دعاء لدفع البلاء والمصائب عند أهل البيت هو الوسيلة الأفضل للتخلص منها، فيتعرض المُسلم إلى الكثير من الفتن والمصائب طوال حياته، ومن بينها ما يُمكن أن يُدمر حياته ويجعله غير قادر على مواصلتها بشكل طبيعي، لكن الله دائمًا ما يكون خير المُعين، ومن خلال موقع سوبر بابا نتحدث معكم باستفاضة عن أفضل دعاء لرفع البلاء عن أهل البيت يُمكن الاستعانة به.
عندما يقع على المسلم بلاء من ابتلاءات الحياة الدُنيا لا يكون عليه سوى الصبر والاحتساب عند الله مع دعائه بأن يرفع عنه الابتلاء ويهوّنه عليه، فإن العبد هو الضعيف والله خير مُعين له على الصبر والتحمل.
على كل حال فإن الله لا يبتلي المُسلم بشيء إلا ويمنحه الطاقة اللازمة لتحملها، ومن خلال ترديد دعاء لدفع البلاء والمصائب عند أهل البيت يُمكن تخطي البلاء بسهولة يتعجب لها أهل الأرض والسماء.
اقرأ أيضًا: دعاء اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض
لقد جاءنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بعِدة أدعية ترفع البلاء والمصائب عن المُسلم وأهل بيته إذا قاموا بترديده كما نُقِل عنه، واتباعًا لسُنة نبيّ الله نعرض لكم تلك الأدعية فيما يلي:
اقرأ أيضًا: دعاء الحفظ من كل مكروه
على الرغم من أن الله قد حفظ لكلِ عبد من عباده قدره وقضائه في الحياة الدُنيا، إلا أنه من الممكن تغيير هذا القدر بمناجاة الله والتضرع إليه في كل وقت وحين، مع مراعاة استيفاء آداب الدعاء وشروطه.
إن هناك الكثير من صيغ أدعية رفع البلاء قبل وقوعه التي يُمكن أن يُرددها المُسلم حتى ولو كان في حالة رخاء في الدُنيا، فهو لا يعرف ما المُقدر أن يحدث له بعد دقائق قليلة.
اقرأ أيضًا: دعاء بالصحة والعافية وطول العمر
أحيانًا يرى الله أن الاستجابة لن تحوي الخير للعبد الداعي، فيؤخرها عليه ليوم يحتاجها فيه، وهو يوم القيامة العظيم، فيعتقد المُسلم أن الله لا يريد له الخير أو أنه غير راضِ عنه، ولو علم الحقيقة لظل ساجدًا شُكرًا لله بقية حياته.
فقد كان الأنبياء هم الأكثر عُرضة للابتلاء، وكثيرًا ما كانوا يتعرضون إلى ما لا يُمكن احتماله من قِبل أهلهم وأقوامهم، بينما كانوا من عباد الله الصالحين الصابرين، يحاولون بكل ما لديهم من طاقة أن يجتهدوا في طاعة الله والصبر على اختباره.
جاء الدليل على ذلك في حديثٍ شريف مرويّ على لسان سعد بن أبي وقاص: “قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً؟ قال: الأنبياءُ ثمَّ الأمثلُ فالأمثَلُ، فيُبتلى الرَّجلُ على حسْبِ دينِه، فإن كانَ في دينهِ صلبًا اشتدَّ بلاؤُهُ، وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتليَ على حسْبِ دينِه، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي على الأرضِ ما عليْهِ خطيئةٌ” صحيح الترمذّي.
جدير بالمعرفة أن المُسلم يؤجر على صبره واحتساب البلاء الذي أصابه عند الله سبحانه وتعالى، وقد أكد على ذلك في مواضع عديدة من القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة يُمكن الوصول إليها بسهولة للتيقّن من الحُجة، ومن أبرز نماذج أجر الصبر على ابتلاءات الدُنيا:
يغفل الكثيرون عن أخطاء يفعلونها غير مُدركين مدى عقوبتها عند الله ومن رحمته بهم أنه يبتليهم بمصائب الدُنيا ليُكفّر عنهم تلك سيئات تلك الأعمال، وهنا يُمكننا استشعار عطفه على عباده، فقد ابتلاهم في الدنيا وهو الابتلاء الأهون، ليُزيح عنهم ابتلاء الأخرة، وهو الأعظم الذي قد يجعلهم خالدين في النار إلى يوم يشاء.
جاء الدليل على ذلك في السُنة النبوية الشريفة في عدة أحاديث منها المرويّ على لسان أبي هريرة رضي الله عنه:
نُدرك من تلك الأحاديث أن الله ما يبتلي عبدًا إلا وكان يُحبه، ويرغب في مغفرة ذنوبه له قبل أن يأتي يوم حسابه، حتى إذا التقى به يكون طاهرًا من كل ذنب أو إثم قد يُعاقب عليه، وهو ما يأتي على عكس ما يتوقعه أصحاب البلاء.
لقد وعد الله الصابرين ببُشرى الخير والبركة في الحياة الدُنيا والآخرة على حدٍ سواء، وما الابتلاء إلا لطريقة يمتحن المُسلم بها ويختبر مدى صبره وإيمانه به ورضاه بالقضاء والقدر، فإن نجح في هذا الاختبار كان له من الخير ما لم يتوقع، وقد جاءت الأدلة على ذلك في مواضع عديدة من الذِكر الحكيم، من أبرزها:
جاء قوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” الآية 153 من سورة البقرة ليُبشر الصابر بواحدة من أجلّ الأجور التي يحصل عليها، وهي أن الله دائمًا ما يكون قريب منه.. يخفف عنه ويهوّن عليه تعبه وألمه الناتج عن ابتلاء ما، سواء كان في ولده أو جسده أو أمواله، وما أعظم من أن يستشعر المُسلم وجود الله معه في كل وقت وحين.
إن الابتلاء لهو أفضل وسيلة قد يتبعها الله بهدف تقريب عبده إليه عندما يرى أنه يبعد عن طريق الحق، فيبتليه أي نوع من البلاء حتى يتضرع إليه بالدعاء، وبينما يعتقد المُسلم أن الله قد ابتلاه ليحجب عنه الخير والبركة في حياته، يكون الله هو أفضل مُخطط ومُدبر لأمره.. يبتليه ليجذبه إليه ويوطد علاقته به، وهو ما يحتاجه العبد وليس الرب.
جاء الدليل على ذلك في قوله تعالى: “وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” الآية 168 من سورة الأعراف، والمقصود من الرجوع هُنا هو العودة إلى طاعة الله والنظر فيما ينفع يوم الحساب بدلًا من الانشغال بشهوات الدُنيا الفانية.
فإن الله لا ينظر إلى ما رزق الإنسان به من مال وجاه وأولاد، وإنما ينظر لكلِ عبدٍ بما يفعل من أعمال صالحة تمتثل لأوامره، وكلما كان العبد أكثر تقوى، زادت محبة الله له ورضاه عنه.
إن الدنيا هي دار بلاء، فلن يستطيع المُسلم أن يمنع عن نفسه البلاء، إلا بواحدة من أجلّ العبادات التي رزقنا الله فضلها، وهي الدعاء.
أحدث التعليقات