يعتبر الإيمان بالكتب السماوية واحدًا من الأركان الأساسية للإيمان، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فما الإيمان؟” فقال: “أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت وتؤمن بالقدر خيره وشره”. يتطلب هذا الإيمان التصديق القلبي بما جاء في الكتب السماوية، واعتقاد أنها من عند الله عز وجل. لذا، فإن إيمان الفرد لا يكتمل دون الإيمان بجميع الكتب التي أنزلها الله تعالى على عباده، حيث تتشارك هذه الكتب، قبل أن يحدث أي تحريف، في الدعوة إلى عبادة الله وحده دون سواه من المخلوقات.
الكتب السماوية هي كلام الله الذي أوحى به إلى رسله، سواء كان ذلك مباشرة عبر الوحي أو من وراء حجاب، لتبيان السبل الصحيحة للناس وأمرهم بها، وتحذيرهم من الشرك والأعمال السيئة. ومن الكتب التي تم ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة:
أنزل الله التوراة على نبيه موسى عليه السلام كدليل لقومه بني إسرائيل، ليهدهم إلى طريق الحق بعد أن نجاهم الله من بطش فرعون. تُكتب التوراة باللغة العبرية القديمة، وتعرف في الكتابات اليهودية والنصرانية بالعهد القديم، لكن تعرضت للتحريف على مر الزمن، مما يجعل العمل بها غير صحيح في الوقت الحالي.
الإنجيل هو الكتاب الذي أنزله الله على سيدنا عيسى عليه السلام، والذي جاء ليهدى قومه من ظلمات الجهل والشرك إلى نور المعرفة والإيمان، مُكملًا رسالة نبي الله موسى عليه السلام، حيث أُرسل في الأصل لبني إسرائيل.
الزبور هو كتاب سماوي أنزله الله على نبيه داود عليه السلام، وقد وُعظ به بني إسرائيل. يحتوي الزبور على مئة وخمسين سورة تركز في معظمها على المواعظ والثناء على الله تعالى، ولا يتضمن أحكامًا تتعلق بالحلال والحرام، حيث تُعتبر محتوياته من الذكر والدعاء.
الصحف التي أنزلها الله على نبيه إبراهيم عليه السلام تأتي أيضًا في إطار إرشاد قومه إلى الطريق الصحيح، وتحتوي على مواعظ وعِبر. وقد تم الإشارة إلى صحف إبراهيم في مواضع عدة في القرآن الكريم.
القرآن الكريم هو كلام الله -تعالى- الذي أُنزل على نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام، ويُعتبر ختام الرسائل الإلهية، حيث يجمع الأمة الإسلامية على الدين الحق ويهديهم إلى سواء السبيل. كما يُعد دليلًا على صدق نبوته، وقد تعهد الله تعالى بحفظه من التحريف حتى قيام الساعة.
أحدث التعليقات