دعاء لإبعاد شخص ينغص عليك حياتك يُمكنك الاستعانة به في أي وقت، لتحصل على قدر من الراحة والسكينة في حياتك، فإن الدعاء هو السلاح الذي يُمكنك الاعتماد عليه لإبعاد أي ضرر عنك بشكل نهائي، ومن خلال موقع سوبر بابا نوضح لك عِدة صيغ لدعاء إبعاد شر شخص عنك.
إنّ الإنسان مُعرض لأن يُؤذى أو يتم إزعاجه من قِبل شخص يعرفه أو لا يعرفه؛ نظرًا لطبيعة البشر التي تجعلهم يتنوعون ما بين الصالحين، والسيئين الخبثاء مُسببي الضرر والإزعاج لغيرهم، فهُناك الكثير ممن يشعرون بالمُتعة حيال تنغيص حياة الآخرين عليهم، في هذه الحالة ما يكون عليك سوى الاستعانة بالدعاء.
اقرأ أيضًا: دعاء اللهم ابعد عنا شر الناس
في كثير من الأحيان يظلمنا أشخاص من حولنا قد لا يكون لنا معهم أي تعامل، ولا يكُن في قدرتنا شيء لنفعله، فإن الإنسان مخلوق ضعيف مهما بلغ من القوة والنفوذ، وهو ما يجعله مُدركًا لأهمية الرجوع إلى الله -عز وجل- واللجوء له لأنه الوحيد القادر على تخليصه.
فلا شيء يحدث في هذا الكون إلا لسبب وحِكمة بالغة من الله سبحانه وتعالى، وإن كنت في حاجة إلى دعاء لإبعاد شخص ينغص عليك حياتك عليك العلم أن الله قد يكون أرسله لك لأنه يُريدك أن تتقرب منه بالدعاء والعبادة.
يريد رؤيتك ترجوه وتؤمن بقدرته العظيمة، وهو ما يمنحك الحسنات في نهاية الأمر، أي أن الفائدة كلها تكُن لك، لذا عليك دائمًا الاستعانة بإحدى صيغ الدعاء على من ظلمك وأراد أن يُلحق بك وحياتك ضرر.
اقرأ أيضًا: دعاء لكف شر الناس عني
قد يُثير ترديدك الدعاء لإبعاد شخص ينغص عليك حياتك القلق في قلبك حيال ما إذا كان هذا جائزًا أم لا، ففي وجهة نظرك أنت تستعين بالله، لكن هناك البعض ممن يرون أن الدعاء على شخص بمثابة عمل شرير.
لذا جدير بالذكر أن الإسلام قد فضّل العفو عند المقدرة والتسامح، ومقابلة الإساءة بالإحسان، فيُجزى على ذلك بالمغفرة والأجر العظيم، لكن هناك البعض ممن لا يقدرون على مسامحة من آذوهم وعكروا صفو حياتهم، فلا يكون في أيديهم شيئًا سوى دعاء الله برد المظلمة والأذى.
على الرغم من أن الله قد حرّم إلحاق الأذى بالمُسلم بغير حق شرعيّ وقد تم ذلك بالدعاء عليه، إلا أنه إذا تمادى في أذيته وظلمه يكون الدعاء عليه جائز، لكن مع مراعاة عدم الدعاء بما يتجاوز مدى أذاه، فمثلًا لا تدعي على شخص ظالم بسوء الخاتمة، وإنما بما يتناسب مع الأذية التي سببها لك.
مع العلم أن الدليل على جواز الدعاء على الظالم والمؤذي جاء في كتاب الله الكريم، في قوله تعالى: “لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمً“ الآية 148 من سورة النساء.
كما جاء في السُنة النبوية الشريفة دليلًا قويًا، تمثلت في رواية أبي هريرة رضي الله عنه: “أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، في الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِن صَلَاةِ العِشَاءِ؛ قَنَتَ: اللَّهُمَّ أنْجِ عَيَّاشَ بنَ أبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أنْجِ الوَلِيدَ بنَ الوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أنْجِ سَلَمَةَ بنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أنْجِ المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ علَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عليهم سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ” صحيح البخاري.
أيضًا تم التأكيد على هذا الحديث من رواية عبد الله بن عباس: “قنتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شهرا متتابعا في الظهرِ والعصرِ والمغربِ والعشاءِ وصلاةِ الصبحِ في دبرِ كل صلاةٍ إذا قال سمعَ اللهُ لمنْ حمدهُ من الركعةِ الآخرةِ يدعو على أحياءَ من سُليمٍ على رِعْلٍ وذَكْوَانٍ وعَصِيّةٍ ويُؤمِّنُ من خلفهُ“.
تُبيّن تلك الأحاديث أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يستعين بالله للدعاء على الظالمين، حيث كان يدعو لمدة شهر كامل في كل يوم من وقت القنوت في الصلاة بأن تشتد عقوبة الله على المشركين والكفار الذين كانوا يحبسون المؤمنين في مكة، ويمنعوهم من الهجرة، ويعذبوهم ويؤذوهم.
نجد أنه كان يدعي عليهم بالقحط العظيم والسنين الصعبة التي تحوي بين طياتها كل البلاء والمِحن، ومن ناحية أخرى كان يدعو للمستضعفين من المؤمنين بالنجاة، وقد استجاب الله تعالى له ونجوا جميعهم من أسر الكفار ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم، لكنّه ظل يدعو على من غرروا بسبعين فرد من الصحابة وقتلوهم من قبائل رعل ذكوان، وبني لحيان، وعصية.
على الرغم من جواز الدعاء على الظالم والمؤذي بما شاء العبد، فإن عدم قدرته على المسامحة في حقه هو أمر بينه وبين ربه فقط، إلا أنه من الأفضل ألا يدعو بالسوء، وإنما يقول: “حسبي الله ونعم الوكيل” فهي الجملة التي تُشير إلى اعتماد العبد على مناجاة الرب لردّ الحق والانتقام من الظالم في الحياة الدُنيا والآخرة.
جدير بالمعرفة أيضًا أنه لا يجوز الدعاء على من لا علاقة له بإلحاق الأذى بالداعي، وإنما هو فقط من أهل الشخص الظالم أو المؤذي، فإن المظلوم بذلك يظلم آخرين بالدعاء عليهم رغم عدم وقوع الأذى عليه من قِبلهم، لذلك هو أمر منهيّ عنه.
اقرأ أيضًا: دعاء التحصين من العين والحسد
عندما تقول دعاء لإبعاد شخص ينغص عليك حياتك عنك فأنت بذلك تفوّض أمرك كُله لله تعالى، وتولّيه أمر الانتقام ممن ألحق بك الأذى أو الظلم، وقد جعل الله دعاء المظلوم من الأدعية المُستجابة دون نقاش إذا كانت مساوية لقدر الظلم الذي تعرضت له، وجاء الدليل على ذلك في أكثر من موضع من السُنة النبوية الشريفة، من أبرزها:
فإنك في كل حال تفوز بالأجر العظيم، خاصةً إذا لم ينتقم الله منه ومنحك القدرة على مسامحته، فإن ذلك يجعل لك من الأجر عظيمُه، والذي قد يكون سببًا في دخولك الجنة يوم الحساب.
لكن جدير بالمعرفة أن دعائك لا يُشترط أن يُستجاب بعد فترة قصيرة، ولا يُشترط أيضًا أن يرفع الظلم عنك، فقد وضع الله أشكالًا عِدة لاستجابة الدعاء، وهي الواردة في حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم الشريف:
“ما من مسلِمٍ يَدعو، ليسَ بإثمٍ ولا بِقطيعةِ رَحِمٍ إلَّا أَعطَاه إِحدَى ثلاثٍ: إمَّا أن يُعَجِّلَ لهُ دَعوَتَهُ، وإمَّا أن يَدَّخِرَها لهُ في الآخرةِ، وإمَّا أن يَدْفَعَ عنهُ من السُّوءِ مِثْلَها قال: إذًا نُكثِرَ، قالَ: اللهُ أَكثَرُ“ رواية أبي سعيد الخدري.
لذا فإن الدعاء قد يستغرق وقتًا طويلًا حتى يستجيب الله سبحانه وتعالى، وقد لا يُستجاب في الدُنيا، لكن في المقابل فإن الله قد يستخدمها لدفع بلاء أشد قسوة كان سيقع عليك، وإمّا يحفظها لك ليوم تنفعك يوم القيامة.
حتى ولو تأخرت استجابة الله دعائك في الحياة الدُنيا، أعلم أنه يريد لك الأفضل في الدُنيا والآخرة، وتيّقن من أنه الأعلم بكل شيء، ويرغب لك كُل الخير في الدُنيا والآخرة.
أحدث التعليقات