تُعتبر صلاة الاستخارة من أبرز العبادات التي يلجأ إليها المسلمون، حيث تقدم دعماً روحياً وعوناً في اتخاذ القرارات الحياتية المختلفة. تُفيد هذه الصلاة الأفراد الذين يعانون من القلق والحيرة، إذ تسهل عليهم معرفة الخيار الأفضل، سواء في الاستمرار أو التراجع. في هذا المقال، سنوضح كيفية أداء صلاة الاستخارة بشكل سليم.

خطوات أداء صلاة الاستخارة

تُعد صلاة الاستخارة وسيلة مهمة لتسليم الأمور إلى الله. وللقيام بها بشكل صحيح، ينبغي على المسلم اتباع الخطوات التالية بالتفصيل:

1. أولاً، يجب على المسلم القيام بالوضوء الصحيح استعداداً لأداء الصلاة.
2. ثانياً، يُعقد النية، كونها أساس التصرف، وتعتبر من الأمور الأساسية قبل الشروع في الصلاة.
3. ثالثاً، يُصلى ركعتان، حيث يُقرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الكافرون، وفي الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الإخلاص.
4. بعد الانتهاء من الصلاة، يتم التسليم.
5. ثم، يرفع المسلم يديه بالدعاء متمثلاً بعظمة الله وقدرته، مع تدبر معنى الدعاء.
6. في بداية الدعاء، يُفضل أن يحمد الله ويثني عليه، ثم يصلي على النبي محمد، ويُستحسن ترديد الصلاة الإبراهيمية التي تقال في التشهد كالتالي: “اللّهُمَّ صَلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيم وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ في العالمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ“.
7. يتابع العبد بالدعاء المستجاب بقوله: “اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ…”، ثم يسمي حاجته.
8. بعد الدعاء، يُصلي العبد على النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة الإبراهيمية كما في السابق.
9. في النهاية، يُفوض المسلم أمره إلى الله، متوكلاً عليه، ويشرع في السعي لتحقيق ما يرغب به، مع الرضا بقضاء الله.

شروط صلاة الاستخارة

لنجاح صلاة الاستخارة، يجب مراعاة عدة شروط أساسية، وهي كالتالي:

• يجب أن يكون موضوع الاستخارة في الأمور التي لا يعرف العبد إن كانت خيراً أو شراً، فلا يُستخار في العبادات والواجبات، وكذلك في المحرمات إلا في حالات خاصة مثل تردد الشخص في أداء الحج.
• تُفضل صلاة الاستخارة في الأمور المباحة والمندوبة، خاصة عند تداخل المندوبات.
• تنطبق شروط صلاة الاستخارة على شروط الصلاة الأساسية مثل ستر العورة والطهارة واستقبال القبلة وغيرها.
• بالنسبة للحائض والنفساء، لا تُعتبر صلاتهما صحيحة، لكن يمكنهما الدعاء في هذه الحالة.

أوقات صلاة الاستخارة

تعتبر صلاة الاستخارة من الصلوات ذات الأسباب، ولذا تختلف آراء العلماء بشأن توقيتها. فقد ذكر الإمام الشافعي وبعض الحنابلة جواز أداء الصلوات ذات الأسباب حتى في أوقات النهي، استناداً إلى أن النهي يمكن تخصيصه.

بينما يرى الجانب الآخر من العلماء، مثل الأحناف والمالكية، أنه لا يجوز أداء الصلاة في أوقات النهي، مؤكدين على أن أحاديث النهي قد بلغت حد التواتر.

أهمية صلاة الاستخارة

يتوصى المسلمون بأهمية صلاة الاستخارة، والتي يمكن تلخيص فوائدها بالنقاط التالية:

• تساعد على عدم تعلق القلب بالأمور سوى بالله سبحانه وتعالى، مما يعزز التوكل عليه.
• توفر شعوراً بالطمأنينة والرضا بقضاء الله، مما يساهم في تقليل الهموم والأحزان.
• تساهم في السعي نحو تحقيق الاختيارات الصحيحة، حيث يُكرم الله العبد المخلص في دعائه.

بذلك، تُعتبر صلاة الاستخارة وسيلة قيمة يستخدمها الناس في اتخاذ قراراتهم، شريطة أن تتوافق مع شرع الله، إذ إن الخير يكمن فيما اختاره الله لعبده.