دعاء لحفظ الأطفال من التحرش يجب أن يتم ترديده في كل وقت وحين، خاصةً أنّ التحرش أصبح ظاهرة شائعة، وما يجعلها أكثر خطورة تعرض الأطفال تحت سن الـ 18 عام له، لذا بجانب تعليم الطفل كيفية حماية نفسه من التحرش، يجب الاستعانة بالله -عز وجل- من قِبل الوالدين من خلال ترديد أدعية لحماية الطفل من الأذى والتي سنقدمها لطك عبر موقع سوبر بابا.
أشارت الأبحاث الدراسية المُجراة من قِبل مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) إلى أن هناك فتاة من كل أربع فتيات، وواحدًا من كل ست فتيان يتعرضون إلى الإيذاء الجنسي والتحرش قبل سن الـ 18 عام، لذلك أصبح الاحتراس من حدوث ذلك أمر واجب على كلٍ من الوالدين والأطفال.
عندما يكون الطفل في سن صغير فإن الوالدين يستطيعون حمايته من مثل تلك الحوادث إلى حدٍ كبير، لكن حينما يكبر فإنهما لا يستطيعان مرافقته في كل مكان وحمايته من كل شيء.
لذا فإن أفضل ما يستطيعون تقديمه له هو اللجوء إلى الله تعالى ودعاؤه بحفظ الأطفال من التحرش، وفيما يلي نُقدم مجموعة من أبرز الأدعية المُستخدمة في حماية الطفل من التحرش وأي شر آخر قد يُصيبه.
هكذا ولا ينأى ترديد الدعاء عن اتخاذ أسباب الحماية، ورقابة الأطفال وخُطاهم، وما يفعلون.. حتى لا يقع الوالدان في التهلكة ويخسرون أطفالهم الصغار إثر تجربة قاسية كتلك.
اقرأ أيضًا: دعاء من خاف مكر الناس
لا شك أن الطفل هو مُقلة عين والديه، يسعون دومًا إلى رعايته في كنفهم، وما أجلّ من حمايته بترديد الدعاء ليكون في معيّة الخالق وحفظه، فهو خير منهم وهو أرحم الراحمين.
اقرأ أيضًا: دعاء نزول المطر والرعد والبرق وشدة الرياح
على الأغلب يعتقد الآباء والأمهات أن التحرش لا يُمكن أن يحدث لأطفالهم ما داموا معهم في نفس المكان أو مع أصدقائهم أو مع أقاربهم، فيكونون مطمئنين لفكرة أنهم ليسوا مع أشخاص غرباء فهم متواجدين مع أشخاص موثوق بهم إلى حدٍ كبير.
لكن في الحقيقة جدير بالمعرفة أن هناك الكثير من حالات التحرش التي وقعت على الضحية من قِبل أحد المُقربين إلى الطفل أو أحد أقاربه، وقد تقع أحيانًا من طفل آخر! لذلك أصبح من الضروري تعليم الطفل كيفية حماية نفسه من التحرش وهو أفضل ما يُمكن للوالدين القيام به بجانب ترديد أدعية لحفظ الأطفال من التحرش.
على الطفل أن يعلم أن كشف الجسد أمام شخص آخر لا يجب أن يتم إلا بحضور أحد الأبوين، وأيضًا لا يحدث إلا في حالات طارئة تستدعي ذلك، مثل كشف الطبيب، أما دون ذلك فلا أحد له الحق في طلب كشف جسده منه.
إن تعليم الطفل بشأن أسماء أعضاء جسده بشكل جاد دون مزاح في الأمر يساعده على حماية نفسه من اللمس غير الآمن، حيث يُدرك المُتحرش أن الطفل بإمكانه شرح ما تعرض له بالأسماء الواضحة فيخشى أن يقوم بذلك معه.
بمُجرد وصول الطفل إلى سن الثلاث سنوات يجب تكوين شبكة آمنة له، وهي المتمثلة في خمسة أشخاص، يُفضل أن يكون أربعة منهم من العائلة، وواحد من خارجها، كأن يكون المعلم أو الأخصائي النفسي الموجود في المدرسة، على أن تكون تلك الشبكة هي الأشخاص الآمنة التي يستطيع الطفل إخبار أي فرد منها بما يحدث معه.
على أن يكون لديه اليقين التام بأنه لن يتلقى العقاب جراء ما يقوله، وعلى الوالدين أن يكونا على دراية تامة بأن تعزيز الشعور بالأمان لدى الطفل لا يحدث من خلال موقف أو موقفين، وإنما يحتاج إلى سنوات من معاملة الطفل بطريقة صحيحة.
غالبًا ما يتعرض الطفل ضعيف الشخصية إلى التحرش اعتقادًا من المُتحرش أنه لن يستطيع الرفض أو الإفصاح عن الأمر لأحد ما، لذا لا بُد من تعليم الطفل حقه في قول “لا” لرفض المواقف غير المُريحة بالنسبة له، واحترام رغبته دون تخويفه بالعقاب، حتى يتعوّد على ذلك ويقوم به حتى مع الأشخاص البالغين إذا شعر بعدم الأمان.
في النقاط السابقة يتطلب الأمر أن يرفض الطفل السلوكيات غير المُريحة بالنسبة له، لذا لا بُد من المناقشة معه في العلامات التي تظهر عليه عند الشعور بالخوف، والتأكد من أنها تُمثل شعورًا يجب أن يثق فيه تمامًا، وبالتالي يعترض على الموقف الذي سببّ له الخوف، سواء حدث من قِبل شخص قريب أو غريب.
مع مراعاة تعليمه التفريق بين علامات الشعور بالأمان، والخوف، وذلك من خلال إخباره أن الشعور بالأمان هو ما يشعر به عندما تجلس بجانبه قبل النوم لتُطمئِنه، أما الشعور بالخوف سيُسبب له بعض الأعراض التي تُشير إلى أن هناك شيئًا ما غير آمن.
هناك نسبة 73% من الأطفال الذين تعرضوا إلى التحرش في سن صغير لم يُبلغوا أحد بما حدث معهم إلا بعد مرور عام أو أكثر على الواقعة، بينما هناك 45% لا يُبلغون أحدًا بما حدث لمدة 5 أعوام أو أكثر، لذا فإن إخبار الطفل بأهمية الإفصاح عن مثل تلك الأمور هو أمر ضروري، وطمأنته أنه في أمان مهما كان الحادث معه.
مع مراعاة جعله يُدرك الفرق بين الأسرار السعيدة مثل تحضير مفاجأة لأحد أفراد الأسرة، في هذه الحالة لا يُفضل أن يُفصح عنها، وبين الأسرار السيئة مثل إلحاق شخص ما الأذى به وطلب عدم إخبار أحد منه، في تلك الحالة يكون عليه الإفصاح عن السر فورًا.
من أهم ما يجب تعليمه للطفل منذ الصِغر تجنبًا لوقوعه كضحية في حادث التحرش هو السلوكيات المرفوضة، أي من الضروري أن يعرف ما هي المواقف التي لا يُمكنه الموافقة عليها، مع توضيح رد الفعل المناسب الذي يجب فعله في حال تمت تلك المواقف دون موافقته.
مثل دخول أي شخصًا كان معه داخل الحمام لأي سبب، وإذا تعرّض لذلك عليه الرفض بقوة والصراخ إن لزم الأمر، وكذلك الجلوس على ساق أي شخص غريب، أو أن يختلي به شخصًا ما ويطلب منه أمورًا غير مُريحة بالنسبة له، أو أن يقوم شخص بتقبيل أحد أجزاء جسده، كلها سلوكيات مرفوضة تمامًا.
بنسبة 40% من الأطفال ضحايا التحرش الجنسي قد تعرضوا لمثل هذه المواقف في بداية الأمر، وهو ما يحدث غالبًا من أحد أفراد المنزل، أو أحد الأصدقاء في المدرسة، أو أي شخص بالغ آخر، لذا لا بُد من التحذير من أي لعبة تتطلب لمس الجسد.
دائمًا ما نهتم بتعليم الطفل الكثير من العادات للحفاظ على سلامته، لكن في كثير من الأحيان ننسى أن ننبهه إلى ضرورة الدفاع عن النفس منعًا للتعرض إلى الأذى الجسدي.
أحدث التعليقات