الالتزام بدعاء لنفسي بالشفاء والتوفيق وترديده بعد كُل صلاة كان سببًا وافيًا لتغيّر حياتي إلى الأفضل، ولم أكُن أعرف قيمة الدعاء العظيمة إلا عندما تعمقت في السيرة النبوية الشريفة، ووجدت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعالج معظم الأمراض التي يُصاب بها بمناجاة الله لذا من خلال موقع سوبر بابا أعرض لكم كُل ما استعنت به من صيغ أدعية الشفاء والتوفيق للنفس.
لقد قال الله تعالى في الآية 60 من سورة غافر في كتابِه الحكيم: “ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ“ وهو ما يجعل المُسلم مهتمًا بمناجاة الله، آملًا أن يقبل دعائه ويستجِب له، فإن الدعاء واستجابته شكل من أشكال رحمة الله بعبادِه، وهو القادر الوحيد على إزالة الغم والهم عن الإنسان.
علمًا بأن المرض هو أكبر ابتلاء يجعل الإنسان يتقرب إلى ربه، راجيًا إياه أن يمنحه العافية والسلامة، بل وإن البعض يرتعبون من فكرة الموت بسبب المرض، وهو ما يجعلهم مستمرين في الدعاء بشكل يومي وفي كل صلاة أن يُزيح الله هذا المرض عنهم، وهو ما فعلته أنا وبدأت بالدعاء لنفسي بالشفاء.
اقرأ أيضًا: دعاء للوقاية من الأمراض
مرت عليّ فترة ولم يكُن الحظ يحالفني على الإطلاق، كُنت مُفتقد توفيق الله في حياتي، ولم أجد إلا الدعاء فكان أفضل وسيلة بالنسبة لي للتخلص من المشاكل التي أواجهها في حياتي، والتي مثلت عائقًا بيني وبين طموحاتي وأحلامي في الحياة، ومن أفضل صيغ أدعية التوفيق لنفسي:
اقرأ أيضًا: دعاء الخوف من نتيجة تحليل
يتمثل مفهوم الدعاء في تضرع العبد إلى ربه سبحانه وتعالى ومناجاته لتحقيق أمر يحتاج إليه، قد يكون أمرٌ مادي أو معنوي، على حدٍ سواء يجب العلم أن هناك أوقات أكثر استجابة للدعاء من غيرها، فتكون أبواب السماء مفتوحة فيها والله ينتظر دعوات عباده أكثر من أي وقت مضى.
كانت السُنة النبوية خير دليل لنا لنعرف تلك الأوقات والحُجة على أنها خير أوقات الاستجابة، فجاءنا الرسول صلى الله عليه وسلم يؤكدها لنا من خلال الأحاديث المرويّة عنه والموثوق في صحتها، والتي أشارت إلى خير أوقات الاستجابة التالية:
جاء النبيّ بسُنته الشريفة مؤكدًا لنا على فضل وقت جوف الليل، والمقصود به هو الثلث الأخير من الليل، الذي يحمل من الأفضال ما لا يحمله غيره من الأوقات، فإن العبادة في هذا الوقت لا يُضاهيها شيء، لذا اعتُبِر من الأوقات التي لا يُرد فيها دعاء، وقِيل إن الله بجلالته ينزل إلى سماء الدنيا في هذا الوقت ليستجيب إلى دعوات العباد.
في وقت التسليم من الصلاة يكون الدعاء قريب للاستجابة، وهو ما ذُكِر في الحديث المرويّ عن عبد الله بن مسعود وفي آخره إشارة إلى وقت التسليم: “ثم ليختر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو“ صحيح البخاري.
نعلم جميعًا أن السجود له عظيم الأجر والفضل؛ نظرًا لأن العبد وهو ساجد يكون أقرب إلى ربه لأقصى حد مُمكن، وقد جاءت الحُجة في عدة مواضع من السُنة النبوية على أنه أفضل وقت للدعاء المُستجاب، من أبرزها الحديث المرويّ عن أبي هريرة رضي الله عنه: “أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ” صحيح مسلم.
حين يجلس الخطيب يوم الجمعة على المنبر للخُطبة فإنه يكون وقت استجابة الدعاء، ويستمر كذلك حتى وقت انقضاء الصلاة، وقد كنت ألتزم بالدعاء لنفسي بالتوفيق في هذا الوقت خصيصًا.
جاء حديث مرويّ عن النبي صلى الله عليه وسلم على لسان أنس بن مالك -رضي الله عنه- في صحيح الترمذيّ يُشير إلى فضل الوقت ما بين الأذان والإقامة في قبول الله لدعاء عباده، وقد نبه الرسول على أهمية الدعاء بالشفاء والعافية في الدنيا والآخرة في هذا الوقت، لذا كنت أكثر حرصًا على الدعاء لنفسي بالشفاء في تلك الساعة.
هي الساعة التي تبدأ من بعد العصر وحتى غروب الشمس، يُستجاب الدعاء فيها بشرط أن يكون الداعي طاهرًا منتظرًا صلاة المغرب ليؤديها، وبشكل عام فإن يوم الجمعة يوم خير وبركة تُستجاب فيه أدعية المُسلمين جميعًا.
ذلك وفقًا لما جاء في رواية أبي هريرة رضي الله عنه، فقال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا” صحيح البخاري.
لقد كان النبيّ خير القدوة التي نستعين بها في كافة سلوكيات حياتنا، وقد جاءنا بحديث رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه بالدليل على أن الوقت ما بين ظهر عصر والأربعاء هو خير الأوقات لاستجابة الدعاء.
حيث دعا الله في يوم الإثنين والثلاثاء والأربعاء، فاُستجيب له يوم الأربعاء بين صلاتيّ الظهر والعصر، ومنذ هذا الحين وهو يتخذ تلك الساعة محل استجابة لدعائه، فيُناجي فيها ربه بما شاء.
من المعروف أن للصائم دعوة لا تُرد، لذا تعمدت تكرار الدعاء لنفسي بالشفاء والتوفيق في شهر رمضان الكريم، ولم ينتهي الشهر إلا وقد خلّصني الله مما كنت أعاني منه، سواء المشاكل الجسدية أو المادية، وقد ورد حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم رواه أنس بن مالك يؤكد استجابة دعاء الصائم.
أشار سهل بن سعد الساعديّ رضي الله عنه في روايته عن النبي عليه الصلاة والسلام إلى قوله بأن المطر هو وقت لا تُرد فيه دعوة المُسلم، لذلك عُدّ على أنه أحد أفضل الأوقات لاستجابة الدعاء.
يُمكن العثور على الحُجة في صحيح مسلم من خلال رواية أم المؤمنين رضي الله عنها بشأن استجابة الدعاء في يوم عرفة في حديث الرسول، والذي ذكر أنه يوم عتق العباد من النار والاستجابة لدعائهم.
كنت أعلم جيدًا أن دعاء لنفسي بالشفاء والتوفيق من شأنه تحويل حياتي إلى الأفضل، وبالفعل هذا ما حدث، نظرًا لأنّي كنت متيقنًا أن الله هو القادر على كل شيء.
أحدث التعليقات