حوار بين مصلي وغير مصلي قد يؤتي ثماره نحو المواظبة على الصلاة، فهي عماد الدين، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، ولذلك فإن مثل هذا الحوار قد يجعل تارك الصلاة يُعيد تفكيره مرة أخرى خاصّةً إذا صدر الحوار عن شخص فاهم للعقيدة والدين بشكل صحيح.. هذا ما نتناوله من خلال موقع سوبر بابا.
إنّ لغة الحوار لغة جميلة، تدل على نفسٍ سوية وعقل سليم، لذا فإن الحوار له أهمية كبيرة خاصة عندما يكون من أهله، وموضوع كالصّلاة فإنّ الحديث عنه نافعًا، خاصّة عندما يكون صادرًا من القلب بين الأب وابنه.
الأب: هيا يا ولدي فقد أذّن العصر، هيا بنا إلى المسجد سويًا.
الابن: اذهب أنت يا والدي فأنا لازلت صغيرًا وأمامي عمرُ طويلُ لأُصلّي فيه.
الأب: لقد أصبحت الآن في سن التكليف يا ولدي، ومن ثَم وجب عليك الصلاة، فإنها فرض على كل مسلم بالغ عاقل وكل من طابق عليه هذا فهي فرض عليه، والله -عز وجل- لن يساوي بين مصلي وغير مصلي.
الابن: ومن أين تعرف أنها فرض يا أبي؟
الأب: من القرآن والسنة، فكل أمر نتأكد منه عن طريقهما.
اقرأ أيضًا: حوار بين الأم وابنتها عن الصلاة قصير
حينما يكون الأب مُصليًا والابن غير مُصليًا فإن الحوار بينهما يأتي بثماره، لأن الأب يسعى إلى ترسيخ الأحكام الدينية في ذهن ولده، فيصير مُدركًا لها متفهمًا للحكمة من ورائها.
الأب: الصلاة فرض على كل مسلم بالغ عاقل مكلف وقد دلّ على فرضيتها الكثير من الأدلة في القرآن الكريم والسنة النبوية:
أما في السنة فهناك الكثير من الأحاديث التي تحدثت عن الصلاة منها:
الابن: لكنني أشعر بالتعب ولا أريد أن أُصلي.
الأب: لا يجوز يا ولدي، عندما تصلي تنزل السكينة على قلبك وتعظم أخلاقك وتنهيك عن فعل المنكرات.
حكم تارك الصلاة
لا بن أن يُشير المصلي إلى غير المصلي في إطار الحوار بينهما إلى حكم تارك الصلاة، حتى يكون الأخير على علم به.
الأب: الصلاة بالإضافة إلى أنها فريضة، فإنها أيضًا طهارة للنفس وراحة لها من كل ضيق، ولما كانت أعظم العبادات وأعلاها شأنًا، كان إثم تركها عظيمٌ كذلك.
الابن: ماذا يحدث عندما لا أصلي يا أبي؟
الأب: سأخبرك عن حكم تارك الصلاة بشيء من التفصيل، فتارك الصلاة لا يخلو حاله من أمرين إما أنه تركها وهو جاحدًا لوجوبها، وإما أنه تركها كسلًا وتهاونًا بها، ولكل حالة منهما حُكمها الخاص.
الابن: وما الدليل على أن تاركها كافر يا أبي؟
الأب: دلّ على ذلك القرآن والسنة، فمنهما نأخذ الأحكام والشرائع، فالدليل على هذا من الكتاب:
الأب: الآية يا بُني تدل على أنّ من ترك الصلاة فهو مشرك.
الابن: وهل تحدثت السنة عن هذا الأمر يا أبي؟
الأب: بالطبع، فقد ورد في السنة الكثير من الأحاديث التي تدل على أن من ترك الصلاة تكاسلًا فهو كافر.
الأب: فالحديثان يا ولدي يدلان على أنّ من ترك الصلاة فقد كفر، ولا يعني هذا أن من تركها مرة أو مرتين فهو كافر، إنما من تركها كليّةً.
كذلك ما رويّ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “خِيارُ أئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ ويُحِبُّونَكُمْ، وتُصَلُّونَ عليهم ويُصَلُّونَ علَيْكُم، وشِرارُ أئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ ويُبْغِضُونَكُمْ، وتَلْعَنُونَهُمْ ويَلْعَنُونَكُمْ، قالوا: قُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، أفَلا نُنابِذُهُمْ عِنْدَ ذلكَ؟ قالَ: لا، ما أقامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ، لا، ما أقامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ، ألا مَن ولِيَ عليه والٍ، فَرَآهُ يَأْتي شيئًا مِن مَعْصِيَةِ اللهِ، فَلْيَكْرَهْ ما يَأْتي مِن مَعْصِيَةِ اللهِ، ولا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِن طاعَةٍ.” (حديث صحيح)
كما قد أجمع الصحابة -رضوان الله عليهم- على أنّ من ترك الصلاة فهو كافر وقد نقل هذا الإجماع عن الصحابة: ابن راهويه، وابن القيم، والشوكاني.
الابن: حسنًا يا أبي، لكن ألا تسقط عني إذا كنت متعبًا أو مريضًا؟
الأب: لمّا كانت الصلاة هي عماد الدين وثانِ أركان الإسلام، ولعظمها ومكانتها فإنها لا تسقط عن المكلف مادام عاقلًا إلا بالموت يا بُني.
أما المريض فقد وضع الله له تخفيفًا، فإذا لم يستطع الصلاة واقفًا؛ فجالسًا، وإن لم يستطع فعلى جنبه، وإلّا يومئ بعينيه ويقوم بحركات الصلاة.
الابن: يا للعجب! كم للصلاة من شأن عظيم حقًا يا أبي، لكنني أتكاسل عنها كثيرًا، فهلّا أخبرتني عن أهمية فوائد الصلاة، علّها تحثني وتشجعني عليها؟
الأب: بالطبع يا بني، فإن الصلاة ترفع شأن المصلي وترضي عنه ربه ويكون له خير الجزاء في الدنيا والآخرة.
اقرأ أيضًا: حوار بين الأم وابنتها عن صلة الرحم
هل فكرت ماذا يحدث لو لم تكن الصلاة؟ لو لم يكن لك ميعاد مع الله خمس مرات في كل يوم وليلة؟ فلتعرف إذًا ما فائدة الصلاة وما أهميتها حتى يتثنى لك عبادة الله حق عبادته وتقيم الصلاة على وجهها دون كسل أو كلل.. هذا ما يُمكن بيانه في مُجريات الحوار بين المصلي وغير المصلي.
الأب: سأخبرك الآن يا بني فائدة الصلاة وما هو نفعها على العبد لتُنصت.
الابن: كلي آذان صاغية يا أبي الحبيب.
الأب: الصلاة يا بني لها من الأهمية والفضل في حياتنا الكثير وسأخبرك بها على النحو الآتي:
في النهاية فالله -عز وجل- بعدله لم يساوِ بين مصلي وغير مصلي.
الابن: يا للصلاة من أثرٍ جميل عندما يعلمه العبد لن يتركها ثانية، وهكذا أنا فمن الآن فصاعدًا لن أضيع صلاةً قط بإذن الله.
الأب: بارك الله فيك يا ولدي، وثبّت قلوب العباد على دينه وطاعته.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن بر الوالدين وعقوقهما
إنَّ الصلاة نعمة أنعم الله بها على عباده، فهم بحاجة ماسّة لها، أمّا الله فهو الغني لا تنفعه عبادة العابد ولا تنقصه معصية العاصي، أما منفعتها فللعبد، ففي لقاء الله وعبادته مُستراحٌ لو ذاق حلاوته ما ترك القرب منه ما يحيا.
أحدث التعليقات