ثقافة الحوار في الإسلام من أهم ما يحثنا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، فالإسلام دين حوار، وهو يُشجّع على المشورة والتفاهم في مختلف شئون الحياة، ويقوم على أسس الاحترام والانفتاح وبناء جسور السلام بين مُختلف الثقافات، وهو ما سنتناوله بالتفصيل عبر موقع سوبر بابا.
الإسلام يقوم على دعائم قوية من بينها ثقافة التحاور، ويعتبر الوصول إلى تفاهم وسلام بين جميع الناس من أهم ما يدعو إليه، وفي ذلك الكثير من الأدلة من القرآن والسنة النبوية.
قدم لنا القرآن الكريم أمثلة عن أهمية الحوار منها ما دار بين الله عزوجل وبين الملائكة، لمّا خلق آدم -عليه السلام- في قوله تعالى:” وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)” (سورة البقرة).
منها ما دار بين سيدنا إبراهيم عليه السلام وبين الملك الذي أتاه يجادله في الله، إذ يقول سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم.
“أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)” (البقرة).
هذه الآية تحكي حوارًا بين إبراهيم عليه السلام والملك “نمرود”، وكان يُحاجّ إبراهيم عليه السلام في مسألة عقائدية وقد ذكرها الله في القرآن كمشهد حوار يُعبّر عن ثقافة الحوار في الإسلام.
اشتهر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بانفتاحه عندما تعلق الأمر بالدخول في محادثات مع من هم خارج الإيمان، وكان يدعو دائمًا إلى حفظ اللسان ومراقبة النفس وقال في هذا الشأن: “إنَّ العبدَ ليتكلمُ بالكلمةِ، ما يتبيَّنُ فيها، يَزِلُّ بها إلى النارِ أبعدَ ما بينَ المشرقِ والمغرب” (صحيح الجامع).
هذا يدعو الإنسان إلى أن يحرص على كل قول أو فعل يخرج منه، لأنه سيُحاسب عليه.
اقرأ أيضًا: السماحة في الإسلام
الإسلام دين مودة ورحم وتسامح، ومن غير المستبعد أن يكون من أهم ما يدعو إليه هو الحوار العاقل الذي ينشد ويسعى إلى أهداف سامية.
اقرأ أيضًا: الحياء في الإسلام وخصائصها
أرسى الإسلام أسس الحوار البناء، ووضع تعاليم وآداب للحوار، وجعل منه آداة فعالة في تحقيق غايات سامية.
إذا كنا نريد أن نتخلق بأخلاق الدين الإسلامي، علينا أن نراعي أخلاقيات الحوار والإختلاف في الرأي، ونتجنب ما نَهي عنه الإسلام.
أحدث التعليقات