الكتاب المعروف باسم “المدخل إلى تنمية الأعمال بتحسين النيات والتنبيه على الكثير من البدع المستحدثة والعوائد المنتحلة” هو عمل تربوي بارز للمؤلف ابن الحاج الذي أنهى تأليفه في عام 732هـ. يتألف الكتاب من أربعة مجلدات تتضمن مئة وثلاثة وتسعين فصلاً.
يذكر ابن الحاج في سبب تأليفه لهذا الكتاب: “كنت أتلقى كثيراً من أقوال سيدي الشيخ العمدة العالم العامل المحقق القدوة أبو محمد عبد الله بن أبي حمزة، حيث كان يقول: ودت لو كان هناك فقهاء مشغولون فقط بتعليم الناس مقاصد أعمالهم، وكانوا يتفرغون لتعليم النيات… وقد طلب مني الشيخ أن أجمع له بعض ما كان يُعقد عنده من الفوائد لتكون مرجعاً لإخوانه في تصرفاتهم ونياتهم وعباداتهم”.
يعتبر الكتاب مرجعاً هاماً في تناول بعض الموضوعات التربوية المعاصرة مثل تعلم الأهداف والتدرب عليها، حيث أشار ابن الحاج إلى أهمية “المقاصد في الأعمال”. وقد وصفه ابن حجر بأنه يحتوي على العديد من الفوائد التي تكشف عن المخالفات والبدع التي يمارسها الناس دون وعي.
تعددت أسماء الكتاب، ومنها:
من أبرز مزايا كتاب المدخل لابن الحاج ما يلي:
تضمن الكتاب رصد وتصنيف المخالفات الشرعية، التربوية والاجتماعية، مع تقديم حلول ليتمكن القراء من التصحيح.
يبرز الكتاب أهمية تحقيق النية الخالصة في كل عمل يقوم به الفرد لابتغاء رضا الله تعالى.
يتماشى منهجه مع معايير الجودة في الفكر الإداري الحديث، حيث أن التركيز على التفاصيل يسهم في التوعية بأهمية الأمور الأكبر.
دعم الكتاب الجوانب النفسية والاجتماعية للطالب، مما يعزز من إحساسهم بالراحة تجاه عملية التعليم.
لم يقتصر الكتاب على تناول آداب المعلم، بل تم ذكر العديد من المخالفات المتفشية في زمنه، مما يعكس شمولية الموضوعات المطروحة فيه.
أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد ابن الحاج العبدري المالكي الفاسي هو مؤلف الكتاب، وقد ولد في فاس بالمغرب دون تحديد دقيق لتاريخ ميلاده. انتقل إلى مصر بعد أن أتم دراسته الفقهية في بلاده، وتوفي رحمه الله في القاهرة سنة 737هـ/1336م، ويعتقد أنه توفي عن عمر يقارب الثمانين عاماً.
كان ابن الحاج عالماً مرموقاً يُحتذى به، وله عدد من المؤلفات النافعة، منها:
أحدث التعليقات