دراسة حول ظاهرة العنف الجسدي الممارس ضد الأطفال

يواجه العديد من الأطفال تحديات متعلقة بالعنف الجسدي، ويعتبر الأطفال هم الأساس الذي يبنى عليه المجتمع. إن إساءة معاملة الطفل تُعتبر من العوامل الرئيسية المؤدية إلى العنف الجسدي، وقد أظهرت الأبحاث أن حوالي مليار طفل تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 12 عامًا يتعرضون للعنف سنويًا، وفقًا لموقع يسلط الضوء على العنف الجسدي ضد الأطفال.

العنف الجسدي ضد الأطفال

يُعد العنف الجسدي نوعًا من انتهاكات حقوق الإنسان، وقد أقرّت العديد من المنظمات الدولية بوجوده. وفيما يلي توضيح لذلك:

  • تنص اتفاقية حقوق الطفل بموجب المادة 19 من الأمم المتحدة على أن العنف ضد الأطفال يظهر بعدة أشكال تتركز حول نقاط مشتركة.
  • عرفت الأمم المتحدة في تقريرها الصادر عام 2006 العنف ضد الأطفال على أنه: أي شكل من أشكال العنف أو الأذى الجسدي أو النفسي، أو الإهمال بأنواعه، وسوء المعاملة، أو أي شكل من أشكال الاستغلال والإساءات الجنسية.
  • كما عرّفت منظمة الصحة العالمية في تقريرها لعام 2002 العنف بأنه: أي استخدام للقوى الجسدية بصورة متعمدة ضد الأطفال، سواء عبر التهديد أو الفعل من قبل فرد أو مجموعة، مما قد يؤدي إلى ضرر بصحة الطفل أو التأثير على نموه، أو تهديد حياته في بعض الحالات.

أسباب العنف ضد الأطفال

هناك عدة عوامل تسهم في زيادة احتمالية تعرض الأطفال للعنف الجسدي، وفيما يلي أبرز هذه العوامل:

  • الاضطرابات النفسية.
  • الإدمان: حيث تتعدد أنماط الإدمان، ولكنها تنتهي جميعها بنفس النتيجة المتمثلة في تدمير العقل وعدم الإدراك.
  • المشكلات الاقتصادية: يمثل انخفاض المستوى الاقتصادي أحد الأسباب الرئيسية للعنف ضد الأطفال، مما يؤدي إلى زيادة العنف في المجتمعات الفقيرة.
  • انخفاض مستوى التعليم: التعليم هو السبيل لبناء مجتمع آمن، وفي المناطق ذات المستويات التعليمية المنخفضة يزداد العنف الجسدي ضد الأطفال.
  • غياب الوعي: عدم إدراك المجتمعات للآثار السلبية الناجمة عن العنف يؤدي إلى تفشي تلك الظاهرة.
  • ضعف القوانين: عدم وجود قوانين تكفل حماية الأطفال يؤثر سلبًا على تفشي العنف ضدهم.
  • التصورات المجتمعية: استخدام أساليب خاطئة في التربية قد يؤدي إلى ترسيخ بعض العادات السلبية في المجتمع مثل العنف الجسدي والختان.
  • أساليب التربية: طرق التربية المتوارثة قد تؤدي إلى زيادة العنف ضد الأطفال، وهو أمر يتعارض مع تعاليم الدين.
  • وضعت منظمة الأمم المتحدة في خطة 2030 هدفًا يهدف إلى “إنهاء إساءة معاملة الأطفال، واستغلالهم، والاتجار بهم، وممارسة جميع أشكال العنف ضدهم وتعذيبهم”.

أنواع وآثار العنف ضد الأطفال

توجد أنواع متعددة من العنف ضد الأطفال، منها:

  • التنمر: يُعد التنمر أحد أشكال العنف ضد الأطفال، وقد أفادت منظمة اليونيسيف بأن واحدًا من بين كل ثلاثة أطفال يتعرضون للتنمر سنويًا.
  • العنف الجسدي: يشمل جميع أشكال الإيذاء الجسدي والعقاب سواء في المنزل، المدرسة، أو دور الأيتام.
  • العنف النفسي: يتضمن جميع أشكال التوبيخ، التهديد، والترهيب التي تؤثر سلبًا على الجوانب النفسية للطفل.
  • العنف الإلكتروني: يتمثل في التهديدات والمتابعة الإلكترونية.

أضرار العنف الأسري ضد الأطفال

ينتج عن العنف الجسدي العديد من الأضرار، من بينها:

  • الوفاة: يُعتبر القتل الخطأ، سواء باستخدام الأسلحة البيضاء أو النارية، أحد الأسباب الرئيسة للوفاة بين المراهقين.
  • تأثيره على النمو العقلي للطفل: تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن “التعرض للعنف في مراحل العمر المبكرة يمكن أن يضعف النمو العقلي ويؤثر على أجزاء أخرى من الجهاز العصبي والغدد الصماء، مما يؤدي إلى آثار حرجة مدى الحياة.”، كما أن العنف قد يؤثر سلبًا على الأداء الدراسي.
  • زيادة احتمالية تسرب الأطفال من التعليم.
  • تأثيره على سلوك الطفل: قد يصبح الطفل أكثر عدوانية وصعوبة في التعامل.
  • الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب وضغط الدم.
  • تأثيره على السلوك: قد يميل الطفل إلى الانطواء والعزلة، مما يضعف ثقته بنفسه.
  • الكدمات والجروح كآثار جسدية للعنف.
  • الاكتئاب.
  • التأتأة والتلعثم النفسي.
  • الصدمة النفسية.
  • الخوف النفسي.

في الختام، تناولنا في مقالنا هذا أهم أسباب العنف ضد الأطفال، وأنواعه، وآثاره النفسية والجسدية التي قد تدفع الأطفال للاحتياج إلى تدخل نفسي لتعزيز سلامتهم النفسية والاجتماعية.

Published
Categorized as أدب الطفل وقصصه