تعتبر غزوة بدر واحدة من أبرز المعارك التي خاضها النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع الصحابة، حيث كانت ضد المشركين. في هذه الغزوة، دعا النبي –صلى الله عليه وسلم– دعاءً خاصًا، فما هو هذا الدعاء؟ ولماذا أطلقه؟ ومن هو الصحابي الذي كان برفقته؟ سوف نستعرض في هذا المقال دعاء النبي في يوم بدر.
عندما نظر رسول الله –صلى الله عليه وسلم– إلى جيش المشركين الذي كان يضم نحو ألف مقاتل، ووجد أن أصحابه لا يتجاوزون ثلاثمائة وتسعة عشر مقاتلاً، توجه إلى القبلة ومد يديه بالدعاء قائلاً: “اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة (الجماعة) من أهل الإسلام فلا تُعبد في الأرض.” وعندما كان ينادي ربه向 القبلة، سقط رداؤه عن كتفيه، فتوجه إليه أبو بكر الصديق الذي أخذ الرداء وألقاه على كتفيه ثم احتضنه من الخلف قائلاً: “يا نبي الله، كفاك مناجاة ربك فإنه سينجز لك ما وعدك.”
جاء دعاء النبي بسبب قلة عدد أصحابه مقارنةً بعدد المشركين الذي كان يفوق الألف مقاتل. ففي يوم بدر، نظر النبي –صلى الله عليه وسلم– إلى أصحابه ليرى أنهم لا يتجاوزون ثلاثمائة ونيف، بينما كان عدد المشركين ألفًا وأكثر. وبذلك استقبل النبي القبلة للدعاء.
استجاب الله –عز وجل– لدعاء الرسول في يوم بدر، حيث نزلت الآية التاسعة من سورة الأنفال بعد الدعاء، قال الله تعالى في كتابه الكريم: “إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ” [سورة الأنفال، الآية 9]. وهذه الآية تمثل تجسيدًا لاستجابة الله لدعاء النبي.
حدثت غزوة بدر في السنة الثانية من الهجرة، حيث خرج النبي –صلى الله عليه وسلم– لأخذ قافلة تجارية للمشركين كانت تمر عبر أراضي المسلمين. إلا أن القافلة نجت، وخرجت قريش مع جيش قوامه ألف وثلاثمائة مقاتل ومائة فارس وستمائة درع، بقيادة عمرو بن هشام المخزومي الذي كان عازمًا على محاربة المسلمين.
بعد أن علم النبي صلى الله عليه وسلم بنجاة القافلة واستعداد قريش للهجوم، قام بتنظيم صفوف جيشه بعد أن لاحظ استعداد الصحابة والمهاجرين للقتال. كما أرسل علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص للاستطلاع على جيش قريش وعددهم.
بدأ النبي بتوجيه وتعليم الجنود وتوزيعهم، وكانت تلك المرة الأولى التي يتم فيها استخدام نظام الصفوف في المعارك. وعندما التقيا الجيشان، كانت النتيجة لصالح المسلمين على الرغم من قلة عددهم.
عانى المهاجرون في المدينة بعد فترة وجيزة من الهجرة من ضيق اقتصادي شديد، حيث استولت قريش على ثرواتهم قبل هجرتهم من مكة. لم يترك لهم شيء يذكر من متطلبات الحياة، وكان الوضع في غاية الصعوبة رغم مساعدة الأنصار لهم. وعندما علم النبي بعبور قافلة قريش عبر أراضي المسلمين، قرر أن يتوجه لأخذ القافلة التي تعود أموالها للمهاجرين.
بهذا، نكون قد استعرضنا كل ما يتعلق بدعاء النبي يوم بدر، والآية التي نزلت بعد دعائه، بالإضافة إلى الأحداث البارزة التي وقعت في هذا اليوم التاريخي.
أحدث التعليقات