تكون الأضحية واجبة على الشخص الذي تتوفر فيه مجموعة من الشروط المتفق عليها، وهي: الإسلام، والعقل، والحرية، والإقامة، والاستطاعة. ورغم وجود شروط أخرى تتباين فيها الآراء، مثل جواز الأضحية للمسافر أو الصغير، سنتناول تفاصيل هذه الشروط في الأقسام التالية:
أجمع الفقهاء على أن الشخص المُطالب بالأضحية يجب أن تتوفر فيه بعض الشروط، والتي نوضحها هنا:
تعددت آراء الفقهاء حول بعض الشروط الإضافية التي قد تتعلق بالمضحي، ومن هذه الشروط ما يلي:
تباينت آراء الفقهاء حول اشتراط البلوغ للمضحي، وفيما يلي توضيح لآرائهم:
إليك آراء الفقهاء حول شرط الإقامة:
اشترط المالكية أن يكون المضحي غير حاجٍ عندما يقدم على الأضحية، وهو شرط لم تشترطه المذاهب الأخرى، وذلك تخفيفًا عن الحاج، حيث أن صلاة العيد والأضحية غير واجبتين عليه.
لكي تُعتبر الأضحية صحيحة، تتطلب ثلاثة شروط، وهي كما يلي:
يشترط أن تكون هناك نيّة محددة لتقديم الأضحية؛ إذ قد تكون نيّة الذبح للحصول على اللحم، أو للوفاء بنذر، وما إلى ذلك. ولذا، ينبغي أن تتضح النيّة؛ وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلّم -: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى).
مكان النيّة هو القلب، وهي تكفي، لكن يُستحب النطق بها أيضًا. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الشرط متفق عليه بين أئمة المذاهب الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة.
تتطلب الأضحية أن تقارن النيّة فعل الذبح نفسه، أو أن يتم تحديدها قبل الذبح، مثل تحديد النيّة عند شراء الأضحية أو فصلها عن القطيع.
في حالة الاشتراك بأضحية تكفي لأكثر من شخص، مثل البقرة أو الإبل، يجب أن ينوي المشتركون جميعهم التقرب إلى الله، بغض النظر عن اختلاف نياتهم. حيث لا يجوز الاشتراك مع من يقصد الحصول على اللحم فقط. بينما الحنفية والمالكية يعتبرون هذا مشروطًا، فإن الشافعية والحنابلة يجتمعون على جواز الاشتراك رغم اختلاف نيات المشاركين.
تأتي أهمية الأضحية في كونها إحدى الشعائر الإسلامية التي تعزز التكافل الاجتماعي بين الناس، حيث يتبادل الناس لحوم الأضاحي ويتصدقون بها، مما يعزز أجواء الفرح والسعادة خلال عيد الأضحى. فتسهم الأضحية في تعديل الفوارق الاجتماعية، حيث لا يشعر الفقير بالنقص، ويستمتع الغني مع الجميع.
وتمثل السنة النبوية تجاه هذه الشعيرة، فقد ضحى النبي – صلى الله عليه وسلّم – بكبشين؛ واحد لنفسه والآخر لفقراء الأمة، كما ورد عن جابر بن عبدالله – رضي الله عنه – أن النبي قال: (ذبح النبي صلى الله عليه وسلم يوم الذبح كبشين أقرنين أملحين موجئين). وعند توجّهه لأداء الذبح قال: (إني وجّهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض على ملة إبراهيم حنيفاً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين. اللهم منك ولك، عن محمد وأمته، باسم الله والله أكبر، ثم ذبح).
أحدث التعليقات