تُعرَّف الطهارة لغويًا بأنها النظافة والبراءة من الأوساخ والنجاسات، بينما في الشريعة الإسلامية تعني إزالة الأذى والنجاسة عن الجسم أو الملابس أو المكان الذي يجلس فيه المسلم. كما تتعلق أيضًا برفع الحدث. وقد أعطى الإسلام أهمية كبيرة للطهارة والنظافة، مما جعلها واحدة من السمات البارزة لدى الأمة الإسلامية. فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ”. كذلك، أثنى الله -عز وجل- على المتطهرين وأظهر لهم محبته في قوله -تعالى-: “فيهِ رِجَالٌ يُحِبّونَ أَن يَتَطَهَّروا وَاللَّـهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرينَ”. كما جعلت الشريعة الطهارة شرطًا لصحة بعض العبادات مثل الصلاة، حيث يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ مَنْ أحْدَثَ حتَّى يَتَوَضَّأَ”. من الجدير بالذكر أن طهارة البدن تبدأ بإزالة الأذى والنجاسة من السبيلين (القبل والدبر) وذلك بعدة طرق، منها الاستنجاء والاستجمار، وفيما يلي توضيح لمعنى كل منهما والفرق بينهما.
الاستنجاء يُعرف لغويًا كمصدر للفعل استنجى، ويُعبر عن طلب النجوة أي ما يرتفع عن الأرض. وعندما يريد الإنسان قضاء حاجته، يبحث عن نجوة يستتر بها. يُعتبر الاستنجاء أيضًا تعبيرة عن إزالة الأذى، وهو ما يُشير إليه مصطلح النجوى الذي يعني الغائط.
أما في التعريف الشرعي، فإنه يُعني قيام المسلم بإزالة ما يخرج من أحد السبيلين باستخدام ماء طهور أو حجر طاهر. ويفضل استخدام الحجر أولاً ثم الماء، على الرغم من أن كل منهما يُعتبر كافيًا بشكل منفصل، ولكن يُفضل استخدام الماء في النهاية. هناك ثلاثة نقاط هامة حول الاستنجاء:
تعني كلمة الاستجمار لغويًا الطلب للحجارة الصغيرة. أما بالمعنى الشرعي، فهو القيام بإزالة ما يخرج من أحد السبيلين باستخدام الحجارة فقط أو أي مادة مشابهة مثل الخشب أو الورق. يُفضل أن يكون عدد الحجارة المستخدمة في الاستجمار وترًا، مثل ثلاثة أو خمسة أو سبعة، كما أشار بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: “ومَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ”.
ومن المهم أن نلاحظ عدة شروط تتعلق بالأحجار أو المواد البديلة المستخدمة في الاستجمار:
أحدث التعليقات