ثلاث علامات يرسلها الله قبل الموت يجب أن يعرفها الإنسان ويشعر بها ويعيشها بكل جوارحه عند اقتراب أجله، الرسائل الثلاثة التي تعد رحمة من الله سبحانه وتعالى، فمن شأن تلك العلامات أن تفيق الإنسان من غفلته قبل أن يأتي سؤال الملكين، حيث لا إفاقة بعدها إلا يوم القيامة، ومن خلال موقع سوبر بابا نتناول تلك العلامات بالشرح.
عند الشعور باقتراب الموت تنقبض القلوب وتهلع النفوس فيعد الموت أحد الأمور التي تثير مخاوف الكثيرين، لأن الإنسان عامةً يخاف من المجهول سواء في الدنيا أو الآخرة، فبماذا سوف يشعر القلب عندما يوقن أنه قد اقترب أجله وأنه سوف ينتقل من الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ ومن ثم الانتقال إلى يوم القيامة وبداية الحساب والجزاء سواء بالعقاب أو بالثواب.
بالرغم من أن معرفة وجود ثلاث علامات يرسلها الله قبل الموت يثير الهلع في النفوس إلى أنه يثير الفضول في الأذهان أيضًا، فتعتبر هذه العلامات إجابة لكثير من الأسئلة مثل هل هناك علامات للموت؟ وهل كان يشعر باقتراب أجله؟ وهل تساعد تلك العلامات على حسن الخاتمة؟
قد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ينطق عن الهوى، بكل ما يتعلق بأمور الدنيا والآخرة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، ولدينا في السنة النبوية المشرفة عشرات الأحاديث التي تتكلم عن الموت وكيف يستعد الإنسان له فكما ورد في الحديث الشريف:
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: أتيتُ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عاشرَ عشرةٍ، فقال رجلٌ من الأنصارِ: من أكيَسُ النَّاسِ وأكرمُ النَّاسِ يا رسولَ اللهِ؟ فقال: (أكثرُهم ذِكرًا للموتِ وأشدُّهم استعدادًا له أولئك هم الأكياسُ ذهبوا بشرفِ الدُّنيا وكرامةِ الآخرةِ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هناك ثلاث علامات يرسلها الله قبل الموت، فبالرغم من أن موعد الموت من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله إلا أن هناك بعض العلامات التي تدل على اقتراب موعد الموت ولقاء الله عز وجل، وهناك بعض العلامات والدلائل التي يرسلها الله للشخص والتي تنذره على اقتراب الموت.
خاصةً العباد الغافلون عن اقتراب الحساب، من أهم هذه العلامات التي يمكن أن تفيق العبد من غفلته ليرجع إلي الله قبل فوات الأوان، مثل موت أحد الأقارب أو الجيران وتم الاستدلال على ذلك مما قاله ملك الموت لسيدنا داود عليه السلام، فقد روي أن ملك الموت دخل على داود عليه السلام فقال:
“من أنت؟” فقال: (من لا يهاب الملوك، ولا تمنع منه القصور، ولا يقبل الرشا“، قال: “فإذا أنت ملك الموت” قال: “نعم” قال: “أتيتني ولم أستعد بعد؟” قال: “يا داود! أين فلان قريبك؟ أين فلان جارك؟” قال: “مات“، قال: “أما كان لك في هؤلاء عبرة لتستعد)
كما قال الله تعالي (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ)، ومن المعروف لدي الجميع أن من علامات اقتراب الموت شيب الشعر، فالإنسان كلما كبر في السن يبدأ شعره الأشيب في ظهور ويعد دلالة على اقتراب الموت حتى وإن تأخر، ومن علامات اقتراب الأجل أيضًا انحناء الظهر وذلك يدل على تقدم العمر، فهناك ثلاث علامات يرسلها الله قبل الموت.
فكما قال أحد أنبياء الله عليه السلام لملك الموت: أما لك رسول تقدمه بين يديك، ليكون الناس على حذر منك؟ قال: “نعم، لي والله رسل كثيرة من الإعلال، والأمراض، والشيب، والهموم، وتغير السمع والبصر، فإذا لم يتذكر من نزل به ولم يتب، فإذا قبضته ناديته:
ألم أقدم إليك رسولاً بعد رسول، ونذيرًا بعد نذير؟ فأنا الرسول الذي ليس بعدي رسول، وأنا النذير الذي ليس بعدي نذير، فما من يوم تطلع فيه شمس ولا تغرب إلا وملك الموت ينادي: يا أبناء الأربعين، هذا وقت أخذ الزاد، أذهانكم حاضرة، وأعضاؤكم قوية شداد، يا أبناء الخمسين، قد دنا وقت الأخذ والحصاد، يا أبناء الستين، نسيتم العقاب، وغفلتم عن رد الجواب، فما لكم من نصير.
اقرأ أيضًا: علامات يوم القيامة الصغرى
في هذا الشأن قد قال تعالى وهو أعز من قائل في سورة لقمان: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، والآية الكريمة تخبرنا هنا بأن الإنسان لا يمكن أن يعلم وقت وفاته بالتحديد فهي من الأمور الغيبية التي اختص الله به نفسه، فعلى كل مسلم أن يبقى مستعدًا للموت في أي وقت حتى وإن كانت هناك ثلاث علامات يرسلها الله قبل الموت.
يتساءل الكثير من الناس حول دلالات الوفاة قبل أربعين يومًا، وعن دلالات الموت قبل أربعين يومًا من الوفاة، وهل يلزم أن يشعر الميت بها أم قد تمر تلك العلامات مرور الكرام تتبادر هذه الأسئلة إلى الناس وتكثر بشأنه الإشاعات، أما فيما يتعلق بصحة هذه الأقوال المتداولة بين فئة من الناس.
فإن هذا الكلام عارِ من الصحة، ولم يذكره أي من العلماء أو الأئمة الكبار الموثوقة آراءهم، وليس له أي مصدر من القرآن الكريم أو من السنة المشرفة، مما لا ينفي انتشار بعض الحالات الفردية التي تتحاكى بها الناس ليلًا ونهارًا.
ما يجعلنا نؤكد وهمية هذه الأساطير الشعبية أن آجال العباد مجهولة تمامًا بالنسبة لهم وهي من الأمور الغيبية التي لا يعلمه إلَّا الله عز وجل.
بالرغم من عدم معرفتنا بموعد الأجل ولا أحد يستطيع أن يجزم بموعد أو مكان أو كيفية موته، إلا أن بعض الناس يتغير سلوكهم قبل الموت بفترة وتظهر عليهم بعض الأعراض الصحية والنفسية، وتبعية الموت لهذه الأعراض التي تسبقه أمر إلهي بحت لا يعلمه إلا الله.
حسن الختام هو أن يتوفى الشخص على أن تكون آخر أعماله أعمال صالحة وأن يكون تقي لله في آخر أيامه يخشى الله في عباده وفي معاملاته، كذلك يهجر جميع الذنوب ويتطهر من جميع الآثام والفواحش في السر والعلانية.
قد وضح الله سبحانه وتعالى ذلك في كتابه الحكيم في سورة فصلت حيث قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ). وفيما يلي نذكر بعض من العلامات التي بشر بحسن الخاتمة:
اقرأ أيضًا: دعاء يزيل الخوف من الموت
من علامات رؤية ملك الموت أو حضوره إلى مكان المحتضر، شخوص البصر كما ورد في صحيح مسلم عن حديث أم سلمة رضي الله عنها: دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على أبي سلمة وقد شَخَص بصره وأغمضه ثم قال:(إنَّ الروحَ إذا قُبِض تبِعه البصرُ)، كما أن هناك بعض العلامات الطبية والعلمية لاقتراب الموت ونذكر أهمها فيما يلي:
مما لا شك فيه أن اقتراب الأجل ليس بالأمر الهين على الإنسان وقد يصادف أن يشعر الإنسان باقتراب نهايته بسبب التدهور الصحي المصحوب بالتدهور النفسي الملحوظ.
أحدث التعليقات