الشعر

يُعرَف الشعر بحسب ما ذكره ابن خلدون بأنه تعبيرٌ فني يتكون من مقاطع موزونة ومتساوية من حيث الوزن، ترتبط فيما بينها بالحرف الأخير من كل مقطع، مما يُسمح بتسمية كل مقطع بـ “بيت”. يتميز الشعر بكونه موزوناً ومنظماً من حيث القافية، ويدل على معاني محددة. وقد أشار بعض الأدباء إلى أن الشعر هو الكلام المُتعمد الذي لا يكون ارتجالياً، مما يعني أنه لا يعتبر شعراً حتى لو كان موزوناً.

يعتبر الشعر أحد أشكال الفن الأدبي الذي يعبر عن المشاعر والأحاسيس، حيث يستعرض الوصف والمدح والتشبيهات الجمالية، ويمتاز بالتعقيد وعدم وضوح المعاني بشكل مباشر. يمكن أن يظهر الشعر في شكل قصائد منفصلة أو كأحد أنواع الفنون الشعرية، مثل التراتيل أو النصوص الشعرية أو شعر النثر، وفي جوهره، يُعبر الشعر عن الأحاسيس والمشاعر، ويؤثر بعمق في عواطف القارئ.

القصيدة

القصيدة تُعتبر نوعاً من أنواع الأدب العربي، التي تُقسم بشكل عام إلى شعر ونثر. ترتكز القصيدة على عنصرين رئيسيين: الوزن والقافية. ومع مرور الزمن، انبثق نوع ثالث يتجاوز التصنيف التقليدي بين الشعر والنثر. فالقصيدة في تعريفها الكلاسيكي تتكون من مجموعة من الأبيات، بغض النظر عن العدد، وتتميز بتغير خصائصها مع مختلف العصور. خلال العصر الجاهلي، كانت القصيدة تُعد أحد أرقى الفنون السائدة وكانت تمثل أهمية كبيرة، حيث كانت مكانة الشاعر لا تضاهى في ذلك الوقت.

كانت القصائد في العصور القديمة تُعتبر نوعاً من الشعر الغنائي، وكانت تتناول مواضيع متنوعة مثل العواطف والحوادث، مدح الملك أو زعيم القبيلة، الرثاء، الفخر بالقبائل، وترحيب الضيوف. كما كانت تستخدم لتعبير الشعراء عن حسرتهم على ذكريات المحبوبة أو للتغزل بها بلغة عفيفة.

الفرق بين الشعر والقصيدة

تتكون القصيدة من مجموعة من الأبيات التي تحمل عنواناً محدداً، وتتناول موضوعاً موحداً دون انحراف إلى أفكار أخرى. في المقابل، يعد الشعر أوسع في مجالات تناول المواضيع، ويعتبر نوعاً من الأدب الذي تندرج تحته القصيدة. ويتضمن الشعر نوعين رئيسيين: الشعر العمودي والشعر الحر. تتميز القصيدة بأبيات تتوافق في حرفها الأخير باللغة العربية الفصحى، بينما يمكن أن تحتوي على حرفين أو أكثر قبلها، وتستند إلى نظام إيقاعي يعرف باسم “بحر”. وعلى الجانب الآخر، يمكن أن يكون الشعر حراً، مما يعني أنه يُعبر عنه دون التقيد بالقوانين الصارمة التي يجب الالتزام بها في كتابة القصيدة.