تباينت آراء العلماء حول حكم الاستعاذة لدى بدء تلاوة القرآن الكريم؛ فمجموع الآراء اعتبرت الاستعاذة سنة مؤكدة، في حين اعتبرها آخرون واجبة. وبصرف النظر عن الخلاف، ينبغي التنويه إلى أن للاستعاذة عدة حالات، وفيما يلي تفصيل ذلك:
تعتبر البسملة في بداية كل سورة من سور القرآن الكريم سنة مؤكدة، مع استثناء سورة براءة، حيث اتفق جميع قراء القرآن السبعة على ضرورة بدء كل سورة بالبسملة، سواء كان البدء بعد وقف أو قطع. بمعنى آخر، يمكن البدء بعد ترك القراءة لفترة ثم العودة إليها، أو بعد قطع الصوت عند نهاية سورة معينة بنية استئناف القراءة. ففي كلتا الحالتين، يتوجب ذكر البسملة. أما البسملة في وسط السورة، فهي مستحبة، بحيث يترك للقارئ حرية القيام بها، ولكن يُفضل تحصيلها. وفي حالة رغبة القارئ في قراءة سورتين، يمكنه الربط بينهما بعدة طرق: إما بالتوقف عند نهاية السورة الأولى ثم ذكر البسملة وبدء السورة الثانية، أو التوقف على السورة الأولى ثم ذكر البسملة مع بداية الثانية، أو الربط بين نهاية السورة الأولى والقراءة المباشرة للسورة الثانية مع ذكر البسملة دون أي توقف. ولابد من الإشارة إلى أن الربط بين نهاية السورة الثانية والبسملة قبل بدء السورة الثانية غير صحيح. إذا كانت السورة الثانية هي سورة التوبة بعد سورة الأنفال، فلها حالات خاصة، حيث يمكن التوقف عند نهاية الأنفال مع احتمال التنفس أو بدون ثم يبدأ بالتوبة، أو الربط بين الأنفال ومطلع التوبة مع مراعاة حكم الإقلاب.
عندما يبدأ القارئ بالقراءة من بداية السورة باستثناء سورة براءة، هناك أربعة طرق لذلك؛ إما أن يتوقف عند الاستعاذة ثم البسملة ومن ثم يبدأ السورة، أو يتوقف عند الاستعاذة ويذكر البسملة مع بدء السورة وصلاً. كما يمكنه أيضاً أن يذكر الاستعاذة والبسملة بشكل موصول ثم يتوقف قبل بدء السورة. وفي النهاية، يمكنه ذكر الاستعاذة والبسملة ومطلع السورة دون أي توقف. أما إذا كانت السورة التي يرغب القارئ في ابتدائها سورة براءة، فهناك حالتان فقط؛ الأولى: ذكر الاستعاذة ثم التوقف قبل بدء السورة، والثانية: الربط بين الاستعاذة ومطلع السورة دون توقف.
أحدث التعليقات