تعريف الإسلام وأركانه، وتوضيح من هو المسلم

الإسلام هو دين الله سبحانه وتعالى الذي أقره لنا، ولا يقبل سواه. في هذا المقال، سنقدم شرحًا واضحًا لمفهوم الإسلام، أركانه، ومكانة المسلم الحقيقي، ونسأل الله أن يجعلنا جميعًا من الذين يرضون عنه.

تعريف الإسلام وأركانه

الإسلام هو دين يرمز إلى الاستسلام لله تعالى والانقياد لأوامره واجتناب نواهيه، بإخلاص له وحده دون أي شريك. يتضمن الدين ثلاثة مراتب: الأولى هي الإحسان، والثانية هي الإيمان، والثالثة هي الإسلام. وأركان الإسلام تشير إلى خمسة أمور أساسية كما وردت في حديث جبريل عليه السلام. وعندما يُذكر الإسلام منفردًا في القرآن والسنة، فإنه يتضمن كل من الإسلام والإيمان.

يقول الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه: بينما كنا جالسين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء إلينا رجل ذو ثياب بيضاء وشعر أسود، ولم يكن يظهر عليه آثار السفر، ولا يعرفه منا أحد. حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلصق ركبته بركبتيه، ثم وضع كفيه على فخذيه، وطلب منه: “يا محمد، أخبرني عن الإسلام”. فأجابه النبي عليه الصلاة والسلام: “(الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً)”. ثم قال الرجل: “صدقت”، مما أثار إعجابنا أنه يسأله ويصدقه. ثم استفسر عن الإيمان، فأجاب النبي عليه السلام: “(أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)” فقال: “صدقت”. ثم سأل عن الإحسان، فقال النبي: “(أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)”. ثم سأله عن الساعة، فأجاب: “(ما المسؤول عنها بأعلم من السائل)”، واستفسر عن علامات الساعة، فقال: “(أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان)”. ثم انطلق، وبعد فترة قال: “يا عمر، أتدري من السائل؟”، فأجبته: “الله ورسوله أعلم”. فقال: “(فإنه جبريل أتاكم ليعلمكم دينكم)”، رواه مسلم.

الإسلام دين الله

الإسلام هو الدين الذي اختاره الله لنا لتحقيق العبادة، ولم يقبل غيره، كما قال سبحانه: “إن الدين عند الله الإسلام” [آل عمران 19]. وأيضًا: “ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين” [آل عمران: 85].

تجدر الإشارة إلى أن شريعة الإسلام جاءت لتكون مهيمنة على جميع الشرائع السابقة، حيث قال الله تعالى: “وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه، فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم”.

كما أن اسم “الإسلام” هو اسم ينطبق على جميع الديانات السماوية، لكنه يعتز بالشريعة التي جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، دون أن يُنسب لأشخاص أو أماكن كما هو الحال مع اليهود والنصارى.

تعريف المسلم

المسلم هو من يخضع لله تعالى ويظهر ويُبطن ما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

قال الله تعالى: “فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”.

المسلم الحقيقي هو الذي تُعاش حياته لله تعالى، فلا يقدم شيئًا على الله ورسوله، بل يلتزم بتعاليم الدين، ويفعل ما أمره الله، ماأتجاهًا لرضاه، مستعدًا لتقديم الولاء الكامل لله، مطمئنًا إلى أن الله هو الحكيم العليم.

قال الله تعالى: “قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ”.

لقد بعث الله نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم كرسالة للعالمين بشيرًا ونذيرًا، فقام بأداء الأمانة ونقل الرسالة إلينا لنعبد الله وحده لا شريك له. يشمل دين الإسلام كل جوانب الحياة، وما علينا سوى الالتزام به لنعيش حياة متوازنة ونحقق السعادة.

Published
Categorized as إسلاميات