يُعد العنف الأسري من الظواهر السلبية التي تنتشر بشكل ملحوظ في مختلف أنحاء العالم. تم استخدام مصطلح “العنف الأسري” لأول مرة في عام 1973، ومنذ ذلك الحين ظهرت العديد من المؤسسات التي تقدم المساعدات ومصادر الدعم النفسي للمتضررين. سنتناول في هذا المقال مفهوم العنف الأسري من الناحيتين اللغوية والاصطلاحية.
ما هو العنف الأسري؟
يمكن تعريف العنف الأسري لغويًّا على أنه الشدة والقسوة، حيث تنبع هذه الكلمة من الفعل “عنف”.
تعريف العنف الأسري اصطلاحًا
يُعرف العنف الأسري أيضًا على أنه نوع من السلوك القاسي الذي يُمارَس في إطار العلاقات الأسرية. قد أشار هذا المصطلح قديمًا إلى سوء المعاملة التي تتعرض لها الزوجة، لكنه تطور ليشمل جميع أفراد الأسرة المتعرضين لسوء المعاملة.
دراسات نظرية لفهم العنف
توجد عدة نظريات تفسر ظاهرة العنف، وكل واحدة منها لديها أسسها الخاصة، ومنها:
- الاتجاه الأنثروبولوجي: اعتبر ألبورت أن الشخص لديه غريزة للعنف، واعتقد الأنثروبولوجيون أن العنف يمثل أزمة ثقافية تنتقل عبر الأجيال.
- الاتجاه السوسيولوجي: تتناول هذه النظرية فكرة أن العنف هو بمثابة رد فعل ناتج عن عوامل اجتماعية وضغوط خارجية.
- الاتجاه النفسي والاجتماعي: يشدد هذا الاتجاه على التأثيرات النفسية الفردية والعوامل الاجتماعية التي قد تؤدي إلى سلوك عنيف.
أشكال العنف
تتعدد أنواع العنف، إلا أن هناك نوعين رئيسيين:
- العنف المباشر: يشمل الألفاظ المسيئة والشتائم، بالإضافة إلى الأفعال التي تسبب ضررًا جسديًا، مثل الاعتداء الجسدي أو استخدام أصوات مزعجة بشكل غير مبرر.
- العنف غير المباشر: لا يتخذ هذا النوع شكل الأفعال أو الأقوال، بل قد يظهر في شكل عدم التفاعل أو اللامبالاة، وغيرها من السلوكيات الصامتة.
ضحايا العنف الأسري
يعتبر العنف الأسري ظاهرة شاملة تمس مختلف فئات المجتمع بما في ذلك الرجال، الأطفال، النساء، وكبار السن. وتعتبر النساء من أكثر الفئات تعرضًا للتعنيف الأسري، إذ قد يكون هذا العنف سلوكًا متعمدًا أو ناتجًا عن عدم القدرة على التكيف في العلاقات الأسرية.
أنواع العنف الأسري
العنف الجسدي
يُعتبر العنف الجسدي من أكثر أنواع العنف التي تؤدي إلى إيذاء الأفراد، ويشترط لوجوده شرطين:
- الشرط الأول: عندما يقوم الفرد بفعل أو يمتنع عن فعل يؤدي إلى إلحاق أذى بدني.
- الشرط الثاني: أن يكون الفعل متعمدًا وناكشًا للضرر البدني.
- لا يُشترط أن تحدث هذان الشرطان في نفس الوقت، فقد تكون هناك فترة زمنية بينهما، وغالبًا ما ينتج ذلك عن إهمال الأسرة.
- يجب ألا تكون دوافع العنف الجسدي مبررًا للأفعال السلبية، حيث يُعتبر توافر الشرطين السابقة حالة من العنف الجسدي.
- قد يتطور العنف الجسدي إلى القتل في حالات معينة.
العنف النفسي
يُعتبر العنف النفسي أحد أكثر أنواع العنف انتشارًا نظرًا لصعوبة قياس تأثيره.
- لا يُظهر العنف النفسي أي أثر جسدي على الضحية مما يجعل من الصعب إثباته في حال تقديم شكوى.
- من أشكال العنف النفسي أن يتعرض الفرد لألفاظ جارحة، أو أن يشعر بأنه غير مرغوب فيه داخل أسرته.
- قد يتضمن أيضًا منع أحد أفراد الأسرة من زيارة الأصدقاء والأقارب.
العنف الجنسي
يُعرف العنف الجنسي بأنه أي فعل أو قول قد يمس كرامة الإنسان، سواء كان ذلك عنفًا ماديًا أو معنويًا.
- يتضمن العنف الجنسي المادي مثل زنا المحارم، بينما يتضمن العنف المعنوي الألفاظ والتعليقات الجارحة.
- من أبرز صور العنف الجنسي إجبار الأطفال على القيام بممارسات مضرة لاستغلالهم ماليًا.
- يعتبر العنف الجنسي مخالفًا للضوابط الأخلاقية والقانونية التي تحكم العلاقات الأسرية.
في النهاية، قمنا بتعريف العنف الأسري من الجانبين اللغوي والاصطلاحي، وقدمنا نظرة على أضراره. ولذلك، يُنصح أي فرد يتعرض للعنف الأسري باللجوء إلى المؤسسات المعنية وتقديم شكاوى؛ للحد من هذه الظاهرة التي تهدد صحة الأفراد وسلامتهم النفسية.
أحدث التعليقات