إن “الأدب المفرد” هو كتاب من تأليف الإمام البخاري، ويشمل مجموعة شاملة من الآداب الإسلامية التي وردت في السنة النبوية، بالإضافة إلى بعض ما رواه الصحابة والتابعين.
ووفقًا لابن حجر، يحتوي الكتاب على مجموعة من الأحاديث التي تختلف عن تلك الموجودة في صحيح البخاري، كما يتضمن بعض الآثار الموقوفة. وبالرغم من ذلك، فإن له أهمية كبيرة. في هذا المقال، سنستعرض الفروق بين “الأدب المفرد” و”صحيح البخاري”.
الفرق بين الأدب المفرد وصحيح البخاري
يتضمن “الأدب المفرد” بعض الأحاديث الضعيفة، بينما يعد “صحيح البخاري” مرجعًا معتمدًا لدى الأمة الإسلامية، باستثناء بعض الأحاديث المحدودة التي ذكرها الدارقطني.
أطلق على الكتاب اسم “الأدب المفرد” لأن الإمام البخاري خصص له تصنيفًا مستقلًا.
الأدب، كما ورد في “لسان العرب”، يعني السلوك الذي يُعبر عن حسن التعامل والتأديب مع الآخرين.
وقد أشار الثناوي في “كشافة” إلى أن حسن الخلق يشمل كل من الوقوف والجلوس، ويدعو إلى دمج الصفات الحسنة.
أما “المفرد” فهو يشير إلى الآداب المتعلقة بكل مسلم في حياته التعبدية والمعيشية والعملية اليومية.
وتوجد فروق أيضًا بين “الأدب المفرد” و”صحيح البخاري” كما يلي:
من حيث موضوع الكتاب
- يحتوي “صحيح البخاري” على أحاديث وآثار من جميع الكتب والفصول الشرعية، بما في ذلك كتاب الأدب الذي يعد الكتاب الثامن والسبعين من صحيحه.
- فيما يختص “الأدب المفرد”، فهو يتناول الآثار المرتبطة بالآداب الإسلامية، ويتضمن مجموعة من الأحاديث التي لا توجد في الصحيح، بالإضافة لبعض الآثار الموقوفة.
- يعتبر الكتاب مرجعًا فريدًا ومتخصصًا، حيث يضم ما يحتاجه المسلم من الآداب الفقهية وأصول الدين وأخلاقيات العلم وحقوق الناس والزهد وغيرها.
من حيث الالتزام بالصحة
- في “صحيح البخاري”، كان الإمام يركز على أعلى درجات الدقة والأصالة في نقل الأحاديث، حيث اهتم بشروط الحديث الصحيح مثل عدالة الرواة وضبطهم.
- بينما كانت حالة الأحاديث في “الأدب المفرد” أقل تشددًا، مما أدى إلى وجود بعض الأحاديث الجيدة والضعيفة، نظرًا لتركيز الكتاب على أخلاق الأعمال وفضائلها بدلاً من الأحكام.
من حيث عدد الأحاديث
تضمن “صحيح البخاري” 7563 حديثاً، وبحذف التكرار يتبقى 4000 حديث، بينما يحتوي “الأدب المفرد” على 1322 حديثاً، منها 256 حديثًا فقط من صحيح البخاري.
من حيث رواية الحديث
عند الإشارة إلى حديث رواه الإمام البخاري، يُقال عادةً “أدخله البخاري” بصفة عامة دون جمع. وإذا كان الحديث موجودًا في “الأدب المفرد”، فإن الأمر يُشار إليه بشكل خاص كـ “أخرجه البخاري” أو “رواه البخاري في الأدب المفرد”، لوضوح التمييز بينه وبين ما ورد في صحيحه.
مؤلف الأدب المفرد وصحيح البخاري
- إن مؤلف “الأدب المفرد” و”صحيح البخاري” هو الإمام البخاري نفسه.
- اسمه الكامل هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري، وُلد عام 194 هـ وتوفي عام 256 هـ.
تسمية الكتابين
- كان الإمام البخاري معروفًا بعلمه وحفظه الواسع في الحديث، وقد أطلق على كتابه الأصلي اسم “الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسننه وأيامه”.
- أما “الأدب المفرد”، فقد صنفه بشكل مستقل عن “الجامع الصحيح”.
- أطلق عليه “كتاب الأدب”، ولكن العلماء أضافوا “المفرد” لتفريقه عن كتاب الأدب الموجودة في صحيح البخاري.
شروحات الأدب المفرد
- من بين الشروحات المتاحة، “فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد” للشيخ فضل الله الجيلاني.
- كما تم نشر الكتاب على الإنترنت، حيث يتضمن تعليقات مفيدة بشأن سلسلة الرواة والنصوص، ولكنه يفتقر إلى تفسير بعض الأحاديث.
- توجد أيضًا شروحات أخرى مثل “شرح الأدب المفرد” للدكتور محمد لقمان السلفي، وقد قدم شرحًا شاملًا ولكن بشكل يتشابه مع الحواشي.
على الرغم من أن الشرح الأخير يتضمن بعض الفوائد العامة للأحاديث، إلا أنه لم يتطرق إلى الإسناد، وهو موضوع مهم جدًا في كتب البخاري.
أحدث التعليقات