علم التجويد في الإسلام هو المعارف التي تُحدد كيفية نطق كلمات القرآن الكريم بالطريقة الصحيحة كما نطقها الرسول صلى الله عليه وسلم. في هذا المقال، سنستعرض حكم التجويد بالنسبة للميم الساكنة إذا جاء بعدها حرف الواو.
تشير الميم الساكنة إلى الميم التي تأتي كحرف ساكن سواء في الوصل أو الوقف، وقد تكون موجودة في الأسماء أو الأفعال أو الحروف، سواء في وسط الكلمة أو في نهايتها. من المهم ملاحظة أن الميم الساكنة لا تأتي قبل أحرف المد الثلاثة، وذلك تجنبًا للاجتماع بين ساكنين.
إذا جاءت الميم الساكنة بعد حرف الواو، فإن حكمها هو الإظهار الشفوي.
أحكام التجويد المتعلقة بالميم الساكنة، كما حددها العلماء، تنقسم إلى ثلاثة أحكام: الإخفاء الشفوي، والإظهار الشفوي، وإدغام المتماثلين. وفيما يلي التفاصيل:
الإخفاء الشفوي مرتبط بحرف واحد وهو الباء، إذ يجوز إخفاء الميم الساكنة عندما تتبعها باء في بداية الكلمة. يُعرف هذا بالإخفاء الشفوي، مثل قوله تعالى: “
وَهُم بِالآخِرَةِ كافرونَ
“ [سورة يوسف: 37]، وقوله: “يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ” [سورة الملك:12].
تُسمى هذه الحالة بالإخفاء لأن الميم الساكنة تختفي عند لقائها بحرف الباء، وذلك لتشابه المخرج بينهما، وتيسير النطق. يُطلق عليه الإخفاء الشفوي، نظرًا لأن كلا الحرفين يُخرجان من بين الشفتين. وقد اختلف بعض العلماء في اعتبار هذا الإخفاء، بينما الإجمـاع هو على إخفاء الميم في حالة القلب.
عند وجود حرفين متماثلين، يندرج تحت هذا الحكم الميم، مما يعني أنه إذا ظهرت ميم ساكنة قبل ميم متحركة، يجب إدغامها، كما في قوله تعالى: “وَلَهُم مَا يَشْتَهُونَ” [سورة النحل:57]، و“خيرٌ أَم مَن أَسَّسَ” [سورة التوبة:109].
هذا الإدغام يُعرف بدمج الميم الساكنة مع المتحركة، ويسمى متماثلًا لأنها تتكون من حرفين متطابقين في التعبير والصفة. يتم دمج الحرف الأول (الساكن) في الثاني (المتحرك) الذي هو الذي ينتج الإدغام.
تشمل الأحرف المتبقية من الأبجدية، باستثناء الباء والميم، كما في قوله تعالى: “يَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا” [سورة نوح:12]، و“اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم” [سورة الطور:21]. يُطلق على هذه الحالة الإظهار، حيث تُظهر الميم الساكنة عندما تلتقي بأحد أحرف الإظهار اللفظي.
يسمى هذا أيضًا إظهارًا شفويًا لأن الميم الساكنة تظهر بوضوح بين الشفتين، ولا يُنسب الإظهار إلى المخارج العديدة التي يمكن أن يحدث فيها ظهور الميم. بل يُعزى إلى حرف العلة الواضح نظرًا للقدرة على التحكم فيه.
فيما يلي بعض الأمثلة المتعلقة بأحكام الميم الساكنة من القرآن الكريم:
في الختام، لقد تناولنا حكم التجويد للميم الساكنة عندما يتبعها حرف الواو. وتبرز أهمية علم التجويد في ضمان قراءة القرآن الكريم بشكل صحيح كما قرأه الرسول صلى الله عليه وسلم، مما يمنح القراءة تناغمًا وصوتًا جذابًا.
أحدث التعليقات