دعوة الأنبياء عليهم السلام: وحدة رسالتهم وأهميتها

يُعتبر سؤال دعوة الأنبياء عليهم السلام ومضمون رسالتهم واحدًا من التساؤلات الشائعة التي تثير فضول كثير من الناس. عبر موقعنا، سنقوم بتقديم إجابة شاملة لهذا السؤال، بالإضافة إلى تسليط الضوء على معلومات متنوعة حول دعوة الأنبياء ورسالتهم الموحدة.

دعوة الأنبياء عليهم السلام وموضوع الرسالة الواحدة

يُعتبر التوحيد الجوهر الأساسي الذي اتفق عليه جميع الأنبياء في دعواتهم. فقد دعا جميع الأنبياء الناس إلى عبادة الله وحده، دون شريك له، مبرزين أهمية هذه العبادة ووجوب الإخلاص في الدعاء والثناء. ويتوزع التوحيد إلى ثلاثة أقسام رئيسية:

  • توحيد الربوبية: ويعني الاعتقاد بأن الله هو الخالق، الرازق، والمدبر لكل ما في الكون، ويتضمن الإيمان بوحدانية الله في عمليات الخلق والرعاية والتدبير.
  • توحيد الألوهية: يعني أن الله هو الإله الوحيد الذي يستحق العبادة والطاعة، وينبغي على الناس عدم عبادة أي شريك أو إله آخر. يُشار إلى أن المشركين قد آمنوا بتوحيد الربوبية، لكنهم اشركوا في توحيد الألوهية.
  • توحيد الأسماء والصفات: يعني الإيمان بأن الله له أسماء وصفات فريدة لا تشبه صفات البشر، ويشدد على عدم وجود شبه بين الله وخلقه. فصفات الله كاملة بينما قدرات البشر محدودة.

التوحيد في القرآن الكريم

يتناول القرآن الكريم مفهوم التوحيد بشكل متكرر من خلال العديد من الآيات. وإليك بعض الآيات التي تسلط الضوء على هذا المفهوم في الدين الإسلامي:

  • توحيد الربوبية: “اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ” (الزمر: 62).
  • “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ” (الصافات: 4).
  • توحيد الألوهية: “وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا” (الجن: 18)، “وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ” (21:25).
  • توحيد الأسماء والصفات: “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” (الشورى: 11)، “اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُّورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

هذه الآيات توضح الأبعاد الثلاثة للتوحيد في الإسلام: توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات. كما يؤكد القرآن على أن الله هو الخالق والمعبود الوحيد، وأنه لا يشبهه شيء.

التوحيد في المسيحية

تركز المسيحية على الإيمان بوحدانية الله وعظمته كإله واحد، ويُعتبر هذا المبدأ محوريًا في العقيدة المسيحية. يتجلى هذا التوحيد في التعاليم الموجودة في الكتاب المقدس، سواء في العهد القديم أو العهد الجديد. وقد تعمق المسيح في مفهوم التوحيد، مشددًا على ضرورة عبادة الله بكل ما في الإنسان، من القلب والعقل والإرادة، مع أهمية إخلاص العبادة والثناء لله، والتعبير عن حب الإنسان لله في جميع أفعاله وأخلاقه.

التوحيد في اليهودية

في اليهودية، يتجلى مفهوم التوحيد في الإيمان بوحدانية الله، وهو مبدأ أساسي في العقيدة اليهودية. تشير هذه العقيدة إلى وجود إله واحد، وتمثل أساسًا لتعاليم الديانة اليهودية. تتجلى هذا في عبارة “شما إسرائيل”، التي تعني “اسمع يا إسرائيل”، والتي تبدأ بها توراة موسى في سفر التثنية، حيث نقرأ:

“اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا رب واحد.”

يعكس مفهوم التوحيد في اليهودية أيضًا القيم الأخلاقية والتحذير من الشرك. يحترم اليهود الله الواحد الذي اختارهم كشعب له، وتُعتبر عبادة الله الواحد قيمة جوهرية في اليهودية.

بهذا، نكون قد استعرضنا في مقالنا مفهوم دعوة الأنبياء عليهم السلام ورسالتهم الموحدة المتعلقة بالتوحيد، مقدّمين إليكم أهم المعلومات حول هذا المفهوم في كل من الإسلام والمسيحية واليهودية.

Published
Categorized as إسلاميات