حوار بين شخصين عن العلم والجهل يُبرز أهمية التمسك بالعلم للأهمية الفردية وأيضًا التأثير المجتمع بأسره، فالعلم هو الوسيلة الوحيدة الواجب على الشعوب التمسك بها للتخطي إلى الأمام، أما من يضلون الطريق يزيد غرقهم في ظلمات الجهل، لذا يُقدم موقع سوبر بابا حوار عن العلم بين أم وابنها.
ساهم العلم وما توصل إليه من نظريات وحقائق بتقدم حياة الإنسان وزيادة مستوى الرفاهية بها، لذا أمرنا الله عز وجل بالتمسك بالعلم؛ لأنه كان دافع مؤثر لنجاح الدولة الإسلامية وسيادتها بهذا الشموخ.
وعليه، فعلى الأم أن تزود أولادها بأهمية العلم وضرورة التمسك به لتحسين مستوى المعيشة ومواكبة الأمم المحيطة، بالإضافة إلى إرضاء المولى عز وجل واقتداءً برسوله.
الأم: صباح الخير يا عزيزي، أراك اليوم لا ترغب بحالة جيدة، لم لا ترغب في الذهاب إلى المدرسة؟
أحمد: صباح الخير يا أمي، أعتذر يا أمي على عدم قول الحقيقة، لكني قررت ألا أهتم بالمدرسة والتعليم، فعندما أكبر سوف أتعلم التجارة واستكمل أعمال أبي الواسعة.
الأم: لا يا أحمد، فالعلم والاستمرار في التعلم لا يقتصر على إمكانية الحصول على وظيفة مرموقة، فالله عز وجل كرم العلماء وجعلهم ورثة الأنبياء وأشار إلى أنهم في مكانة مختلفة عن سائر القوم.. فطلب العلم له فضائل عديدة يا عزيزي.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الدراسة والتعليم كامل
للعلم دور كبير في الوصول إلى ما نحن عليه، فلولا الدراسات والنظريات والأبحاث لما تفهم الإنسان طبيعة الأمور من حوله، وتمّكن من تسخيرها لخدمته لدفع الأمراض والأوبئة، والانتصار على الأعداء والبعد عن العادات غير الصحية.
أحمد: يا إلهي، أتقصدين يا أمي أن العلم هام مثل المواظبة على الصلوات والصيام تمامًا؟
الأم: يا عزيزي هذه فرائض الله عز وجل على عباده، لكن جعل الله العلم في مكانة مُميزة ومنح طالبه المزيد من الصلاحيات والأجر والثواب ونيل الفضائل.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له من في السماواتِ ومن في الأرضِ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ“.
فأوجب الدين الإسلامي الحنيف طلب العلم على سائر الأمة الإسلامية، لأن ما يقوم به العبد من أعمال صالحة وفرائض تحتاج إلى التعلم لإمكانية تأدية، لذا مجّد الإسلام قيمة العلم وجعل فضله كفضل القمر المُنير على سائر الكواكب.
العلم هو السبيل الوحيد الذي يصل بالعبد إلى مراد الله عز وجل، التي أنزلها في كتابه الكريم بالإضافة إلى تأكيد سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها، لذا لابد من الاقتداء بالعلماء والأئمة وما كانوا عليها، فالعمل الذي يرتضاه الله عز وجل يكون بالعلم، فهو ما يمنح لصاحبه البصيرة التي تزيد من قدرته في معرفة مدى قبول العمل.
فروى أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ، وإِنَّ طالبَ العلمِ يستغفِرُ له كلُّ شيءٍ، حتى الحيتانِ في البحرِ“.
فقال تعالى: “يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ“، وقال: “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ”، فالعلم طريق إلى الجنة على العبد أن يسلكه ليحصل الأجر منه ولنيل رضا المولى عز وجل.
العلم والسعي للتعلم هو الوسيلة الوحيدة التي بها تتطور الأمم وتتقدم المجتمعات، وعلى العبد أن يعرف أن دوره تجاه المجتمع أن يكد ويكدح طلبًا للعلم لنهوض أمته ومواكبة ما حولها.
فالأمم التي تتخلى عن العلم ولا تحافظ عليه لا تنهض ولا يمكن أن تلحق بما حولها، فتبقى نامية لن تقدر على التقدم أو حتى النهوض مما تعاني منه من ركود.
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا”.
العلم هو مفتاح الخير وبتعلمه يعرف العبد الفرق بين الحق والباطل، لذا يعد هو الطريقة المثالية التي يترك بها العبد ما حرم الله.. بالإضافة إلى أن العلم هو الوسيلة التي ينتشر بها الدين الإسلامي وتتسع بقاعه.
فالمجتمعات التي ينتشر فيها الجهل ويقل العلم تحصد الكثير من الأفكار المتطرفة والميول غير الطبيعية والنشاطات المنحرفة، بخلاف المجتمعات التي تحث على التعلم التي يسودها العدل والمساواة والتقدم.
قال الله تعالى: “فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا اللَّـهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ”، فأعلى مراتب الأخلاق هي طلب العلم والعمل به كل ما يُرضي الله ويحبه، فقد ميز الله عز وجل في كتابه المُبين بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون في قوله: “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ”.
اقرأ أيضًا: حوار بين طالبتين للإذاعة المدرسية
أما الجهل هي آفة تعيق من تصيبه من التطور والتقدم، فلا يعتبر الفقير من ليس لديه ثروة أو إرث عظيم، بل هو من لا يمتلك علم يؤجره الله على تعلمه وتعليمه ويكون شفيع له بعد مماته.
فعندما يكون الإنسان جاهل لاسيما بشرائع المولى وأحكامه يقترف المزيد من المعاصي؛ فلديه حالة من عدم إدراك عذاب المولى، كما لا يمكنه تفهّم إشارات القدر المُرسلة من الله تعالى، فيبدأ بالعبث في كافة الأمور، لم تقتصر سلبيات الجهل على ذلك، فالجهل مرض تكثر أعراضه.
أحمد: لم أكن أعرف أن التعليم مُتعلق بالأمور الدينية، أنا في مخيلتي أن الشخص يتعلم ويثابر باستماتة للحصول على وظيفة مرموقة يكسب منها.
الأم: لا يا أحمد، فالجهل مرض يهدف كل ما بناه الشخص دون علم، ومن لا يحتمل تعب الدراسة والتعليم في بضع سنوات من حياته تمتد معاناته إلى آخر أيامه.
أحمد: صحيح يا أمي، لقد وسعتي آفاقي، فكل هذه الأشياء لم أكن أعرفها، شكرًا لكِ.
الجاهل حتمًا يظلم من يحيطه به، لذا يجب البُعد عن الجهل والتمسك بالعلم للحفاظ على النفس من الانغماس في الفتن والأخطاء.
أحدث التعليقات