وصف الكرماني مشهد الضعف والمرض بأنه غير محمود، حيث يعتبر دليلاً على فساد في الدين، مستنداً إلى قوله تعالى: (لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ). وقد يُشير هذا إلى تزايد الأباطيل، ومن جانب آخر، قيل إن من يرى أن مرضه طال قد يلقى الله في أحسن حالاته. وفيما يتعلق برأي ابن سيرين، أشار إلى أنه إذا رأى الشخص نفسه مريضًا دون ألم، فإنه سيشهد قرة عين ولن يموت في تلك السنة. بينما عبر بعض المفسرين عن المرض بأنه هموم وأحزان، وقد يعكس الخوف من أشياء يرغب فيها. أما بالنسبة للمريض الذي يرى نفسه قد شفي ويتواصل مع الناس، فهي دلالة على الشفاء، في حين أن عدم التواصل رغم الشفاء قد يشير إلى موته. ورؤية السلطان مريضًا تعتبر نذير شؤم بالنسبة للرائي، بينما قد تكون دلالة على الخسارة في حالة الخصام.
وذكر جابر المغربي أنه إذا رأى الشخص نفسه ضعيفًا، فهي علامة على التساهل في أداء الفرائض أو عدم الالتزام بالحقوق. كما يُعد الضعف علامة على ضعف القدرة والعزيمة، باستثناء رؤية ضعف الزوجة، التي تعكس صلاحها في الدين. أما إذا رأى الشخص نفسه هزيلاً، فإن ذلك يعد غير محمود، بينما لا بأس للضعيف أن يرى نفسه سمينًا. قال أبو سعيد الواعظ إن الرؤى المتعلقة بالأمراض تحمل دلالة إيجابية، مثل الخروج من الهموم والانتصار على الأعداء أو تحقيق المكاسب. فإذا رأى شخص ما في المنام ما يشير إلى الخير، فهو أمل للمريض في الشفاء وللمظلوم في الانتصار.
أكد بعض المفسرين أن الورم يعتبر علامة على الحبس، خصوصًا لمن يعاني منه، حيث تزداد المصيبة. وقال دانيال إن رؤية الضعف في الرأس تشير إلى ارتكاب الشخص لمعاملات خاطئة، لذا يجب أن يتوب إلى الله. أما من يرى ألمًا في جبينه فهو يرمز إلى نقص في مكانته، بينما رؤية ضعف العيون تدل على نقص في الرزق والهموم.
تعتبر رؤية المرض في المنام دلالة على النفاق، ويدلل عمومًا على نقصان الدين. إذا رأى الشخص نفسه مريضًا، فهو يشير إلى تراجع دينه، بينما يبقى جسمه صحيًا في ذلك العام. المحاربون الذين يرون أنفسهم مرضى قد يتعرضون للإصابة. في حال كان الشخص يرى زوجته مريضة، فهذا يشير إلى نقص في دينها وتحسن جسمها. وإذا تمزج المريض بالدسم ورأى أنه يمتطي خنزيرًا أو بعيرًا، فهو يخشى الموت، كما أن قراءة شعر يتعلق بالفراق أو آية تخص الموت قد تعبر عن خطر موته. على النقيض، إذا شهد الشخص أسماء مثل موسى أو عيسى، فهذا يدل على وفاته، بينما الأسماء مثل يعيش أو سالم تشير إلى النجاة.
قالت النصارى إن من يرى نفسه مريضًا سوف ينتصر على أعدائه، ويحظى بمال عظيم، ويعيش حياة طويلة ومليئة بالسعادة. أكد أرطاميدورس أن الشخص المريض الذي يعاني صعوبات سوف ينجو، ولكن بالنسبة للآخرين، فإنها قد تعني البطالة. إذا رأى شخص يعرفه مريضًا، فقد يدل ذلك على وقوع المرض، أما إذا كان الشخص غريبًا فقد يشير إلى المرض الذي يناله الرائي نفسه. وعلق جاماسب على أن المرض في المنام يدل على الصحة الجسدية، ورؤية المريض لنفسه خارج داره دون كلام قد تشير إلى قرب وفاته، بينما إذا خرج واحتفل مع الناس، فهذا يعني الشفاء.
أكد بعض المفسرين أن معظم الأمراض ترمز إلى قلة الدين، إلا أن لها دلالة إيجابية على صحة البدن. وفقًا للقرآن، فإن المحاربين الذين يرون أنفسهم مرضى قد يتعرضون لجروح. إذا رأى أحدهم نفسه مريضًا في مرحلة وضعف ثم توفيت زوجته، فقد يعني ذلك موته على الكفر. ووجود مرض لدى الزوجة يدل على تحسن دينها. يرى المفسرون أنه يُفضل ألا يرى المريض نفسه مغطى بالدم أو يمتطي حيوانات غير سليمة، كما أنه غير مستحب له أن يشعر بالسمنة أو الطول أو يعرف بأهمية الحيوانات. رؤية الاغتسال تعبر عن الشفاء، ومياه عذبة تدل على الصحة.
في النهاية، رؤية المرض تحمل دلالات متعددة، فبالنسبة للأشخاص المحرومين تُعد مؤشرًا على الحاجة، في حين أنها تنذر بالأمل والنجاح لمن يواجهون معضلات.
أحدث التعليقات