دعاء الخوف من وقوع المصائب يحتاجه كل مُسلم ومُسلمة، فكلنا مُعرضون إلى المرور بأزمة أو ابتلاء، فإن الابتلاء هو جزء لا يتجزأ من الدُنيا، وقد كتبه الله على جميع خلقه، فلكل ابتلاء وقته وقدره المناسب، لكنّ في كثير من الأحيان يكون الدعاء مُغيّر الأقدار، لذا ومن خلال موقع سوبر بابا نعرض الأدعية التي يُمكن الاستعانة بها لإبعاد المصائب بقدر المُستطاع.
إذا تملّك شعور الخوف من الإنسان فإنه بإمكانه أن يدمر حياته بأكملها، بل يُمكن أن يتحول الوضع إلى الأسوأ ويتفاقم تدهور حالته النفسية، لذا لا بُد من الاستعانة بدعاء الخوف من وقوع المصائب في كل وقت يشعر به بذلك.
اقرأ أيضًا: دعاء الخوف من شخص شرير
إذا رددت دعاء الخوف من وقوع المصائب لكن قدّر لك أن تمرّ بها احرص على ألا تيأس من الدعاء، وتأكد من أن رحمة الله واسعة تفيض لك ولكل العباد، وأنه لن ينساك مهما حدث لك.
بل يجب أن تتقرب منه بشكل أكبر.. فأنت الذي تكون في حاجته تلك الفترة، وفي كل مرة تقترب منه فأنت تقترب من حل المشكلة وزوال الهم عنك، فقط احرص على مناجاته بدعاء رفع البلاء والمصيبة.
إذا وقعت مصيبة عليك لا يكون أمامك ملجأ سوى الله -عز وجل- فتبدأ في التقرب منه مع استخدام سلاحك الأفضل على الإطلاق، وهو الدعاء.
السلاح الذي يُخلصك من كل هم وغم دون مجهود يُذكر، وفيما يلي أكثر من دعاء يُمكن ترديده بعد دعاء الخوف من وقوع المصائب لطلب الصبر من الله تعالى، والقوة الكافية التي تحتاجها لتجاوز الأمر الصعب.
اقرأ أيضًا: دعاء الخوف من حدوث شيء
أحيانًا نتعرض إلى ما لا يُمكن احتماله من المصائب والابتلاءات، والتي قد تفوق قدرتنا على الصبر والتخطي، حتى دعاء الخوف من وقوع المصائب الأخرى نقوله ونحن متعبون مما نمر به، فتمر علينا لحظات قد يقل فيها إيماننا بالله دون قصد منّا.
في تلك الحالة يجب أن نذكّر أنفسنا طوال الوقت بالأجر الذي سنحصل عليه جراء تحمل الابتلاء أو المصيبة التي تسببت في شعورنا بالحزن، فإن الله لا يُضيّع ألم وحُزن عباده هباءً، حيث تمثلت أفضال الأجر فيما يلي:
إنَّ الصبر يجعل من العبد شخص أحبّ إلى الله أكثر مما كان عليه سابقًا، فيشعر بوجود الله -عز وجل- حوله في كل وقت، وهو أيضًا يكون في حاجة شديدة إليه في كل دقيقة تمرّ عليه، وقد جاء الدليل على ذلك واضحًا في الآية 153 من سورة البقرة في قوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ“.
يُمثّل الصبر أحد الصفات التي يتميّز بها المؤمنين دونًا عن غيرهم، مصداقًا لِما جاء في رواية عن النبي على لسان صهيب بن سنان الرومي: “عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له” صحيح مسلم.
على الرغم من مناجاة الله بدعاء الخوف من وقوع المصائب، إلا أنه في بعض الأحيان يكون الابتلاء قدرٌ محتوم علينا، لا بُد لنا أن نمر به، وهو ما يفعله الله لحكمةٍ بالغة قد لا نعرفها طوال حياتنا، لكن في المقابل فهو يدّخر لنا الرزق والعوض بالخير كُله.
يحدث ذلك في حال كان الصابر عابد خاشع لله، متيقنًا بأن ما يمر به من ابتلاء هو أفضل شيء يُمكن أن يمر به، مسلمًا أمره كله لله، وذلك بناءً على ما جاء في السُنة النبوية الشريفة حينما روت أم سلمة أم المؤمنين قول النبي صلى الله عليه وسلم:
“ما مِن مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيَقولُ ما أمَرَهُ اللَّهُ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156]، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وأَخْلِفْ لي خَيْرًا مِنْها، إلَّا أخْلَفَ اللَّهُ له خَيْرًا مِنْها“ صحيح مُسلم.
جاءت عِدة آيات قرآنية تُشير إلى أن الله -سبحانه وتعالى- يُبشر الصابرين بالخير والرزق والجزاء العظيم، ومن أبرزها الآية 155-157 من سورة البقرة في قوله تعالى:
“وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ“.
إنّ العبد الصابر هو أحبّ العباد إلى الله تعالى، ولا يوجد طموحًا أعظم من نيل محبة الله، وقد جاء الدليل على ذلك في قوله تعالى: “وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ“ الآية 146 من سورة آل عمران، وبناءً على تلك المحبة يرى العبد الكثير من الخير في حياته وآخرته.
وعد الله الصابرين في كتابِه الحكيم أنه سيمنحهم أجرهم دون حساب، فينزل عليهم كالماء المنهمر بغير مقدار ولا عدّ، وهو ما يُشير إلى عظمة فضل الصبر عند الله عز وجل، وقد جاء الدليل على ذلك في قوله تعالى: “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ“ الآية 10 من سورة الزمر.
مع العلم أن الله يُضاعف لهم أجرهم العظيم، ويُمكن الاستدلال على ذلك من خلال قوله تعالى:
يعتبر الله الصابرين على أنهم من الفئات التي تستحق الحياة الأبدية في النعيم، لذا أعدّهم من الفائزين في الآخرة، وأعظم فوز هو دخول الجنة، والله أعلم، لكنّ نقول ذلك مصداقًا لقوله تعالى: “إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ“ الآية 111 من سورة المؤمنون.
هناك الكثير ممن لا يرددون دعاء الخوف من وقوع المصائب خوفًا من أن يكون ذلك تمثيلًا لسوء الظن بالله، لذا جدير بالذكر أن الخوف داخل الإنسان هو شعور طبيعي للغاية، وهو ما يُعرف باسم الخوف الجبلي.
الخوف الذي مرّ به أغلب الأنبياء، فكان يخاف موسى من بطش فرعون وجنودِه، وقد فرّ منهم، وعلى الرغم من أنه كان مدعمًا من عند الله -سبحانه وتعالى- بمعجزة إلهية، إلا أنه خاف عندما ألقى السحرة حبالهم وعصيهم.
لذا فإنه لا حرج في ترديد دعاء الخوف من التعرض للمصائب والشعور بهذا الأمر، ولا يُعد سوء ظن بالله، وإنما هو شعور إنساني بثه الله في قلوب مخلوقاته جميعًا، ويُمكن الاستدلال على ذلك بمعرفة الأحاديث الشريفة التي أشارت إلى أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يتعوّذ من المصائب وشرها، ومن أبرزها:
رواه أبو هريرة: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِن جَهْدِ البَلَاءِ، ودَرَكِ الشَّقَاءِ، وسُوءِ القَضَاءِ، وشَمَاتَةِ الأعْدَاءِ” صحيح البخاري.
أمّا الخوف المبنيّ على التشاؤم فلا، حيث عدّه النبي سوء ظن بالله وأكد على ذلك في سُنته الشريفة، وقد احتوت الشريعة الإسلامية على الأمر بحُسن الظن بالله.
إذا كان المقصود هو الخوف الجبلي لكن بشكل مفرط، وهو الشكل الذي يكون فيه الخوف مسيطر على العقل والقلب، فإنها من وساوس الشيطان الرجيم.
اقرأ أيضًا: دعاء الخوف من المجهول
يُمكن للمُسلم قول دعاء الخوف من وقوع المصائب في كل وقت وحين، دون القلق من أن يكون ذلك سببًا في جذبها، فهي مقولة شائعة غير صحيحة، لكن جدير بالمعرفة أن العبد قد يُعاقب على سوء ظنِه بالله وتقع عليه المصيبة إذا كان خوفه نابعًا عن التشاؤم.
لذا يجب الامتثال لتعاليم الدين الإسلامي، وحُسن الظن بالله، مصداقًا لِما جاء في رواية أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
“أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت، فقال: كيف تجدك؟ قال: أرجو الله -يا رسول الله- وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف” صحيح الترمذيّ.
على المُسلم أن يتذكر طوال الوقت أننا في دار الدُنيا وهي دار البلاء والشقاء، ولا وسيلة غير دعاء الخوف من وقوع المصائب سيهدئ بالنا ويبث الطمأنينة في أنفسنا.
أحدث التعليقات