دعاء المعجزات حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله المعروف هو آية قرآنية كريمة مأخوذة من سورة التوبة، وقد استخدمه الكثير من الأشخاص كدعاء لتحقيق الأمنيات الصعبة، وبعضهم كان يُدخلها بين كلمات دعائه، فهل لهذا الدعاء فضلٌ في تحقيق المُعجزات فعليًا؟ هذا ما سنعرفه اليوم من خلال موقع سوبر بابا.
إن دعاء المعجزات حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله من أبرز وأفضل الأدعية المُستخدمة في طلب تحقيق الأماني الصعبة من الله حيث أكدّ الكثيرون على مُلاحظة النتائج الإيجابية جراء ترديد هذا الدعاء كثيرًا ولفترات طويلة، فإنه ينقسم إلى نصفين، لكل نصف منهما معنى جليل، فجاء تفسيره على النحو التالي:
اقرأ أيضًا: الدعاء المستجاب من أول مرة
إن دعاء المعجزات حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله في الأساس هو جزء من الآية 59 من سورة التوبة: “وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ”.
لذا فإن تضمين كلمات من القرآن في الدعاء لا يُشكل أدنى مُشكلة، وقد شرع الدين الإسلامي ذلك، فتحتوي آيات الذِكر الحكيم على الكثير من الأدعية المختلفة، ولا حرج في أن يستخدمها المُسلم كدعاء لمناجاة الله.
اقرأ أيضًا: دعاء سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين
على من يردد دعاء المعجزات حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله وينتظر الإجابة ولا يجدها، عليه العلم أنه قد يكون هناك بينه وبين دعائه ما يمنع الاستجابة، دون أن يُدرك ذلك، لذا حرصنا على ذِكر عوائق استجابة الدعاء فيما يلي:
إن الذنوب تقف بين العبد واستجابة دعائه كالحائل الذي يمنع التقاء اثنين، وهي التي تتمثل في ترك العبد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغفلته عما أوجب عليه الله من التعاليم الدينية، لذا عليه أن يتوب أولًا حتى يتخلص من ذنوبه المانعة من استجابة دعائه، على أن تكون توبته نصوحة وصادقة، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
على الرغم من أن الإنسان يكون راغب في تحقيق أمنيته التي يدعو بها بشدة؛ لذا يستخدم دعاء المعجزات حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله، إلا أنه يجب العلم أن الاستعجال في الدعاء والرغبة في رؤية نتيجة الدعاء سريعًا يمنح النتائج العكسية، فهو سبب من أسباب موانع الدعاء.
يُمكن الاستدلال على ذلك من خلال الحديث النبويّ الشريف المرويّ عن أبي هريرة رضي الله عنه، والذي ينقل فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي” صحيح البخاري.
من خلال هذا الحديث الشريف يُمكننا إدراك ما كان النبي يدعونا إليه، وهو ملازمة العبد مناجاة ربه دون يأس، وهو ما يُمثل أدب من آداب الدعاء، فيظهر الإنسان بذلك نوع من الانقياد والاستسلام لقدرة الله تعالى.
امتلأت السُنة النبوية بالأحاديث التي يُمكننا الاستعانة بها لمعرفة ما هي موانع استجابة دعاء المعجزات حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله أو غيره من أدعية تحقيق الأمنيات، ومن بينها كان أن يستخدم المُسلم مأكله ومشربه وملبسه من الحرام، يُمكن الاستدلال على ذلك من خلال الحديث المرويّ عن الرسول على لسان أبي هريرة رضي الله عنه:
“أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: 51]، وقالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟!” صحيح مُسلم.
في حال كان الغرض من دعاء المعجزات حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله هو الإثم الكبير، أي أمر ما حرمه الله مثل قطيعة الرحم، فإن الله لن يقبل الدعوة، حيث إن ذلك من موانع الدعاء المعروفة.
الاستدلال على ذلك من خلال حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم الذي نقله عنه أبو سعيد الخدري، حينما قال: “ما من مسلِمٍ يَدعو، ليسَ بإثمٍ ولا بِقطيعةِ رَحِمٍ إلَّا أَعطَاه إِحدَى ثلاثٍ: إمَّا أن يُعَجِّلَ لهُ دَعوَتَهُ، وإمَّا أن يَدَّخِرَها لهُ في الآخرةِ، وإمَّا أن يَدْفَعَ عنهُ من السُّوءِ مِثْلَها قال: إذًا نُكثِرَ، قالَ: اللهُ أَكثَرُ”.
مع ملازمة ترديد دعاء المعجزات حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله يجب أن يقوم المُسلم بواجباته كاملة، فإن الانشغال بالدعاء قد يكون سبب لنتيجة غير مرغوبة، وهي إبعاد الدعوة عن الاستجابة، وقد جاء الدليل على ذلك في رواية حذيفة بن اليمان عن حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم:
“والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقابًا منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم” صحيح الترمذيّ.
يُحب الله -عز وجل- العبد الذي يدعوه وقلبه مليء باليقين بقدرته وعظمته، وليس من يدعوه وهو قلبه لاهِ غير حاضر وخاشع لله تعالى أثناء مناجاته، لذا فإن غفلة القلب قد تكون سببًا في عدم قبول الله الدعاء من عبده.
اقرأ أيضًا: الدعاء المعجزة للرزق بالذرية الصالحة
هناك العديد من الأدعية التي يُمكن الاستعانة بها بجانب دعاء المعجزات حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله لطلب تحقيق الأمنيات من الله لما لها من فضل كبير في إبعاد شرور الدُنيا عن المُسلم الداعي، فهي بمثابة بديل لدعاء المعجزات.
إن الله يستطيع أن يقول لحلمك في الحياة كُن فيكون، لكنّه سبحان وتعالى دائمًا ما يختار الواقع الأفضل لعباده، وهو ما يجب على العبد المُسلم التيقن منه دون جزع.
أحدث التعليقات