خصائص شعر صفي الدين الحلي والفترة الزمنية التي تميز فيها

ما هي السمات التي تميز شعر صفي الدين الحلي؟ وما هو السياق التاريخي الذي تألق فيه؟ يُعتبر صفي الدين الحلي من أبرز الشعراء العرب الذين أسهموا بشكل كبير في الأدب العربي، حيث نظم العديد من القصائد باللغة العربية الفصحى. من خلال هذه المقالة، سنستعرض أهم السمات التي تتصف بها أشعار صفي الدين الحلي، بالإضافة إلى الفترة الزمنية التي عاش فيها.

سمات شعر صفي الدين الحلي

ينتمي الشاعر صفي الدين الحلي إلى مدينة الحلة الواقعة بين الكوفة وبغداد في العراق. وقد كان من الشعراء المتميزين في عصره، إذ كان شغوفًا بالمذهب الشيعي الذي تجلى في أشعاره، بينما أظهر أيضًا تقديره للصحابة من خلال قصائد تُعبر عن مديحهم.

رغم تميزه في كل من الشعر والنثر، إلا أن إبداعه في الشعر ألقى بظلاله بسبب خصائصه الفنية واللغوية المميزة. ومن أبرز السمات التي يمكن رصدها في شعر صفي الدين الحلي:

  • طغى على شعره موضوع المدح، حيث أبدع في مدح ملوك الأرتقيين، وملوك حماة، والناصر قلاوون، وعلاء الدين بن الأثير، مع التركيز على صفات الكرم والشجاعة وغيرها من الفضائل.
  • ظهرت فيه المبالغة الواضحة في المدح، كما يتجلى في قصيدته المميزة التي مدح فيها الملك الصالح بن الملك المنصور الأرتقي، حيث قال في مطلعها:

ما هبت الريح إلا هزني الطرب        إذ كان للقلب في مر الصبا أرب

  • على الرغم من انتمائه الشيعي، فقد كتب العديد من القصائد التي تمدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعبر عن الاستغفار والدعاء بالعفو، كما في قوله عند زيارته للمدينة المنورة:

بكم يهتدي، يا نبي الهدى        ولي إلى حبكم ينتسب

به يكسب الأجر في بعثه        ويخلص من هول ما يكتسب

وقد أم نحوك مستشفعاً       الى الله، مما إليه نسب

  • تتواجد في شعر صفي الدين الحلي مجموعة من قصائد الغزل التي تتراوح بين العفة والانغماس في الشهوات، متأثرًا بأسلوب الشعراء المجاف والجرحى، وقد انتقد الشاعر ابن حجاج تلك القصائد التي تفرط في وصف الجسد بشكل مبتذل. ومن أرقى الأبيات الغزلية العفيفة:

يا ضعيف الجفون أضعفت قلباً        كان قبل الهوى قويا مليا

لا تحارب بناظريك فؤادي             فضعيفان يغلبان قويا

  • تميز شعره بالذوق الرفيع والإبداع في التصوير، حيث وصف الحدائق والمروج، ومباهج القصور، ومجالس اللهو والشراب، بالإضافة إلى الحيوانات والطيور، والغناء ووسائل الطرب.
  • استخدم صفي الدين الحلي ألفاظًا سهلة وصورًا واضحة في وصفه.
  • برزت قدراته في فن الرثاء، كما يتجلى في قصيدته التي تتكون من 30 بيتاً وتعبر عن مشاعر الحزن والأسى، حيث قال:

كان الزمان بلقياكم يمنينا       وحادث الدهر بالتفريق يثنينا

فعندما صدقت فيكم أمانينا      أضحى التنائي بديلاً من تدانينا

وناب عن طيب لقيانا تجافينا

  • تضمن شعره العديد من الأبيات التي تتناول الأدب والحكم، وكذلك مفاهيم التقشف والزهد في هذه الحياة.
  • يمكن أن نلحظ أن شعر صفي الدين يتنوع بين القصائد الصادقة والنابعة من الفطرة، وبين ما يغلب عليه التكلف والمبالغة.

العصر الذي بزغ فيه صفي الدين

ويجدر بالذكر أن صفي الدين الحلي قد تألق في الفترة التي تلت غزو المغول لمدينة بغداد وتدمير الخلافة العباسية في تلك الحقبة.

أجمل الاقتباسات من قصائد صفي الدين

تحتوي قصائد صفي الدين على العديد من الأبيات التي تُعتبر من أجمل اقتباساته، ومنها:

  • فإذا العزول رأى جمالكَ قال لي: عجبًا لقلبك كيف لا يتمزقُ
  • لا يَحسُنُ الحلمُ إلا في مواطنه ولا يليق الوفا إلا لمن شَكَرا
  • أمست تُعاطيني المُدامَ وبيننا عتبٌ غنيت به عن الصهباء
  • إنّي تركت الناسَ حين وَجدتُهُ ترك التميم في وجود الماء

يُعتبر صفي الدين الحلي من رواد فن البديعيات، حيث نظم العديد من الدواوين والقصائد التي تناولت مدح الملوك، والغزل العفيف والفاضح، فضلًا عن الرثاء والحكم، ومعروف بقصائده المُتعلقة بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم.

Published
Categorized as معلومات عامة