حكمت سلالة البطالمة (بالإنجليزية: Ptolemaic) مصر لفترة تقارب الثلاثة قرون، من حوالي 305 إلى 30 قبل الميلاد. وفي نهاية المطاف، انهارت الدولة أمام الغزوات الرومانية. ورغم فترة حكمهم الطويلة، لم يتبنى البطالمة الثقافة المصرية، بل اختاروا حياة الانعزال في مدينة الإسكندرية التي أصبحت عاصمتهم، واستمروا في ممارسة السلطة بدعم من الجمهورية الرومانية.
تولى حكم دولة البطالمة مصر أحفاد بطليموس حتى وفاة كليوباترا السابعة في عام 30 قبل الميلاد. خلال هذه الفترة، اعتبرت المملكة واحدة من أغنى وأقوى الممالك في العالم لعدة قرون. وامتازت أول 160 سنة من حكم البطالمة بفترة ازدهار ملحوظة، حيث تتوفر الأدلة الوثائقية والنصوص والأثرية التي تعود إلى عهد بطليموس الثاني فيلادلفوس، مما يدل على إعادة تنظيم شاملة للإدارة والاقتصاد. كما تشير النصوص القديمة إلى وجود إحصاء شامل للمملكة بغرض تسجيل مصادر المياه والموقع والجودة وكفاءة الري، بالإضافة إلى حالة الزراعة والمحاصيل وغيرها من العوامل.
بدأت فترة حكم البطالمة عندما أعلن بطليموس الأول سوتير، أحد تابعي الإسكندر الأكبر، أنه فرعون مصر. شكلت مملكة البطالمة دولة هيلينية قوية تمتد من جنوب سوريا شرقًا إلى مدينة قورينا غربًا، ومن الجنوب كانت حدودها تتجاور مع مدينة النوبة. أصبحت الإسكندرية مركزًا ثقافيًا وتجاريًا يونانيًا، واعتبر البطالمة أنفسهم خلفاء الفراعنة، مع الحفاظ على التقاليد المصرية القديمة في كل من اللباس والممارسات الدينية.
استمرت الثقافة الهلنستية في الازدهار في مصر حتى بعد الفتح الإسلامي. ولكن في نهاية المطاف، قوبل البطالمة بثورات من المصريين الأصليين نتيجةً للسياسات غير الشعبية، إلى جانب انخراطهم في حروب خارجية وحروب أهلية، مما أدى إلى تراجع المملكة وضمه إلى الإمبراطورية الرومانية.
أحدث التعليقات