ما حكم مبيت الزوجة عند أختها المتزوجة؟ وهل يجوز للمرأة خلع ثيابها في غير بيتها؟ بينت لنا الشريعة العديد من الأحكام التي تخص المرأة المتزوجة، وشددت عليها في بعض المواطن حرصًا عليها، وصيانة لها، وأمنًا من الوقوع في الفتن حولها، ومن تلك الأحكام مبيتها في منزلها، وبيان ذلك تفصيلًا عبر موقع سوبر بابا.
اتفق الفقهاء على أنه لا يجوز للمرأة أن تبيت في غير منزلها بلا إذن زوجها، كما بينو صنوفًا معينة من الناس يجوز للمرأة المتزوجة المبيت لديهم.. فيجوز لها المبيت في بيت أهلها، وعند محارمها ما دام كان ذلك بإذن زوجها، أما مبيت الزوجة عند أختها المتزوجة فلا يخلو من أمرين.
اقرأ أيضًا: حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الحمل
فإن هذا جائز لا بأس فيه إذا أمنت الزوجة الفتنة، ولم تحدث خلوة بينها وبين زوج أختها، أما إن خشيت الفتنه فلا يجوز لها أن تبيت في بيت أختها.
إذ إنه من حق الزوج على زوجته أن تحفظه في نفسها، فإذا لم تأمن الفتنة وباتت عند اختها فإنها تأثم لذلك، لنها لم تحقق قول الله عز وجل: “حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ” (النساء: 34)، كذلك يجوز لها المبيت شريطة أن يتحقق من مبيتها أمور عدة.
فلا يجوز لها ذلك، إذ إنه لا يجوز لها الخروج من بيتها دون إذن زوجها، فكان مبيتها بغير إذنه من باب أولى في عدم الجواز.
اقرأ أيضًا: حكم صلاة الجماعة في البيت مع الزوجة
تأكيدًا على حكم مبيت الزوجة عند أختها المتزوجة هناك العديد من الضوابط التي تراعيها المرأة عند الحديث مع زوج أختها.
فيحدث الخلط لكثير من الناس ويعتقدون كون زوج الأخت من المحارم، ويستدلون بقوله تعالى في سورة النساء: “وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (23)”
إلا أن الآية لا تدل على ذلك، بل ذكرت حرمة الجمع بين الأختين، أما كل واحدة على حدة فهي مُباحة له، لذا وجب عليها أن تعامل زوج أختها كسائر الأجانب.
إذ إن انبساطها في الكلام يؤدي إلى رفع الكُلفة بينهما، مما قد يترتب عليه ارتكاب أمور محرمة.. لذا عند حديث المرأة مع زوج الأخت لابد أن تراعي بعض الأمور.
فقد أمر الله عز وجل أمهات المؤمنين بذلك وهنّ أطهر نساء أهل الأرض، حيث قال: “يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا” (الأحزاب: 32)
ذلك لأنها مأمورة بغض البصر عن الأجانب عنها، كما جاء في قول الله عز وجل: “قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ” (النور: 30)
فقد رود نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك في كثير من الأحاديث، منها ما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “ولَا واللَّهِ ما مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ في المُبَايَعَةِ“
كما روى معقل بن يسار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لَأنْ يُطعَنَ في رأسِ رجلٍ بِمِخْيَطٍ من حديدٍ خيرٌ من أن يمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ له“
اقرأ أيضًا: مواصفات الزوجة المثالية في الإسلام
استكمالًا للحديث عن حكم مبيت الزوجة عند أختها المتزوجة نبين حكم خلعها الثياب في غير بيتها، فقد اتفق الفقهاء على أنه يحرم على المرأة أن تخلع ثيابها في غير منزلها إن حدث ذلك في مكان لا تأمن على نفسها إطلاع رجال أجانب عنها عليها
كذلك يحرم عليها إن خشيت أو غلب على ظنها حدوث ذلك، أو خافت أن تقع في أمر محرم.
ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي روته السيدة عائشة رضي الله عنها: “أنْتُنَّ اللَّاتي تَدخُلْنَ الحَمَّاماتِ؟ قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما مِنِ امرأةٍ وضَعَتْ ثيابَها في غَيرِ بَيتِها، إلَّا هتَكَتْ سِترًا بَينَها وبَينَ اللهِ عزَّ وجلَّ. قال حَجَّاجٌ: إلَّا هتَكَتْ سِترَها“.
قوله عليه الصلاة والسلام “وضَعَتْ ثيابَها في غَيرِ بَيتِها“ أي أنها تكشّفت أمام الأجانب ولم تتستر عنهم.
أما إن وضعت المرأة عنها ثيابها خارج بيتها لحاجة فلا إثم في ذلك ولا حرج ما دامت قد أمنت على نفسها الفتنة، وتسترت عن الأجانب، كأن تخلع ثيابها في بيت أمها أو أختها أو تجمع نسائي مغلق…ونحو ذلك.
قال بعض العلماء: “والظاهر أن نزع الثياب عبارة عن تكشفها للأجنبيّ؛ لينال منها الجماع، أو مقدماته، بخلاف ما لو نزعت ثيابها بين نساء، مع المحافظة على ستر العورة؛ إذ لا وجه لدخولها في هذا الوعيد“.
أصبحنا في زمان لا يأمن المرء فيه على نفسه من كثرة الفتن حوله.. لذا على المرأة أن تحتاط كل الحيطة لاسيما في تعاملها مع الأجانب عنها.
أحدث التعليقات