التفريق بين الماء الطاهر والماء الطهور
يمكن توضيح الفرق بين الماء الطاهر والماء الطهور كما يلي:
- الماء الطهور: يُعرف بأنه الماء المطلق، الذي احتفظ بخصائصه الأصلية مثل اللون والطعم والرائحة دون أي تغيير. من أمثلة هذا النوع ماء العيون، والأنهار، والآبار. يعتبر الماء الطهور طاهراً في ذاته، ويقوم بتطهير غيره، مما يجعله مناسباً للاستخدام في الطهارة اللازمة للعبادات مثل الوضوء والغسل.
- الماء الطاهر: هو الماء الذي تظل صفته طاهرة، لكنه لا يمكن استخدامه في تطهير غيره. ينقسم الماء الطاهر إلى ثلاثة أنواع:
- الماء المستعمل: وهو الماء الذي تم استخدامه في الطهارة، مثل الماء الذي استخدم في الوضوء أو الغسل.
- الماء المتغير بتفاعل مع الطاهرات: وهو الماء الذي غيرت إحدى صفاته نتيجة اختلاطه مع مواد طاهرة مثل الصابون، التراب، العجين، الشاي، والقهوة. يبقى هذا الماء طاهراً إلا أنه لا يجوز استخدامه للتطهر، ما عدا الماء الذي يختلط بما لا يمكن فصله، كالأعشاب، والأوراق الساقطة، والذي يتغير نتيجة طول المكث، فسيظل هذا الماء طاهراً ومطهراً.
- الماء الذي يتم استخراجه من النباتات بعد عصرها.
أمثلة على الماء الطهور
تتعدد الأمثلة على الماء الطهور، ومن أبرزها ما يلي:
- ماء السماء: وهو الماء الذي ينزل من السماء مثل المطر، البرد، والثلج. قال الله تعالى: (وَيُنَزِّلُ عَلَيكُم مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُم بِهِ). وقد وُرد في دعاء الاستفتاح في الصلاة: (اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ… اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَدِ).
- ماء البحر: يُعتبر طاهراً بمفرده، ومطهراً لغيره. حيث سأل أحدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَرْكَبُ البَحْرَ، وَنَحْمِلُ مَعَنَا القَلِيلَ مِنَ المَاءِ… أَفَنَتَوَضَّأُ مِنَ الْبَحْرِ؟)، فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الحِلُّ مَيْتَتُهُ).
- ماء النهر: يُعتبر ماء الأنهار طاهراً ومطهراً لغيره. جاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا، مَا تَقُولُ: ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ؟ قَالُوا: لَا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا، قَالَ: فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الخَطَايَا).
- ماء الآبار: مياه الآبار تُعتبر طاهرة ومطهرة كما أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سُئل عن بئر يُعرف باسم بضاعة، حيث قال: (إِنَّ المَاءَ طَهُورٌ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ).
أمثلة على الماء الطاهر
يمكن اعتبار الأنواع التالية من الماء طاهراً:
- الماء المستعمل: وهو الماء الذي تم استخدامه سابقاً في الوضوء أو الغسل.
- ماء النباتات: مثل العصائر، ماء البطيخ، وماء الورد.
- الماء المعرض للخلط مع الطاهرات: مثل الماء الذي يحتوي على الصابون، العجين، الشاي، أو القهوة. على الرغم من أن الماء لا يزال طاهراً، إلا أنه لم يعد يُعتبر مطهراً.
هل يجوز الوضوء بالماء الطاهر؟
اتفقت أغلب آراء الفقهاء على عدم جواز استخدام الماء الطاهر الذي تم استعماله سابقاً في الطهارات. ومع ذلك، هناك قول عند بعض المالكية يسمح بذلك. كما لا يجوز الوضوء بالماء الذي اختلط بالطاهرات وتغيرت إحدى صفاته مثل اللون، الرائحة، أو الطعم وفقاً لرأي معظم العلماء.
الحنفية لم يقتصروا على تغيير الصفات لتحديد كون الماء طاهراً غير مطهر، بل وضعوا شروطاً إضافية للماء المخلوط بالطاهرات لكي يصبح طاهراً وغير مُطهر. من بين هذه الشروط:
- إذا اختلط الماء بمادة جامدة طاهرة وأثر ذلك على صفات السائل، وجعله ثقيلاً وغير جارٍ كما هو الحال مع الماء.
- أما اختلاطه بالسوائل الطاهرة، فإنه يتطلب توضيحاً:
- إذا كانت صفات السائل المخلوط تختلف كثيراً عن صفات الماء، فيجب أن يتغير فيه على الأقل صفتين.
- إذا كانت الصفات مشابهه، فيجب أن يكون السائل المخلوط أكثر من الماء.
في النهاية، يمكن التفريق بين الماء الطاهر والماء الطهور؛ فالماء الطاهر هو الماء النظيف والذي لا يُعتبر مطهراً لغيره، مثل الماء المخلوط بالطاهرات، والماء المستعمل في الوضوء أو الغسل. بينما الماء الطهور هو الماء الخالص الذي يحتفظ بخصائصه الأصلية ويعمل على تطهير غيره، مثل ماء السماء، ماء البحر، وماء النهر. وقد اتفق معظم الفقهاء على عدم جواز الوضوء بالماء الطاهر، باستثناء الرأي الذي أبداه بعض المالكية.
أحدث التعليقات