ترديد دعاء الستر من الفضيحة للمرأة هو أمر يجب على كل مُسلمة مُذنبة تائبة إلى الله تعالى القيام به، مع مراعاة ألا تكون مُعتمدة على رصيدها من الستر عند ربها، حيث يُمكن أن ينفذ هذا الرصيد في أي وقت ويفضح الله أمرها، وبواسطة موقع سوبر بابا نُعرِفُك على الصيغ المُمكنة لدعاء الستر من الفضائح الدُنيوية.
إذا قامت المرأة بارتكاب ذنبٍ ما وكانت نادمة على فعلتها فإن أول ما ينبغي عليها القيام به هو التوبة عن هذا الذنب، واللجوء إلى الله تعالى في أسرع وقت لطلب المغفرة والستر منه، طالما أنها تابت وندمت على فعلتها.
اقرأ أيضًا: فضل دعاء استودعكم الله الذي
خوف المُسلم من إفشاء ذنبِه بين الناس يكاد أن يقتله، ومن رحمة الله بعباده أن جعل لهم فرصة الدعاء لإزالة الشعور بالخوف من كشف الستر، والقلق حيال ذلك، فيبعث الطمأنينة في القلوب، والسكينة في النفوس.
لن يقبل الله دعاء الستر من الفضيحة للمرأة إلا بعد أن تتوب التوبة النصوحة، وهو ما يُحتم عليها مناجاة الله والتذلل له من أجل نيل رِضاه ومغفرته ورحمته، لذا قدمنا فيما يلي أجمل ما قيل في مناجاة الله لطلب مغفرته وستره ومساعدته على التوبة النصوحة التي لا رجعة بعدها إلى الذنب:
قد يعتقد المرء أن مناجاة الله بدعاء الستر من الفضيحة للمرأة غير جائز، وكأنه أمر لله -سبحانه وتعالى- بعدم الإفصاح عن الذنب، لكنه لا يسير على هذا النحو، حيث لا حرج في أن يقول المُذنب “اللهم لا تفضحني”.
لكن يُمكن اللجوء إلى الصيغة الأفضل لدعاء ستر الفضيحة، وهي “اللهُم اغفر لي” فإن المغفرة تشمل معنى الستر والتجاوز عن الذنب، وهو ما يمنح نفس المعنى الذي يشمله دعاء الستر من الفضيحة بل وأعمّ منه.
حيث يُستحب أن يستخدم العبد الأدعية الواردة في الكتاب والسُنة، فهي التي تحوي بين طياتها خيرات الدُنيا والآخرة معًا.
جاء رسولنا الكريم بالحُجة التي تؤكد لنا جواز الدعاء بستر الفضيحة، ونُقِلت إلينا في رواية عبد الله بن مسعود: “ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أعْجَبَهُ إلَيْهِ، فَيَدْعُو” صحيح البخاري.
اقرأ أيضًا: دعاء الحفظ من كل مكروه
إنّ الأصل في الدين الإسلامي أن الله يُحب الستر لعبده، لكنّ أحيانًا يكون كشف الستر عنه لحِكمة بالغة لا يعلمها إلا هو -عز وجل- وأيضًا هناك عِدة أسباب وضعها -سبحانه وتعالى- بمثابة المقاييس التي يعرف من خلالها ما إذا كان العبد يستحق الستر أم لا.
إنها واحدة من أسوأ السلوكيات التي قد يقوم بها المُسلم، ويُبيّن من خلالها أنه لا يستحق الستر، فهو لا يحترم أي شخص من حوله، ولا يجد أدنى مشكلة في كشف ما ارتكبه من معصية، وقد أكدّ رسولنا الكريم على أن الله سيعفو عن الجميع إلا المُجاهرين بالمعصية.
لا يُعني ذلك أن كل من عصى الله لكن لم يجهر بالمعصية أن ميزانُه خالي من الذنوب، وإنما المقصود من العفو أن عرضه مصون وكرامته محفوظة، فلا يؤذَى من أي شخص حوله، وقد أوضح النبي -صلى الله عليه وسلم- صورًا عِدة للمجاهرة.
من أبرزها المجاهرة بعمل المنكر أمام الناس، على الرغم من أنه قد ارتكبه بعيدًا عن أعينهم وقد ستره الله تعالى، لكنّه يذهب ويُخبرهم بنفسه عما ارتكب، وهي أوضح صور ذنب المُجاهرة.
جدير بالمعرفة أن المُجاهرة لا تشترط قيام المُذنب بالشيء في الخفاء ثم إخبار الناس به بعد ذلك، لكن يشمل مفهوم المجاهرة أيضًا قيامه بالمنكر أمام الناس دون استحياء منهم أو من الله عز وجل؛ لِما يُشير ذلك من استخفافه بالله وعباده.
لا يُحب الله كل إنسان متكبر، فهو الذي يصر على ارتكاب الذنب رغم معرفته التامة بأنها غير جائز.
في بعض الأحيان يكشف الله ستر عبدًا من عباده ليكون عِبرة لمن حوله من مُرتكبي الذنوب، فيخافون من أن يحدث ذلك معهم، ويتوبون عن فعلتهم، والله أعلم.
كثيرًا ما يتردد هذا التساؤل على بال المُسلم، ما إذا كان كشف الله ستره عن العبد العاصي بهدف تطهيره من الذنوب؟ أم أنه بمثابة عقاب على ما ارتكبه؟
إنّ الستر هو الرابط الذي يحافظ على بُنيان الأُمة وكيانها، وأخلاق شعبِها، لذلك يُحب الله الستر ومن يلتزم به، حيث ينهي الملائكة الكاتبين عن كتابة ذنوب العبد لمدة مُحددة عينها هو حتى يمنحه فرصة التوبة والرجوع عما فعله بالاستغفار.
أمّا سبب الكشف عن ستر العاصي فإنه غالبًا ما يتمثل في استهانة العبد بارتكاب الذنوب، وتكرارها أكثر من مرة، ونظرًا لأن الله لا يُحب لعباده إلا الخير فهو يكشف عن ستره حتى لا يسيطر عليه الشيطان، فإن ستره في كل مرة يعتاد المعصية، وهو لا يرغب في أن يكون حسابه عسيرًا.
جاء الدليل على ذلك في فتوى أطلقها الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حينما قال إن الكشف عن الستر يحدث بعد تكرار الذنب مرات كثيرة، قائلًا: “رفع أمر سارقًا إلى سيدنا عليّ -رضى الله عنه- فقالوا له: «إنها أول مرة يسرق فيها وما فعلها من قبل»، فرد عليهم: لا يفضحه الله من أول مرة“.
اقرأ أيضًا: دعاء الخوف من شخص شرير
إنّ طبيعة البشر تُشير إلى أن الإنسان خطّاء، ولا يوجد بني آدم ليس له خطأ لا يُحب أن يكشف الله ستره عنه، لذلك عُدّ الستر على الناس أحد المبادئ الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها كُل مسلم ومُسلمة.
ما يغفل عنه الكثيرون هو أن للستر أفضال عديدة؛ لِما فيه من حفظ لعورات المُسلمين، وهو تحديدًا ما يُزيد المحبة والأخوّة بينهم، وبالفعل كانت تلك هي رسالة النبيّ وهدفه من نشر الإسلام، فعُرِف المؤمن على أنه الشخص الذي لا يهتك العِرض ويفضح صاحبه، وإنما الذي ينصح المُذنِب ويستره.
يُمكن الاستدلال على أن الستر هو أحد الأخلاق الحميدة التي تحلى بها النبي صلى الله عليه وسلم، ويجب أن نقتدي به فيها من خلال الأحاديث الشريفة التي نُقِلت عنه، ومن أبرزها الحديث الشريف المرويّ عن عائشة أم المؤمنين:
“كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم، إذا بلغَه عن الرجلِ الشيءَ، لم يقل: ما بالُ فلانٍ يقولُ، ولكن يقولُ: ما بالُ أقوامٍ يقولون كذا وكذا” صحيح أبي داود.
علاوةً على ذلك فإن هناك العديد من الأحاديث الشريفة التي جاءت في فضل الستر، ورويت عن أبي هريرة رضي الله عنه، وجاءت على النحو التالي:
كذلك يُعد الدعاء طريق التوبة، حيث إن الله لا يقبل دعاء المُذنب، بل يتطلب منه الأمر أن يتوب أولًا عن ذنبه، ثُمَّ يدعو الله تعالى، وفي النهاية فإن العابد الداعي هو الأحبّ إلى الله.
يأتي الدعاء في أولى مراتب العبادة والتقرب إلى الله، وهو أيضًا الوسيلة الأفضل على الإطلاق لطلب شيء ما منه سبحانه وتعالى.
أحدث التعليقات