حوار بين شخصين عن مكارم الأخلاق يعزز اكتسابها ويزيد من أهلية الشخص لاكتسابها، فهي الصفات والطباع التي تترسخ بداخل الإنسان ويتعامل بها دون تفكير، وهي ما تُناسب سماحة الدين الإسلامي والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، لذا يوضح موقع سوبر بابا كيفية اكتساب مكارم الأخلاق من خلال حوار بين شخصين.
الأخلاق هي السجية التي ينشأ عليها الفرد ومنها ويتعامل بها بدون إدراك، فتكون جزء منه لا يمكنه مخالفتها أو حتى التغيير فيها، لكن الدين الإسلامي الحنيف أمرنا أن تكون هذه الأخلاق أخلاق كريمة حسنة تعمل على قرب العبد من ربه.
فطبيعة النفس البشرية لها الجانب السيء والجانب الحسن، لكن على العبد المُسلم التأثير على نفسه والتحكم بها؛ ليطغى الجانب الحسن على السيء ويكون رمز إيجابي للدين الإسلامي، فيما يلي حوار بين شخصين عن مكارم الأخلاق:
الأم: مرحبًا عزيزتي مكة، ماذا كان موضوع درسك اليوم؟
مكة: مرحبًا أمي، ألقتها المعلمة اليوم درس في غاية العظيمة عن مكارم الأخلاق.
الأم: يا إلهي ما له من درس إيجابي جدًا وفعال، إذن اذكري لي ما هي مكارم الأخلاق.
مكة: مكارم الأخلاق هي الخصال الحسنة التي يتسم بها المسلم، والتي منها يخرج سلوكه بكل أنماطه الجيد منه والسيء، فقد ذكر الله عز وجل منها في كتابه وأشار أن من يتصف بذلك يكون له أجر كبير.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الأخلاق سؤال وجواب
بُعث نبي الله محمد صلى الله عليه ليتمم مكارم الأخلاق، فهي بذرة المجتمع وبنيانه والاتصاف بها يعزز ترابط المجتمع وتماسكه والحد من المعاناة من الآفات الاجتماعية، لكن لمكارم الأخلاق عدة صفات على العبد النظر فيهم للتأكد من اتصافه بهم ونيل رضا المولى عز وجل.
أم إنه يحتاج أن يعزز بعض الأمور بداخله، واستكمالًا لحوار بين شخصين عن مكارم الأخلاق، نجد أنه تم طرح خصائص مكارم الأخلاق.
الأم: وهل كل من يقول إن يلتزم بمكارم الأخلاق يحصل على عظيم الأجر؟
مكة: نعم يا أمي.
الأم: بلى، تُعد لمكارم الأخلاق خصائص على العبد الإلمام بها ليتصف بحسن الخلق.
التغيرات التي نعيشها يوميًا بفضل التطور والانخراط بوسائل التكنولوجيا المختلفة عليها ألا تؤثر على مكارم الأخلاق، فمصدرها الله عز وجل وما أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ وذلك سبب وملاءمتها لكل زمان ومكان، فهي ليس للإنسان تدخل فيها لتتغير ويبليها الزمان.
أحكام الدين الإسلامي الحنيف وشرائعه تترسخ في العقول السليمة والفطرة النقية، فيجب أن تكون مُلائمة للقناعة الكاملة، ليعمل بها العبد وهو في حالة من السكينة والراحة لما يبثه عقله ويرضاه قلبه، علاوة على أنه يكون بعيد كل البعد عما يُنفر العبد ويبعده عن مولاه.
كما تمت الإشارة آنفًا أن مكارم الأخلاق مصدرها الله عز وجل وما أنزله على محمد من وحي، فلا تتخللها الآراء أو الانتقاضات أو اللوائح الحديثة، فهي تتسم بسمة الخلود.
تُشعر الأخلاق الحميدة المسلم بأن مُتحمل المسؤولية عن كل تصرف يصدر منه مهما كان غير ملحوظًا، فبغير التمسك بهذه الأخلاق يبلي بلاء سيء دون إدراكه للآثار الجانبية لذلك.
فيقول تعالى: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)، وأيضًا بقوله (وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ)، فمثل هذه الآيات التي أنزلها الله عز وجل تُشير إلى المسؤولية الكاملة التي تقع على الإنسان عما يصدر منه.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الاحترام وأهميته
لأن الأخلاق الحميدة تأتي من عند الله عز وجل فتكون شاملة متكاملة، تمنح الإنسان حقوقه وتراعي واجباته تجاه ما يعيش فيه ومن يختلط بهم، فالأخلاق الحميدة وسيلة للتمتع بحياة طبقًا للمنظور الإسلامي.
قال الله تعالى: (وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، أكد الله عز وجل أن من يعمل الخير ويلتزم به يكون له جنات عظيمة في الآخرة.
كما يكون له رزق واسع ونفس مطمئنة في الدنيا، وذلك ما وعد الله به في قوله تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)، وقوله تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ).
لكن من لم يتق الله ويعمل بكل ما أنزله الرحمن من عبادات وسلوكيات يكون له عذاب أليم، فقال الله تعالى: (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ).
يقول الله تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ)، فالتزام العبد بالأخلاق الكريمة يشجعه على الحياء من المولى عز وجل، ويزيد من رقابته الدينية لنفسه، فالالتزام بهذه الأخلاق ومثلها يزيد من تحكم الإنسان برغباته ويكبح شهواته، وفي ذلك وسيلة مؤثرة في التقرب إلى الله ونيل رضاه.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الأخلاق الحسنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، فعلى العبد أن يعمل بالأخلاق الحميدة بهدف المقربة من الله ونيل الآخرة والحصول على أجر عظيم في الدنيا والآخرة، أما من يفعل ذلك بهدف الرياء ولكي يظهر بصورة متسامحة لا يحصل على أجر في الدنيا ولا الآخرة.
مكة: يا إلهي، أكل هذه هي مكارم الأخلاق! لم أكن أعرف كل هذه المعلومات، شكرًا يا أمي فقد علمتيني الكثير.
الأم: لا عليك يا ابنتي، كل ما عليك هو التحلي بمكارم الأخلاق.
الأخلاق صرح عالي يشيده الإنسان مما أنزله الله على أنبيائه على مر العصور، وجاء محمد صلى الله عليه البناء ووضع به اللبنة الأخيرة التي أتمته.
أحدث التعليقات