الفروق بين الشيوعية والاشتراكية واليسارية

تتعدد الفروقات بين الشيوعية والاشتراكية واليسارية في عدة جوانب، وسنستعرض فيما يلي توضيحًا لكل منها:

الشيوعية

تعتبر الشيوعية فلسفة اجتماعية نشأت في القرن التاسع عشر نتيجة لتفاقم الفجوات الاجتماعية، مما أدى إلى انقسام المجتمع إلى فئتين رئيسيتين (البروليتاريا والبرجوازية). وضعتها أسسها كارل ماركس وفريدريك إنجلز، وغالباً ما يُشار إليها بالمصطلح (الماركسية). حاليًا، تُعتبر الصين وكوبا وكوريا الشمالية ولاوس وفيتنام من الدول التي تتبنى نظامًا حكوميًا شيوعيًا.

تهدف الشيوعية إلى تحقيق توزيع عادل ومتساوي للموارد والثروات بين المواطنين، حيث تسعى إلى تمكين الطبقة العامة (البروليتاريا) من السيطرة على وسائل الإنتاج مثل التصنيع والزراعة. وفي السيناريو المثالي، من المفترض أن يؤدي ذلك إلى اختفاء الدولة أو تقليص دورها إلى تقديم الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والإسكان والغذاء، مما يسهم في إنشاء مجتمع خالٍ من الطبقات الاجتماعية وتحرير الطبقة العامة من الهيمنة البرجوازية.

تتشابه الشيوعية مع الاشتراكية في بعض المبادئ، وغالبًا ما يحدث خلط بينهما. فيما يلي بعض الأسس التي تقوم عليها الشيوعية:

• تحقيق نقل السلطة إلى الطبقة العامة عبر وسائل ثورية، مما يجعلها تُعرف أحيانًا بالاشتراكية الثورية، على الرغم من وجود اختلافات بسيطة بينهما.
• الدعوة للسيطرة العامة على وسائل الإنتاج وتوزيعها بشكل عادل على جميع المواطنين، بحيث يتم تلبية احتياجاتهم الأساسية دون مقابل.
• تتضمن إلغاء الدين بالكامل.
• إلغاء الطبقات الاجتماعية.

الاشتراكية

تُمثل الاشتراكية نموذجًا اقتصاديًا يتم فيه اختيار حكومة ديمقراطية لتوفير حصة متساوية من الإنتاج والموارد الطبيعية لكل فرد في المجتمع. يتم توزيع الموارد بناءً على قدرة الأفراد ومستوى مساهماتهم، مما يسمح بتواجد السياسات الاشتراكية بجانب السياسات الرأسمالية. ويعزز الاشتراكيون فكرة إعادة توزيع الضرائب وإعادة تنظيم اقتصاد السوق بما يتماشى مع متطلبات المجتمع.

تستند الاشتراكية إلى مبادئ عدة، من أبرزها:

• الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية عبر الطرق الديمقراطية، بدلاً من الثورة كما في الشيوعية.
• توزيع الخدمات العامة بناءً على مساهمة كل فرد في تلبية احتياجات المجتمع ككل، مع عدم تشجيع الرفاهية الفردية فقط.
• إلغاء استغلال الإنسان للإنسان لتحقيق العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع.
• تُوكل السلطة للمنتجين، بما في ذلك الطبقة العاملة.
• معالجة القضايا الاجتماعية بنهج ديمقراطي جماعي.
• فرض العمل على الجميع مع توفير الفرص للذين يستطيعون العمل.
• توزيع الإنتاج بناءً على كمية وجودة العمل المبذول.
• يكون القانون هو الإطار المنظم لحياة المجتمع ولتحقيق العدالة.
• ضرورة رفع مستويات المعيشة وتهيئة الظروف المناسبة لتطوير حياة الأفراد في كافة النواحي.
• تُسمح بحرية الدين.
• استمرار وجود الطبقات الاجتماعية نتيجة للاختلافات في كسب الدخل.
• تشمل الدول الاشتراكية كلًا من النرويج والسويد والدنمارك.

اليسارية

تشير اليسارية إلى نظام سياسي يتمثل في تيار فكري يسعى لتحقيق المزيد من المساواة بين المواطنين. يعتقد اليساريون أن دور الحكومة يجب أن يتسع ليشمل برامج الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية والتعليم العام المجاني وإعانات البطالة.

تشمل مبادئ اليسارية ما يلي:

• تحقيق المساواة في الدخل.
• فرض ضرائب أعلى على الأغنياء.
• زيادة الإنفاق الحكومي على البرامج الاجتماعية والبنية التحتية.
• تقديم الرعاية الصحية كحق أساسي لكل المواطنين، ودعم تيسير الوصول إلى العناية الصحية الشاملة.
• تسهيل حصول المهاجرين غير الشرعيين على الجنسية ووقف عمليات الترحيل بحقهم.
• توفير تعليم عام مجاني وموَسَّع.
• دعم قوانين مكافحة التمييز بين الأجناس في مجالات العمل.
• تحقق من خلفيات الأفراد قبل منحهم تصاريح حيازة الأسلحة وحظر الأسلحة الآلية.
• الأحزاب السياسية المرتبطة بفكر اليسار تشمل الحزب الديموقراطي في الولايات المتحدة والحزب الأخضر الاشتراكي.