حالات تقديم الخبر على المبتدأ: الوجوب والجواز

تعتبر حالات تقديم الخبر على المبتدأ، سواء وجوباً أو جوازاً، من الموضوعات المهمة في اللغة العربية التي يجب شرحها بأسلوب بسيط لتسهيل فهمها على الطلاب. من المعروف أن المبتدأ هو الكلمة التي تأتي في بداية الجملة، بينما الخبر يكمل معنى المبتدأ. في هذا المقال، سنستعرض حالات تقديم الخبر على المبتدأ وجوباً وجوازاً.

حالات تقديم الخبر وجوباً وجوازاً على المبتدأ

تتكون الجملة الاسمية من مبتدأ وخبر، حيث نقوم عادة بذكر المبتدأ أولاً قبل الخبر الذي يضيف إليه معنى، وهذا هو الأصل. إلا أنه توجد بعض الحالات التي تستوجب تقديم الخبر وتأخير المبتدأ. سنستعرض فيما يلي حالات تقديم الخبر وجوباً وجوازاً.

أولاً: حالات تقديم الخبر وجوباً على المبتدأ

عند تناول حالات تقديم الخبر وجوباً، نجد أن هناك أربعة مواقف تستلزم ذلك، وسنتعرف على كل منها على حدة:

1- الحالة الأولى

تحدث هذه الحالة عندما يكون المبتدأ اسم نكرة غير معرف، ويكون الخبر شبه جملة. في مثل هذه الحالة، يتعين تقديم الخبر على المبتدأ، سواء كان خبر شبه جملة يتكون من ظرف أو جار ومجرور. إليكم بعض الأمثلة:

  • في الفصل طالبة.
  • فوق الطاولة حاسوب.
  • لدي هاتف.
  • في الحديقة أولاد.
  • في الغرفة فتيات.

2- الحالة الثانية

تحدث هذه الحالة عند ارتباط المبتدأ بضمير يعود على الخبر، مثل قولنا “في المدرسة معلميها” حيث يعود الضمير (ها) إلى جزء من الخبر. في هذه الجملة، لا يجوز أن نقول “معلميها في المدرسة”.

هذا يعود إلى عدم مشروعية أن يعود الضمير على كلمة متأخرة في التركيب واللفظ. إليكم بعض الأمثلة على هذه الحالة:

  • على الحصان سرجه.
  • في المتجر ماله.
  • في المنزل صاحبته.
  • في العيادة طبيبها.
  • في المكتب مديرها.

3- الحالة الثالثة

تظهر هذه الحالة عندما يكون الخبر مقصوراً على المبتدأ، حيث يتم استخدام هذا النوع من الجمل لإظهار أن الصفة تتعلق فقط بالموصوف. وفي هذه الحالة، يجب تقديم الخبر وتأخير المبتدأ. ومن أبرز الأمثلة:

  • إنما الشاعر البحتري: حيث تظهر الجملة أن صفة الشاعرية تخص البحتري فقط، والغرض من ذلك هو المبالغة.
  • إنما الجميلة إلين.
  • إنما المجتهد معاذ.
  • إنما الماهر حمزة.
  • إنما الذكي محمد.
  • إنما المتفوقة فاطمة.
  • إنما الصادقة سلمى.

4- الحالة الرابعة

تتمثل الحالة الرابعة في استحقاق الخبر للصدارة في الجملة، وهذا يحدث في حالتين:

  • أن يكون الخبر مباشرة على شكل أداة استفهام، أو تعجب، أو شرط، أو كم الخبرية، ومن أبرز الأمثلة:
    • أين كتابك؟
    • من القادم؟
    • ما أجمل وجهك!
    • كم صديق عرفت فيه الوفاء؟
    • ما أجمل البحر!
  • أن يكون الخبر مضافاً لأداة الاستفهام، أو التعجب، أو الشرط، أو كم الخبرية، ومن الأمثلة على ذلك:
    • كراسة من هذه؟
    • مُلك من الكرة؟
    • صديق من قادم؟
    • كتاب من هذا؟
    • مُلك من المزرعة؟

ومن المهم ملاحظة أنه في هذه الجمل لا يمكن القول “المزرعة ملك من؟” أو “القادم صديق من؟” أو “كتابك أين؟”.

ثانياً: حالات تقديم الخبر جوازًا على المبتدأ

في إطار الحديث عن حالات تقديم الخبر وجوباً وجوازاً على المبتدأ، نجد أنه في حال عدم وجود ضرورة لتقديم المبتدأ، فإنه يجوز أحياناً تقديم الخبر. نقدم هنا بعض الحالات التي يسمح بها تقديم الخبر:

1- الحالة الأولى

يمكن تقديم الخبر على المبتدأ جوازًا عندما لا يحدث لبس في الجملة، مثل “العلم نور”، حيث يمكن أن نقول “نور العلم” دون التأثير على المعنى.

2- الحالة الثانية

إذا كان الخبر شبه جملة والمبتدأ معرفة، فإن تقديم الخبر على المبتدأ يكون جائزًا، مثل “في التأني السلامة” أو “في العجلة الندامة”.

تعد كل من المبتدأ والخبر ركنين أساسيين في الجملة الاسمية، وعادة ما يكون إعرابهما مرفوعاً بالضمة. كما أن الخبر المقدم يكون في محل رفع، بينما المبتدأ المؤخر يكون دائماً مرفوعاً وعلامة رفعه الضمة. لذلك، فإن فهم حالات تقديم الخبر على المبتدأ هو أمر مهم لضمان الإعراب الصحيح وتجنب أي إرباك.

Published
Categorized as معلومات عامة