يعرف العنف ضد المرأة بأنه ظاهرة تتسم بالعمق والانتشار في مختلف المجتمعات، حيث يمثل انتهاكًا لحقوقها الأساسية وحقها في المشاركة الفعالة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. إن هذا النوع من العنف يتجاوز بسهولة جميع الحدود التعليمية والعمرية والإنسانية، ليعد اعتداءً صارخًا على أنوثتها.
يُعتبر العنف ضد المرأة إحدى أسوأ الظواهر التي تعاني منها المجتمعات، إذ يمثل اعتداءً شديدًا على حقوق المرأة. وقد عَرّفت الأمم المتحدة العنف الأسري بشكل لغوي واصطلاحي كما يلي:
تعريف العنف ضد المرأة من حيث اللغة | تعريف العنف ضد المرأة اصطلاحًا |
هو شكل من أشكال العنف موجه ضد شخص من الجنس الآخر مما ينتج عنه أذى في جميع الجوانب الإنسانية مثل: النفسية، الجسدية والمعنوية، ويؤدي إلى حرمانها من حقوقها الطبيعية في الحرية بشكل عام أو خاص. | يمكن تعريفه اصطلاحًا كنوع من أنواع الاعتداء الناجم ضد فرد بسبب جنسه، مما يبرز العنف الاجتماعي القائم على نوع الجنس، ويعكس حالة النساء في المجتمع وارتفاع معدل تعرضهن للظلم والعنف. |
يظهر العنف ضد المرأة في عدة صور، فهو لا يقتصر على البعد الجنسي فحسب، بل يمتد ليشمل مختلف أشكال العنف، ومن أبرز هذه الأنماط:
يُعد العنف الجسدي النوع الأكثر شيوعًا ضد المرأة، حيث يتمثل في استخدام القوة الجسدية ضدها بأشكال متنوعة، بدءًا من الضرب بالأيدي أو الأرجل، وصولاً لاستخدام أدوات تؤدي إلى تهديد سلامتها الجسدية والنفسية.
يمثل ذلك شكلًا من أشكال العنف حيث تتعرض المرأة للإهانات النفسية والمعنوية، من خلال استخدام ألفاظ بذيئة تسيء إلى كرامتها، مما يؤثر سلبًا على صحتها النفسية وقدرتها على التفاعل الاجتماعي.
يشمل العنف النفسي أشكالًا من الإيذاء تتعلق بالعنف الجسدي أو اللفظي، حيث قد تتعرض للإهانة أو الضغوطات النفسية، مما يؤدي إلى فقدانها ثقتها بنفسها، وهو ما يساهم في ارتفاع معدل الإصابات بالأمراض النفسية بين النساء، وخاصة حالات الاكتئاب الحاد.
يعد العنف الاقتصادي أحد مظاهر الاعتداء على المرأة، حيث يتجسد في التحكم المالي وتقييد قدرتها على تلبية احتياجاتها الأساسية من التعليم والرعاية الصحية، وكذلك مشاركتها في اتخاذ القرارات المالية.
ترتبط دوافع العنف ضد المرأة بعدة عوامل تدفع الأفراد أو المجتمع ككل لممارسة هذا النوع من العنف، ومن أبرز هذه العوامل:
تشمل هذه العوامل تقليص فرص المرأة في الحصول على التعليم والوظائف، مما يؤثر سلبًا على قدرتها على إثبات كفاءتها المهنية، إلى جانب التأثيرات الثقافية في بعض المجتمعات.
قد يعود العنف ضد المرأة لأسباب متعلقة بطفولة الأفراد، مثل التعرض للإيذاء النفسي أو مشاهدة العنف الأسري، مما يؤدي إلى تكوين سلوك عدواني تجاه النساء لاحقًا.
تتجلى أسباب العنف ضد المرأة أيضًا في الضغوط المالية على الأفراد أو المجتمعات، بالإضافة إلى إسراف المرأة في بعض الأحيان على الأمور المتعلقة بالمال.
إن انتشار العنف ضد المرأة، سواء من الناحية اللغوية أو الاصطلاحية، يعكس صورًا مرفوضة من العنف، حيث تؤثر هذه الممارسات على تقدم المجتمع وتطوره، وتعرقل جهود بناء مجتمع حضاري يُعزز مكانة المرأة ويدعم دورها الفاعل فيه.
أحدث التعليقات