تتميز سلطنة عُمان بتنوعٍ طبيعيٍ فريد يبرز في مصادر المياه، لذا نقدم للقارئ تقريراً شاملاً حول مصادر المياه في سلطنة عمان، جاهز للطباعة. يُعرف هذا البلد بتضاريسه المتنوعة، التي تشمل الجبال الشاهقة، السهول الواسعة، والصحاري الرملية، مما يساهم في توفر مصادر متعددة للمياه. من خلال هذه الصفحة، سوف نستعرض بالتفصيل مختلف مصادر المياه المتاحة في سلطنة عُمان.

للحصول على نسخة من التقرير الكامِل حول مصادر المياه في سلطنة عُمان، يمكنكم تحميله بصيغة PDF “من هنا”.

نظرة عامة على مصادر المياه في سلطنة عمان

تتضمن رؤية سلطنة عمان 2040 استراتيجيات واضحة لإدارة المياه، التي تُعتبر محوراً أساسياً لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة. يشكل تحقيق التوازن بين متطلبات المياه للقطاعات الاقتصادية المتنوعة والمحافظة على البيئة وضمان العدالة الاجتماعية في الوصول إليها تحدياً كبيراً، وفي الوقت ذاته فرصة يمكن استغلالها لضمان استدامة الموارد وتحقيق التنمية المستدامة.

من خلال هذا التقرير، سنستعرض بشكل مفصل مصادر المياه في سلطنة عُمان، ونقدم تحليلاً شاملاً للتحديات والفرص المتعلقة بإدارتها، مما يساهم في زيادة الوعي بأهمية المحافظة على هذه الموارد الحيوية والعمل نحو التنمية المستدامة.

1 – المياه السطحية

تُعتبر المياه السطحية في سلطنة عمان مصدراً حيوياً يُقدّر بحوالي 102 مليون متر مكعب، وهو ما يمثل حوالي 6% من إجمالي الموارد المائية التقليدية في البلاد. تشمل هذه الموارد المياه المخزنة في السدود مثل سد وادي ضيقة وغيرها من السدود الرئيسية، حيث يسهم إجمالي تخزين المياه في هذه السدود في توفير مصادر موثوقة للمياه تصل إلى حوالي 100 مليون متر مكعب.

تنوع المياه السطحية في سلطنة عمان

تتسم سلطنة عُمان بوجود مصادر مياه غنية ومتنوعة، من بينها الأفلاج التي تُعتبر جزءاً أساسياً من نظامها المائي. تُعرف الأفلاج بأنها قنوات مخصصة لتدفق وسريان المياه الجوفية في المسارات تحت الأرض، إضافةً إلى الينابيع التي تتدفق من المنحدرات الجبلية المحيطة.

يبلغ عدد الأفلاج في سلطنة عمان حوالي 3000، وتؤدي دوراً حيوياً في تلبية احتياجات المجتمعات المحلية، حيث يصل إجمالي تدفق المياه عبر الأفلاج إلى حوالي 552 مليون متر مكعب سنوياً.

ورغم ذلك، يُلاحظ فقدان سنوي في المياه قدره حوالي 128 مليون متر مكعب، يعود ذلك أساساً إلى الأنظمة الرئيسية للأفلاج. تُقسم الأفلاج في سلطنة عمان إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

• الأفلاج العينية: تُوفر هذه الأفلاج تدفقات مياه من الينابيع الطبيعية، المشكَّلة نتيجة التراكمات الطبيعية على سطح الأرض، في الصخور الكربونية أو الأوفيوليت.
• الأفلاج الداودية: تعتمد هذه الأفلاج على استخراج المياه الجوفية من خلال قنوات تُحفر في القمم الجبلية، بهدف الوصول إلى مصادر المياه الجوفية.
• المياه الجوفية: تشير هذه الأفلاج إلى التدفقات السطحية، بما في ذلك تدفقات الأودية، والتي تُعتبر مصدراً مهماً للمياه السطحية.

المياه الجوفية في سلطنة عمان

تُعتبر المياه الجوفية في سلطنة عمان مصدراً مهماً لتلبية احتياجات السكان والزراعة والصناعة. تتميز السلطنة بتنوع جيولوجي كبير، مما يساهم في توفر مجموعة متنوعة من المناطق الغنية بالمياه الجوفية. وفي بعض المناطق، توجد طبقات صخرية مسامية قادرة على تخزين كميات كبيرة من المياه. تشمل مصادر المياه الجوفية في سلطنة عمان ما يلي:

الأودية والوديان: تُعد الأودية والوديان في المناطق الجبلية من المصادر المهمة للمياه الجوفية، حيث تتجمع مياه الأمطار في الأودية وتتسرب إلى الطبقات الجوفية وتشكل مصادر مياه جوفية.

• المناطق الساحلية: تحتوي المناطق الساحلية على مياه جوفية نتيجة التراكمات الرملية والمواد الأخرى، مما يوفر بيئة مثالية لتخزين المياه تحت الأرض.
• الجبال والهضاب الجيرية: تشتهر الجبال والهضاب الجيرية في سلطنة عمان بتوفير كميات كبيرة من المياه الجوفية، حيث تتكون أنظمة جيولوجية معقدة تحتوي على فجوات وتموجات تسمح بتخزين المياه.

تعمل الحكومة العمانية بجد على إدارة المياه الجوفية بشكل مستدام، من خلال تنفيذ برامج لرصد وحماية جودة المياه وتنظيم استخراجها لضمان استدامة هذه الموارد على المدى الطويل. تعد المياه الجوفية عنصراً حيوياً في تحقيق الأمن المائي وتوفير المياه لمجتمعات سلطنة عمان.

تعد سلطنة عمان مثالاً يحتذى به في إدارة مصادر المياه بشكل مستدام، حيث تمتلك تشكيلة واسعة من الموارد المائية تشمل المياه السطحية والجوفية والينابيع الطبيعية.