أين يُصنّف الإنسان ضمن السلسلة الغذائية؟ يُعتبر هذا السؤال من النقاط الحيوية التي يتم تناولها في مجال العلوم، حيث تساهم السلسلة الغذائية في توضيح الأنواع والمستويات المختلفة للكائنات الحية في هرم الحياة الطبيعية.
في هذا المقال، سنستعرض موضع الإنسان في هذه السلسلة الغذائية، إضافةً إلى التعريف بالسلسلة الغذائية نفسها.
ما هي السلسلة الغذائية؟
- تُعرف السلسلة الغذائية في علم البيئة بأنها تسلسل لعمليات انتقال المادة والطاقة على هيئة غذاء بين الكائنات الحية.
- تتفاعل سلاسل الغذاء مع بعضها في شبكة غذائية شاملة، حيث تستهلك العديد من الكائنات الحية أكثر من نوعٍ واحد من النباتات أو الحيوانات.
- على سبيل المثال، تقوم النباتات بتحويل الطاقة الشمسية إلى غذاء من خلال عملية التمثيل الضوئي.
- وتعتبر هذه النباتات المصدر الأساسي للطعام، حيث تنشط الحيوانات المفترسة بافتراس حيوانات أخرى تتغذى في الأغلب على النباتات.
- أما في حالة الطفيليات، يفقد كائن أصغر حجماً جزءاً من مضيف أكبر، وقد يتطفل هو نفسه على كائنات أصغر.
- في سلسلة التحلل، تتغذى الكائنات الدقيقة على المواد العضوية المتحللة.
- وبذلك، يمكن القول إن السلسلة الغذائية موجودة في كافة الأنظمة البيئية، سواء كانت صغيرة أو كبيرة.
- علاوة على ذلك، تحتوي معظم السلاسل الغذائية على أربعة إلى خمسة مستويات غذائية كحد أقصى.
موضع الإنسان في السلسلة الغذائية
- يتواجد الإنسان في السلسلة الغذائية كمستهلك، إذ يُعتبر مستهلكاً أول عند تناوله للنباتات.
- ويصبح مستهلكاً ثانياً عندما يتناول الحيوانات التي تتغذى على النباتات.
- أما عند تناوله للحيوانات المفترسة التي تأكل حيوانات أخرى، يكون مستهلكاً ثالثاً.
- بشكل عام، يعتبر الإنسان مستهلكاً كبيراً للنباتات والحيوانات، حيث يحصل الأفراد في مختلف أنحاء العالم على نحو 80% من السعرات الحرارية اليومية عبر الفواكه والخضروات والحبوب.
- بينما تشكل اللحوم والدواجن والأسماك حوالي 20% من مصادر الطاقة الغذائية، وقد أظهرت الدراسات أن هناك زيادة في نسبة اللحوم مقارنة بالنباتات في أنظمتنا الغذائية على مدار العام الماضي.
مستويات السلسلة الغذائية
- تُقسم الكائنات الحية داخل سلاسل الغذاء إلى فئات تُعرف بالمستويات الغذائية، وتتمثل في المنتجين (Producers).
- يقوم المنتجون بإنتاج غذائهم ذاتياً، ويمثلون المستوى الأول في كل سلسلة غذائية.
- غالباً ما تكون المنتجون نباتات أو كائنات وحيدة الخلية ذاتية التغذية. وتستخدم معظم هذه الكائنات عملية تُسمى التمثيل الضوئي لإنتاج الغذاء من ضوء الشمس وغاز ثاني أكسيد الكربون والماء.
- تمثل النباتات الأنواع الأكثر شيوعاً بين المنتجين، ولكن هناك أنواع أخرى مثل: الطحالب البحرية والعوالق النباتية والكائنات الدقيقة في المحيطات.
- كما يوجد بعض أنواع البكتيريا التي تعتمد على التمثيل الضوئي.
- المستهلكون (Consumers) يقوم المستهلكون الثانويون بتغذية أنفسهم على النباتات، بينما يتناول المستهلكون من الدرجة الثالثة المستهلكين الثانويين.
- قد توجد مستويات متعددة من المستهلكين تصل إلى قمة الهرم الغذائي.
- المحللات (Decomposers) تعتبر الجزء الأخير من السلسلة الغذائية.
- هي الكائنات التي تأكل بقايا النباتات والحيوانات، مثل الفطريات.
- تُساهم المحللات في إغلاق حلقة السلسلة الغذائية عن طريق تحويل النفايات العضوية، مثل النباتات المتحللة، إلى مغذيات بسيطة تُعاد إلى التربة.
تابع معنا:
طول السلسلة الغذائية
- يُعتبر طول السلسلة الغذائية سمة مركزية للمجتمعات البيئية، وقد حظي باهتمام كبير على مدار أكثر من 75 عاماً حيث يؤثر على بنية المجتمع بشكل كبير.
- تؤثر هذه العوامل على العمليات البيئية وتركيزات المواد الملوثة، ويُعتقد تقليدياً أن توافر الموارد أو الاستقرار الديناميكي يؤديان إلى تقليل طول السلسلة الغذائية.
- ومع ذلك، تتحدى الدراسات الحديثة هذا المفهوم وتوسع النقاش حول عوامل طول السلسلة الغذائية.
- تشير النتائج الجديدة إلى أن توافر الموارد يُقلل من طول السلسلة الغذائية فقط في الأنظمة ذات توافر الموارد المنخفض جداً.
- هناك تأكيد على نظرية الاستقرار الديناميكي كمعيار لطول السلسلة الغذائية.
- تظهر بعض العوامل المتاحة إطاراً معقداً يتعلق بقيود التفاعل، بما في ذلك تاريخ تنظيم المجتمع وتوافر الموارد.
- نوع التفاعل بين المفترس والفريسة، اضطرابات النظام البيئي وحجمه، وتحول النقاش إلى البحث عن ظروف محددة لتحديد طول السلسلة الغذائية.
أمثلة على السلسلة الغذائية للحيوانات
سنقدم بعض الأمثلة على سلاسل الطعام لتسهيل دراستها، حيث تُعتبر سلاسل الغذاء الوحدة الأساسية لأي نظام بيئي.
ترتبط هذه السلاسل مع بعضها لتكوين شبكات غذائية تُحدد التفاعلات الحيوية على كوكب الأرض. ومن هذه الأمثلة:
- نباتات متحللة ← ديدان ← طيور ← نسور.
- هندباء ← حلزون ← ضفدع ← طيور ← ثعلب.
- زهور نكتار ← فراشات ← طيور صغيرة ← ثعالب.
- نباتات ميتة ← حريش ← روبن ← راكون.
- فواكه ← قرود ← نسر آكل القرود.
- سمك الرنجة ← سمك السلمون ← دب.
- نباتات ← بغل غزلان ← أسد الجبل.
- شمس ← عشب ← نمل ← إيكيدنا ← دنغو.
- براعم صفصاف ← ثيران مسك ← ذئاب.
تعتبر كافة النباتات والحيوانات جزءًا من السلسلة الغذائية، وهذه الأمثلة ليست سوى عينة صغيرة من الشبكات الغذائية الواسعة التي تنسج عبر عالمنا.
تجمع هذه السلاسل تنوعاً فريداً من الكائنات الحية، مُعبرةً عن التنوع المذهل للحياة على سطح الأرض.
أهمية سلاسل الغذاء
- تُعتبر سلاسل الغذاء أساسية للحفاظ على العديد من الأنواع؛ فإزالة عنصر واحد من السلسلة قد تؤدي إلى انقراض الأنواع المعتمدة عليه.
- يمكن أن يُستخدم المنتج الطاقة الشمسية أو الكيميائية لتحويل الكائنات الحية إلى مركبات قابلة للاستخدام.
- لأن الشمس أساسية لتتم عملية التمثيل الضوئي، فإن حياة الكائنات الحية تعتمد على وجودها.
- تُعيد المحللات تحويل المركبات العضوية التي تعتمد على الحيوانات النافقة إلى مغذيات بسيطة تعود إلى التربة.
- تلك العناصر البسيطة تُعتبر ضرورية لنمو النباتات، ويُقدر وجود أكثر من 100000 نوع مختلف من المحللات.
- تشمل العديد من الشبكات الغذائية أنواعاً رئيسية، وتلعب الأنواع الرئيسية دورًا بالغ الأهمية في التأثير على البيئة والسلسلة الغذائية.
- إذا انقرضت تلك الأنواع، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث خلل في توازن السلسلة الغذائية بأكملها.
- تمنع الأنواع الرئيسية من الحيوانات العاشبة استنزاف كل الغطاء النباتي مما يؤدي إلى انقراض جماعي وأثر قاسي على النظم البيئية.
- تم تقديم فكرة سلاسل الغذاء للمرة الأولى من قبل الفيلسوف والعالم العربي الجاحظ في القرن العاشر، وتم تعزيز هذا المفهوم من قبل تشارلز إلتون في كتابه عام 1927، حيث قدم أيضًا مفهوم الشبكة الغذائية.
أحدث التعليقات