنة بتخصيصها، مثل قوله -تعالى- في سورة النساء: ﴿وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ﴾، حيث قامت السنة بتحديد بعض الاستثناءات، مثل تحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها، وما يخص المحرمات بسبب الرضاع، كما ذكر ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ ما يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ).
تعتبر السنة النبوية، المتمثلة في الأحاديث الشريفة، المصدر الثاني للتشريع الإسلامي. وتأتي قوتها كمرجع بعد القرآن الكريم، بحيث إذا لم يتمكن الشخص من العثور على حكم شرعي في القرآن، فإنه يلجأ إلى السنة للبحث عما يلزمه. وقد تم التأكيد على حجية السنة واعتبارها المصدر الثاني من خلال آيات القرآن وإجماع الأمة الإسلامية.
يُعرف علم المصطلح بأنه العلم الذي يتناول القواعد والأصول التي تحدد أحوال الحديث، سواء من حيث السند أو المتن فيما يتعلق بالقبول أو الرد. وأهمية علم مصطلح الحديث تتلخص في النقاط التالية:
أحدث التعليقات