المجاز اللغوي هو أحد أنواع التعبير المجازي، إلى جانب المجاز العقلي. يتمثل المجاز اللغوي في استخدام لفظ معين في سياق جديد يختلف عن سياقه المعروف، مع وجود علاقة تربط بين الاستخدامين.
على سبيل المثال، إذا قلنا “أرسلنا عيناً إلى أعدائنا”، فإننا لا نقصد العين بمعناها الحرفي، بل يُستخدم اللفظ بالإشارة إلى الشخص المتخصص في المراقبة. يعكس هذا الاستخدام الجديد البعد المجازي، حيث إن الفعل “أرسلنا” يمنع اعتبار الجملة حقيقة، إذ لا يمكن إرسال العين نفسها، وإنما يمكن إرسال الشخص. وبالتالي، فإن الاستخدام يعتبر مجازياً.
ينقسم المجاز اللغوي في البلاغة إلى نوعين، وفقاً لنوع العلاقة القائمة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي:
كما تم الإشارة إليه، فإن المجاز المرسل يعني استخدام كلمة في معناها الجديد مع الحفاظ على العلاقة بين المعنى الأصلي والجديد. وقد سُمي بذلك لأنه “أرسل” دون التقييد بعلاقة واحدة، بل يمكن أن توجد عدة علاقات. ومن أشكال العلاقات في المجاز المرسل:
تعني استخدام كلمة تشير إلى السبب بينما نقصد الشيء الناتج عن هذا السبب. مثال على ذلك:
هنا يأتي المجاز في كلمة “سيئة” الثانية، حيث يُقصد بها القصاص، فالسيئة هي سبب القصاص، مما يجعل هذا المجاز مرسلاً من حيث العلاقة السببية.
وهذه تعني ذكر النتيجة مع الإشارة إلى السبب الذي أدى إليها. مثال:
كلمة “رزقاً” هنا تعكس المجاز، حيث يأتي الشيء الذي يُنزل من السماء على أنه الماء، مما يُظهر العلاقة المسببية في المجاز.
تتمثل هذه العلاقة في ذكر الجزء بينما يُقصد الكل. مثال على ذلك:
هنا، كلمة “رقبة” تشير إلى تحرير العبد بشكل كامل، مما يجسد العلاقة الجزئية في المجاز.
في هذا السياق، يتم ذكر الكل و القصد هو الجزء. مثال:
تظهر هنا كلمة “أصابعهم” كمجاز، إذ لا يمكن إدخال جميع الأصابع في الأذن، مما يعكس الفهم الكلي في استخدام الكلمة.
تشير إلى التعبير عن الشيء باسم ما كان عليه سابقاً. مثال:
هنا، كلمة “مجرماً” تُعبر عن الحالة التي كان عليها الشخص في الدنيا، مما يمثل علاقة اعتبار ما كان.
تعني التعبير عن الشيء بناءً على ما سيكون مستقبلاً. مثال:
في هذه الحالة، تأتي كلمة “خمراً” كمجاز، حيث لا يتم عصر الخمر بل المقصود هو ما سيصير إليه العنب، مما يعكس العلاقة باعتبار ما سيكون.
تعبّر عن ذكر المحل بينما يُقصد الحال. مثال:
في هذه الجملة، نجد كلمة “القرية” تأتي كمجاز، إذ يُفترض أن نسأل أهل القرية وليس القرية نفسها، مما يُظهر العلاقة المحلية.
تشير إلى حالة يُذكر فيها الحال ولكن المقصود هو المحل. مثال:
هنا، كلمة “رحمة” تعكس مجازاً، إذ لا تعبر عن مكان بل تشير إلى الجنة، مما يظهر العلاقة الحالية.
تعني أن يُعبر عن الشيء باسم الأداة مع الإشارة إلى الأثر الناتج عن تلك الأداة. مثال:
هنا يظهر المجاز في كلمة “بلسان”، حيث القصد هو اللغة وليس اللسان كمادة، مما يبيّن علاقة الآلية.
تدل على شيء باستخدام ما يجاوره. مثال:
يظهر هنا المجاز في كلمة “سروجهم”، إذ أن الفرسان ركبوا الخيول وليس السروج، مما يعكس علاقة المجاورة في الاستخدام.
هي الأسلوب الذي يتضمن تشابهاً بين المعاني الحقيقية والمجازية، حيث يكون هناك وجه شبه واضح بينهما، على عكس المجاز المرسل الذي يشتمل على علاقات متعددة غير معتمدة على التشابه. ومن أنواع الاستعارة:
الاستعارة التصريحية
في هذه الحالة، يتم ذكر المشبه به بوضوح بينما يكون المشبه محذوفاً، مع وجود وجه شبه بينهما. مثال:
تظهر العلاقة بين المشبه والمشبه به من خلال الشبه، حيث تم الشبه بين الشخص والأسد في القوة والشدة؛ إذ ذُكر المشبه به وهو الأسد وتم حذف المشبه وهو الإنسان.
الاستعارة المكنية
تكون على النقيض من الاستعارة التصريحية، حيث يُذكر المشبه ويُحذف المشبه به، مع اعتبارات وجود وجه شبه بينهما. مثال:
تُظهر العلاقة بين المشبه والمشبه به المشابهة، حيث تمت مقارنة الملاكم بالأسد في هذه الاستعارة المكنية، حيث ذُكر المشبه وهو الملاكم وتم حذف المشبه به، تاركاً دلالة على الشبه من خلال كلمة “افتراس”.
أحدث التعليقات