تتعدد التعريفات المرتبطة بالرؤية، أو ما يعرف بالإنجليزية بـ (Vision)، ولكن يمكن تلخيص مفهومها على أنها تصور مستقبلي طموح يحدد ما تسعى المنظمة أو الأفراد إلى تحقيقه. عادةً ما تمتد فترة تحقيق هذه الرؤية على المدى المتوسط أو الطويل، مما يتعلق بمستقبل بعيد. الهدف الأساسي من صياغتها هو توجيه المنظمة في اختيار استراتيجياتها وأنشطتها وسياساتها، سواء في الحاضر أو المستقبل.
تعرّف الرسالة في مجالات الإدارة، أو ما يطلق عليه بالإنجليزية (Mission)، بأنها تلخيص واضح لأهداف وجود المنظمة. تعبر الرسالة عن الغرض العام للمنظمة، وتعمل كأداة توجيه للموظفين والعملاء وأصحاب المصلحة، مما يثير حماسهم وشغفهم نحو الأهداف التي تسعى المنظمة لتحقيقها.
تعتبر صياغة رؤية ورسالة أي منظمة جزءًا رئيسيًا من خطتها الاستراتيجية. وبعض المؤسسات قد تخلط بين المفهومين أو تجمع بينهما في صيغة واحدة.
إن الهدف من كلاً من الرؤية والرسالة هو تحديد سبب وجود المنظمة. بينما تركز الرؤية على المستقبل وتوضح الاتجاهات التي تسعى لتحقيقها، فإن الرسالة تركز على الأهداف الفورية. الرؤية لها قيمة كبيرة حيث تلهم وتوجه الأفراد العاملين داخل المنظمة، بينما قد تكون موجهة أيضًا لجمهور خارج المنظمة لإعلامهم بطموحاتها المستقبلية. عند صياغة الرؤية، من الضروري الإجابة على الأسئلة الأساسية مثل “إلى أين تتجه المنظمة؟”، حيث لا تدور حول كيفية الوصول إلى الأهداف بل حول بناء صورة مستقبلية للمنظمة.
أما بالنسبة للرسالة، فهي تستهدف فئتين رئيسيتين: الموظفين والعملاء الحاليين أو المحتملين. الرسالة تجيب على سؤال “ما هو هدف وجود هذه المنظمة؟”، ويجب أن تُبنى على الأنشطة التي تؤديها المنظمة حاليًا والمخطط للقيام بها في المستقبل.
تُعتبر صياغة الرؤية والرسالة عملية حيوية لأصحاب الطموحات والخطط المستدامة، حيث تسهم في تشكيل مستقبل القرارات والتوجهات. لذلك، من المهم التحلي بالصبر واتباع خطوات محددة لإنجاز هذه العملية بصورة احترافية، ومنها:
قدّم مستشار التخطيط الإداري جورج دوران نموذجًا سهلاً لوضع أهداف المؤسسات، وهو قائم على الأحرف الإنجليزية الخمسة (S.M.A.R.T)، التي تشير إلى أهم المبادئ التي يجب اتباعها عند وضع أهداف المؤسسات بشكل واقعي وفعال:
أحدث التعليقات