نهتم بمعرفة دعاء الخوف من غضب الله وترديده نظرًا لأن الإنسان كثيرًا ما يقع في الزلات التي قد لا يُدرك كونها شيء يُغضب الله تعالى، ومن رحمة الله بنا وكرمه علينا أنه منحنا السُبل التي نستطيع اللجوء إليها للتكفير عن تلك الأخطاء بشكل منتظم، حتى لا تتراكم ويحلّ غضب الله علينا، ومن خلال موقع سوبر بابا نذكر أفضل الأدعية لتجنب غضب الله سبحانه وتعالى.
يسعى جميع المسلمين إلى نيل رضا الله بكل الطرق، لكن في بعض الأحيان قد يقوم المسلم بأفعال تُغضب الله تعالى، وفي هذا الوقت ما يكون عليه سوى المسارعة إلى التوبة، وتعويض الخطأ بالعبادات والطاعات.
فإن طاعة الله وعبادته من أعظم ما يُمكن للمسلم فعله للحصول على رضا الله في الدنيا وجنته في الآخرة، وفي هذا الحين نجده متجهًا إلى دعاء الخوف من غضب الله، يُردده كثيرًا آملًا في الغفران والرضا، وفيما يلي عدة صيغ لدعاء تجنب غضب الله.
اقرأ أيضًا: أدعية التوبة النصوحة من الكبائر
إن الخوف لهو شعور إنساني مألوف أن يسيطر على الإنسان في أحد مراحل حياته، فيمر المُسلم بالكثير من المواقف ويواجه العديد من الصراعات التي قد تجعله خائف من وقوع شيء سيء له، وفي تلك الحالة ما يكون عليه سوى التقرّب إلى الله والاستعانة بالأدعية التي تخلص من الشعور بالخوف.
اقرأ أيضًا: دعاء اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض
على الرغم من معرفتنا التامة أن الأمر كله بيد الله، إلا أننا في بعض الأحيان يعترينا الخوف بشأن المرض، فإن تلك الفكرة يمكنها تدمير حياة إنسان إذا سيطرت على عقله، وفي هذا الوقت يكون الدعاء بصرف الخوف عن النفس هو السبيل الأمثل لبث السكينة في النفس.
اقرأ أيضًا: دعاء التوبة من العادة السرية
إن دعاء الخوف من غضب لله لا يُغني عن الأعمال الصالحة التي يجب أن يقوم بها العبد المُسلم لإطفاء غضب ربّه عليه، فأتاح الله لنا العديد من الأبواب التي تمنحنا فرصة التوبة ونيل الثواب العظيم، ومن أبرزها:
إن أفضل طريق يُمكن للمُسلم المُخطئ أن يتبعه إضافة إلى دعاء الخوف من غضب الله هو أن يصوم أيامًا كثيرة، فإن الصيام يعود عليه بالفائدة في التخلص من الذنوب، ومن جانب آخر فهو يُعيق ارتكابه الذنوب والمُحرمات.
إن التصدّق سرًا من أفضل الطرق التي قد يتبعها المُسلم لنيل رضا الله في الدنيا والآخرة، لذا فإنه الفعل الذي يجب القيام به بجانب قول دعاء الخوف من غضب الله، وفي الوقت ذاته فإن الصدقة من أجلّ العبادات عند الله تعالى، وقد ثبتت تلك الأقوال في حديث مرويّ عن النبي على لسان كعب بن عُجرة:
“أعيذُكَ باللَّهِ يا كعبُ بنَ عُجرةَ من أمراءَ يَكونونَ من بعدي فمن غشِيَ أبوابَهم فصدَّقَهم في كذبِهم وأعانَهم على ظُلمِهم فليسَ منِّي ولستُ منهُ ولا يرِدُ عليَّ الحوضَ ومن غشيَ أبوابَهم أو لم يغشَ ولم يصدِّقهم في كذبِهم ولم يُعِنهم على ظلمِهم فَهوَ منِّي وأنا منهُ وسيَرِدُ عليَّ الحوضَ يا كعبُ بنَ عُجرةَ الصَّلاةُ برهانٌ والصَّومُ جنَّةٌ حصينةٌ والصَّدَقةُ تطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النَّارَ يا كعبُ بنَ عُجرةَ إنَّهُ لا يربو لحمٌ نبتَ من سحتٍ إلَّا كانتِ النَّارُ أولى بِهِ“ صحيح الترمذي.
إن الوقوع في الأخطاء هي طبيعة البشر، ومن أفضل الطرق التي يُمكن للمُسلم اللجوء إليها في أي وقت وأي مكان استغفار الله والتوبة الصادقة إليه، وقد جاءت العديد من الأدلة المُشيرة إلى أن التوبة والاستغفار لهما علاقة بالفلاح في الدنيا، وقد جاء الدليل على ذلك في كتاب الذِكر الحكيم، فقال الله تعالى:
“وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ“ الآية 135 من سورة آل عمران، كما جاء فضل التوبة في قوله تعالى: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ“ الآية 31 من سورة النور.
من المعروف أن برّ الوالدين من أهم ما حثنا الدين الإسلامي عليه، على أن يكون البر شاملًا الإحسان إليهما والعطف عليهما، وتقديم الرعاية لهما خاصةً عند بلوغ الكِبر، وكل ذلك يكون في ميزان حسنات الابن أو الابنة، ومن أسباب توفيقه في الحياة.
كما أن بر الوالدين من شأنه جعل دعاء الابن مُستجاب، وكذلك يحدث العكس إن لم يبرهما.. تكون دعوته بعيدة عن الاستجابة تمامًا، بل وتجلب له الغضب من الله، لذا لا بُد من الربط بين برّ الوالدين وتجنب غضب الله.
إن الصلاة في جوف الليل تُمثل أحبّ النوافل إلى الله تعالى، وقد اعتُبرت على أنها واحدة من سُبل تكفير الذنوب ونيل رضا الله، وبالتالي إزالة الخوف من غضب الله، ومن ناحية أخرى فإن المُسلم يحصل على أجر قيام الليل، وذلك حينما يؤدي صلاة النافلة بعد صلاة العشاء أو عند الاستيقاظ في الثلث الأخير من الليل.
جاء الدليل على ذلك في قوله تعالى: “تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” الآية 16-17 من سورة السجدة.
إن تلك العبادة تكون سببًا في تكفير ذنوب وخطايا العبد المُسلم ودفع البلاء عنه، والذي قد يتمثل في حلول غضب الله عليه، حيث إن عدم الامتثال لأوامر الله والابتعاد عن نواهيه حتمًا يُزيد من نسبة ارتكاب المعاصي والآثام، وبالتالي يحل غضب الله على عباده، في حين أن العبد الذي يحاول إصلاح نفسه هو الأحب عند الله.
سواء كنت تردد دعاء الخوف من غضب الله أو تقوم بالأعمال الصالحة التي تمنحك نفس النتيجة، فأنت تُجني الكثير من ثمرات الثواب التي تُجنبك غضبه، وهو ما سيكون له وقع الخير عليك وعلى حياتك الدنيا والآخرة.
أحدث التعليقات