دعاء الصائم عند الإفطار هل هو مستجاب؟

يتساءل العديد من المسلمين حول مدى صحة دعاء الصائم عند الإفطار وأنه لا يُرد. يجسد شهر رمضان المبارك فترة مميزة ينتظرها المسلمون كل عام، فهو يُعتبر أشهر الشهور حيث تُغفر الذنوب وتُستجاب الدعوات، وتُفتح أبواب الجنة وتُغلق أبواب النار. لذا، فإن استثمار هذا الوقت في التقرب إلى الله عز وجل يعد أمرًا ضرورياً، وفي هذا المقال نبحث فيما إذا كانت دعوة الصائم مستجابة.

دعاء الصائم عند الإفطار: هل هو بلا مردود؟

روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم: الصَّائمُ حتَّى يُفطرَ، والإمامُ العادلُ، ودعوةُ المظلومِ، يرفعُها اللهُ فوق الغمامِ وتُفتَّحُ لها أبوابَ السَّماءِ، ويقولُ الربُّ وعزَّتي لأنصُرنَّك ولو بعد حين”.

يُعتبر دعاء الصائم مستجابًا أثناء فترة صيامه، حتى وقت الإفطار، وليس بعده. وقد أجاب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على استفسار يتعلق بوقت استجابة دعاء الصائم، موضحًا أنه يكون عند الغروب، حيث يشعر العبد بالتذلل لله عز وجل لكونه صائمًا، مما يجعله من أسباب استجابة الدعاء. أما بعد الإفطار، فإن النفس تكون قد ارتاحت وقد يغفل العبد عن الدعاء.

وقد وردت العديد من الأحاديث التي تؤكد فضل دعاء الصائم، منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ للهِ تعالى عند كلِّ فطرٍ عُتَقاءَ من النارِ، وذلك في كلِّ ليلة”.

يجب على المسلم أن يحافظ على الدعاء خلال فترة صيامه، وخاصة عند الإفطار، حيث يُدعى بما يشاء من الرحمة والمغفرة، وينبغي أن يكون دعاؤه يشمل أموراً دنيوية مثل الرزق، والمال، والصحة، والبركة في الأبناء.

هل الدعاء في رمضان مستجاب؟

في شهر رمضان المبارك، يصل الصائم إلى حالة من الطمأنينة النفسية، ويتقرب إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة، مُلتزمًا بأوامر الله واجتناب نواهيه، بزيادة إلحاحه في الدعاء وتيقنه من الإجابة.

فشهر رمضان هو بمثابة الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وهو فضل عظيم من الله عز وجل على عباده المسلمين. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا جاء رمضانُ فُتِّحَتْ أبوابُ الرحمةِ، وغُلِّقَتْ أبوابُ جهنَّمَ، وسُلسِلَتِ الشياطينُ”.

لذا، ينبغي على كل مسلم استغلال أوقات هذا الشهر الكريم بكثرة الدعاء، سائلين الله الرحمة والمغفرة والعتق من النار، مع أهمية التركيز على الدعاء في أوقات قيام الليل، وبين الأذان والإقامة وغيرها من الأوقات المباركة.

كما يُستحسن الإكثار من الدعاء أثناء الصلاة، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاء في وقت السجود، حيث قال: “أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ”.

آداب الدعاء المستجاب في شهر رمضان

توجد آداب للدعاء في الإسلام يجب على المسلم الالتزام بها، خاصة في شهر رمضان، ومنها:

  • عقد النية الصادقة.
  • البدء بحمد الله والثناء عليه، والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلمواختتام الدعاء بذلك لضمان الإجابة.
  • الإلحاح في الدعاء وعدم التسرع.
  • البدء بالدعاء لنفسه أولاً، ثم للأهل والأحباب.
  • اليقين في استجابة الدعاء.
  • التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى.
  • تجنب الدعاء بالشر، بل يُفضل أن يكون الدعاء بالخير.
  • الطهارة قبل الدعاء، ويُفضل الوضوء.
  • رفع اليدين عند الدعاء واستقبال القبلة.
  • الإكثار من الدعاء في أوقات الاستجابة.
  • لا يُشرك المؤمِن مع الله في الدعاء، بل يتوجه إليه وحده.

ختامًا، لقد عرضنا مفهوم دعاء الصائم عند الإفطار وبيّنا حالة استجابته. ينبغي على المسلم الإكثار من الدعاء خلال شهر رمضان، والتقرب إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة.

Published
Categorized as أدعية مكتوبة