تعريف اليتيم وفقًا للقانون والدين الإسلامي

ما هو تعريف اليتيم وفقًا للقانون والدين الإسلامي؟ وهل يُعتبر الكبير يتيمًا؟ قد يختلط على الكثيرين مفهوم اليتم، حيث قد يُستخدم لقب اليتيم أحيانًا في سياقات غير صحيحة، إذ لا يُعتبر كل من فقد والديه يتيمًا. ومن خلال هذا المقال، نقدم تعريف اليتيم في إطار القانون والدين الإسلامي.

تعريف اليتيم في القانون

يُعرف اليتيم في القوانين بأنه الطفل الذي توفي والده، سواء كان هذا الطفل ابن الزوج أو الزوجة، أو ابنًا بالتبني، أو حفيدًا، أو أي فرد كان المتوفى هو المعيل الوحيد له، باستثناء الأولاد والبنات الذين تزوجوا حتى وإن لم يتجاوزوا سن الثامنة عشر.

تعريف اليتيم في الدين الإسلامي

بعد أن استعرضنا تعريف اليتيم في الإطار القانوني، من المهم أيضًا تسليط الضوء على تعريفه في الدين الإسلامي وفقًا لما ورد في القرآن الكريم. يُعتبر اليتيم في الإسلام هو من فقد والده ولم يبلغ سن الرجولة، بينما من فقدت والدتها لا تُعتبر يتيمًا. لذا، إذا بلغ الصبي قبل وفاة والده، فلا يُعتبر يتيمًا، وكذلك إذا توفيت الأم قبل بلوغ أطفالها، فلا يُطلق عليهم لقب اليتيم.

يمكننا إذن القول بأن اليتيم هو من توفي والده قبل أن يبلغ، سواء كان ذكرًا أو أنثى، في حين أن من توفيت والدته قبل البلوغ لا يُعتبر يتيمًا من الناحية الشرعية أو القانونية أو اللغوية.

هل يُعتبر الكبير يتيمًا؟

استناداً إلى تعريف اليتيم في الدين الإسلامي، فإن الكبير لا يُعتبر يتيمًا، حيث تختفي صفة اليتم عند البلوغ. وقد أشار العلماء والفقهاء إلى ذلك وفقًا لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا يُتمَ بعد احتلامٍ” [صحيح أبي داود]، وكذلك ما ورد في القرآن: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ} [سورة النساء: 6].

تشير الأحاديث والآيات القرآنية إلى أن صفة اليتم تنتهي بالبلوغ، ويُحكم على الشخص سواء بلغ أم لا من خلال الاحتلام، فإذا احتلم فقد بلغ، وإذا لم يحتلم فهو لا يزال في مرحلة الصبا. وقد حدد الفقهاء عدة علامات للبلوغ، منها:

  • سن البلوغ عند الذكور هو 15 عامًا.
  • سن البلوغ عند الإناث يبدأ من سن التاسعة.
  • بلوغ الفتاة يتحقق عند رؤية الحيض.
  • بلوغ الذكر يتم عند الاحتلام.
  • نزول المني من الذكر سواء أثناء النوم أو اليقظة الناتجة عن شهوة.
  • إنبات شعر العانة.

من المهم ملاحظة أنه عند ظهور إحدى تلك العلامات على الذكر أو الأنثى، تسقط عنهم صفة اليتم ويصبح الصبي اليتيم رجلًا.

حقوق اليتيم في الإسلام

أوضحت التشريعات الإسلامية أهمية حفظ حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق اليتيم بشكل خاص. وقد ذُكرت العديد من الآيات القرآنية التي تتناول حقوق اليتامى، منها:

  • قال الله تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} [الإسراء: 34].

تشير هذه الآية إلى حق اليتيم في أن يُحفظ كافله حقوقه المالية، وألا يُصرف منها إلا بما هو أفضل، وأن تُعاد إليه عند بلوغه.

  • قال الله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} [سورة الضحى: 6]، مما يدل على ضرورة حسن معاملة اليتيم وعدم قهره أو ظلمه.
  • الإحسان إلى اليتيم ورعايته، كما جاء في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلَّا اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ …} [سورة البقرة: 83].
  • ضرورة تربية اليتيم نشأة سليمة تقوم على القيم والأخلاق العالية.
  • تلبية احتياجات اليتيم من السكن والملبس والمأكل والمشرب وغيرها.
  • تبادل المحبة والعاطفة مع اليتيم.

إن كفالة اليتيم تحمل فضلاً وأجرًا عظيمين، كما أُشير في الحديث عن سهيل بن سعد الساعدي رضي الله عنه عندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “وَأنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا” وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى، مما يعكس أهمية كفالة ورعاية اليتيم بشكل كامل لتحصيل الأجر والثواب العظيم.

Published
Categorized as إسلاميات